شوكة حوت / ياسر محمد محمود البشر

حــدود دائـــرة الأمـــن

ياسر محمد محمود البشر

الولايات المتحدة الأمريكية بكامل عدتها وعتادها إحتلت جمهورية العراق منذ العام ٢٠٠٤ وحتى يومنا هذا وتحول العراق إلى مستنقع من الفوضى والقتل والتشريد والفوضى الخلاقة وعمت الفوضى كل أنحاء العراق ويمكن القول أن المنطقة الوحيدة التى لم تطالها هذه الفوضى هى المنطقة الخضراء وهى المنطقة التى تتخذها أمريكا ورعاياها سكن لها وتمارس من خلالها إدارة عمليات الفوضى بالعراق ولا يمكن لكائن من كان أن يقوم بعمليات مسلحة داخل المنطقة الخضراء لأن المنطقة الخضراء تعنى حدود دائرة الأمن بالعراق وما غيرها فليطاله الخراب غير مأسوف عليه وغير مأسوف على ضحاياه لأن الهدف وراء إحتلال العراق هو نشر الفوضى وترويع الشعب العراقى وكلما ضاقت حدود دائرة الأمن كلما إنتشرت الفوضى حولها وكلما زادت توقعات سقوط الضحايا بين المدنيين.

أما الحكومة اليمنية فقد عجزت فى إيجاد مساحة تفرض عليها سيطرتها لذلك إتخذت حكومة عبدالهادى منصور من المملكة العربية السعودية مقراً لها لتمارس من خلاله حكم الجمهورية اليمنية من هناك الأمر الذى جعل الحوثيين يمارسون أقصى درجات الإعتداء على حكومة المملكة العربية وقد بلغت الهجمات ذروتها بالهجوم على منشآت أرامكو النفطية ومازالت تستهدف العمق السعودى بضربات بطائرات مسيرة من دون طيار مما يؤكد إنعدام حدود دائرة الأمن بالنسبة للحكومة اليمنية داخل اليمن وأن السيطرة للحوثيين طالما أن الحكومة الشرعية مقيمة خارج البلاد وتبقى الحُدَيدَة منطقة آمنة بأمر من أمريكا حتى يمارس من خلالها المبعوث الأمريكى غريفتس وصايته على الحكومة اليمنية وعلى الحوثيين نيابة عن الحكومة الأمريكية.

أما فى ليبيا فقد مارس المجلس الوطنى الليبى جلساته خارج حدود الجماهيرية الليبية وذلك لعدم وجود حدود لدائرة الأمن حينما إحتدمت الصراعات المسلحة بين الفصائل المقاتلة ما بين سرت وطبرق وطرابلس ولم يتبق شبر من أرض الجماهيرية يصلح لإنعقاد جلسات المجلس الوطنى الليبى ويوفر الأمن والأمان وكل هذا تحت رعاية مباشرة من الجهات التى من شأنها نشر الفوضى الخلاقة حتى تتم عملية الهيمنة على موارد الجماهيرية بكل سهولة ويسر فى ظل الفوضى الممنهجة.

عندما شعر الرئيس التشادى إدريس دبى أن حدود دائرة الأمن بدأت تضيق عليه قرر أن يقود المعركة بنفسه بعد إعلان فوزه بدورة رئاسية جديدة بعد ثلاثون عاماً من حكمه لتشاد الأمر الذى جعله يفقد روحه فى المعارك الدائرة مع المعارضة الشادية وبعدها تم تشكيل حكومة إنتقالية برئاسة إبنه محمد كاكا مع العلم أن حدود دائرة الأمن بتشاد ما زالت فى حالة إتساع ولا سيما بعد أن تمت عمليات تفاوض مع قادة المعارضة التشادية للوصول إلى حلول قد تفضى إلى إتفاق سياسى وأمنى وعسكرى بتشاد.

نــــــــــص شــــــــوكــة

كل هذه المشاهد تمر بخاطرى يومياً عند مرورى بالقيادة العامة للقوات المسلحة السودانية بعد أن تمت عملية وضع سواتر ترابية بالقيادة العامة والتى قد تكون حدود دائرة الأمن بجمهورية السودان الأيام القادمة وربما تكون القيادة العامة هى المنطقة الآمنة الوحيدة بالعاصمة السودانية الخرطوم إن لم تكن بالسودان بأجمعه.

ربــــــــع شــــــــوكــة

(الله يكضب الشينة).

اترك رد

error: Content is protected !!