ليمانيات / د. إدريس ليمان

وأنقضى العام الدراسى ..!!

فى الحادية عشر من صباح اليوم الأربعاء ٢٢ يونيو ٢٠٢٢م وضَعَتْ ( حرب الشهادة السودانية ) أوزارها بعد إضرابٍ وكَرٍّ وفَرٍّ ، وإنقطاعٍ وإستمرار لعامٍ دراسى متذبذب كحال معظم الخدمات ( * بالطبع ليس من بينها قطاع الكهرباء ..!! *) .. وتم رفع حالة الطوارئ الأسرية ، وتم تخفيض الإستعداد ( *على أن يُعاوِد فى العام الدراسى الجديد * ) .. وأُضيئت الأنوار بعد أن قرعت المدارس أجراسها مُعلنةً رفع الأقلام وإنقضاء الأمر .. والمتأمل والناظر لواقع التعليم والمتعلمين فى بلادنا بهذه المناسبة يُدرِك أنَّ مدارسنا تُعانى هشاشةً وضعفاً فى بِنيَتِها ومناهجها التربوية ، وأنَّ عدداً غير قليل من طلابنا يرون أن الدراسة فى بلادهم تضييعٌ للوقت والعُمر فيما لافائدة فيه ، وأنَّ مصيرهم إمَّا الشارع ( الذى يخون ) أوفى قعر مُظلمةٍ وظلمات بحر الظلمات ( فهاجر من هاجر لدنيا يُصيبها ) ، و ( هجر من هجر مقاعد الدرس والتحصيل ) .. وليس تجَنِّيَاً إن قُلنا أنَّ التربية تلك الصفة السامية التى تحمل الكثير من المعانى والقِيَم الضرورية غائبة تماماً .. !! فتردِّى الأداء المؤسسى فى مجال التعليم العام والتعليم العالى على السواء أدَّى إلى ضعف التأثير الجمعى المستمر والراسخ والذى كان له تأثير لأجيالٍ عديدة .. ويبدوا أنّ ظروف الحياة وتعقيداتها قد خلقت فجوة كبيرة بين الأجيال ، وجعلت لكل جيلٍ ما يعتقده من مبادئ وقيم .. ( فبعض ) شبابنا يعيش الآن حالة من الإنفلات الأخلاقى والإستخفاف بالقيم المجتمعية ، ولعلَّ مرَّد ذلك أن بعض مواقع التواصل الإجتماعى عملت على إنتهاك تلك القيم وأزالت القُدسية التى أحاط بها المجتمع الكيانات الأُسرية ، وأسهمت فى نشر الثقافة التى تدعو للتمرد على قِيَم المجتمع .. وبالتبشير بالسلوكيات القبيحة التى كان يقوم مرتكبوها فى السابق بالتوارى عن الناس حياءًا ومهابةً وتقديراً .. فسَرَتْ فى حياتنا الإجتماعية لغياب القدوة والمثل الأعلى سموماً كثيرة لا يُحاطُ بها ..
فمن لشبابنا من يعتنى بهم ويُقدِّم لهم القدوة الصالحة لاسيما من أهل العِلم والإعلام ليُخرِجُوهم من حياة الضياع إلى حياة الأمن والإستقرار .. فمن حقهم على مجتمعهم أن تكون لهم رموزاً إجتماعية وعلمية وسياسية ذات تأثيرٍ عليهم ويقتدون بها فى حياتهم ومسيرتهم ..
نسأل الله أن يُقيِّض لعملية التربية والتعليم من يَضع لها منهجاً يحترم هويَّة الوطن وقِيَم المجتمع .
هذا مع صادق الأمنيات لجميع أبناء السودان بالتفوق .

الأربعاء ٢٢ يونيو ٢٠٢٢ م

اترك رد

error: Content is protected !!