✍️ العميد د.الطاهر أبوهاجة
الأحداث المتسارعة التي وصلت ذروتها في المشهد الحالي لا تحسبوها شر لكم بل هي خير للسودان ولشعبه سيما وأن البلاد في حالة انتقال متعثرة، وأفضل ما جادت به الأقدار أن يرى الناس هذه المشكلات في مرحلة الإنتقال، حيث سقطت ورقة التوت وانكشف المستور، وما كان للناس أن يدركوا ويحيطوا بهذه الحقائق لولا هذه التجربة القاسية، التي شهدوها بأم أعينهم، اضطراب، ضبابية، غلاء، غياب وانعدام كل شيء، فقرٌ و حزن وحيرة ضربت كل أطناب و أجزاء الوطن الجريح، لقد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، شهد على ذلك البشر والبحر والحجر والشجر، إستمرارهم سيهدد الأمن القومي وبيضة الأمة ولحمتها، أما الشارع فقد يئس منهم كما يئس الكفار من أهل القبور، صدق من قال لو كان هنالك صندوقان للاختيار الحر في الإنتخابات أحدهما للقوات المسلحة و الآخر لهم لرأى الناس العجب العجاب، و لكنها الأقدار و المواقف التى تنأى بالقوات المسلحة وتجعلها تترفع أحياناً وتترقب وتتنتظر، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي في المعادلة الحالية، القوات المسلحة لن تترك البلاد في مهب الريح(تتفرتق) أمام أعينها، كما أن موقفها راسخ بضرورة وجود قوى سياسية متوافقة ومتحدة، قوى سياسية تمثل المنصة الصلبة التي تعبر عن كل كيانات وفئات وإتجاهات الأمة السودانية فضلاً عن حرصها وحمايتها للانتقال الديمقراطي حتى الوصول إلى الانتخاب وإرساء دعائم الحكم المدني الرشيد فذاك طريق الخلاص