ليمانيات / د. إدريس ليمان

مرجان أحمد نهيان .. !!


جسَّد الفنان المصرى عادل إمام شخصية الإنتهازى الثَّرِى الذِّى يَبتَزَّ الجميع ( ويسقيهم مِنْ فَيضَ حَنَانِه ) والشاى بالياسمين .. !! تارةً بالمركبة الفارهة وأخرى بساعة اليد الثمينة ومرةً بالمبالغ الضخمة فنال الشهادة الجامعية وصار كاتباً وشاعراً مرموقاً ونجماً رياضياً ( وأشياء أخرى مفيدة ) بلغة المزادات ..!! إلاَّ أن قلب أستاذته فى الجامعة ظَلَّ عصيَّاً عليه ولم تنفع معه كل محاولات الإبتزاز والحملات الإعلامية والدعائية على شاكلة ( مُرجان يحب جيهان ..!! ) .. تذكرت ذلك وأنا أطالع فى الوسائط أنَّ دولة الإمارات تعتزم إقامة مهرجان لتجميل وتزيين صورتها التى لن تنفع معها كل الأصباغ والألوان ما لم تتطهر من الرجس وتعلن توبتها وطلب العفو وتعيد بناء ما دمرته بدعمها اللا محدود لمليشيا آل دقلو الإرهابية .. ويجئ المهرجان الذِّى دُعى له عدد من نجوم الفن السودانى وسيُحشر له جميع السودانيين بعصا الراعى رهباً تحت شعار : ( الإمارات تحب السودان ) بالضبط كما أحب مرجان أستاذته جيهان ..!! وشعار آخر : ( السودان فى قلب الإمارات ..!! )
وبالنظر المتجرد لما تعتزمه تلك الدولة من صناعةٍ للحشد المساند نجد أنه شكلٌ من أشكال الضغط المادى والمعنوي للجالية السودانية المحترمة لأنها صاحبة الأرض والمتنفِّذَة التى أنعمت عليهم بالوظائف التى يعيلون منها أُسرهم الصغيرة والممتدة على السواء وبالإقامة الدائمة والمؤقتة والذهبية لتحملهم حملاً حملاً على ( فعل الخير ..!! ) ، وهو فى ظَنِّى تهديدٌ مُبَطَّن ومساومة غير معلنة بالحضور والمشاركة أو بالإستغناء عن الخدمات وفقدان الوظيفة .. وهو فعلٌ من أفعال الإبتزاز الذى فى ظاهره الرحمة والمحبة وفى باطنه من قِبَلِه العذاب والرغبة المتوحشة فى الدمارِ والخراب ، وقطعاً له آثاره الخطيرة على الجالية السودانية المقيمة فى تلك الدولة ويمكن أن تؤدى إلى خلخلة إستقراهم المعيشى والحياتي وتصيبه فى مقتل .. فالرأى عندى أن تُحافظ الجالية على إستقرارها رغم أن هذا الصنيع الإماراتى سيجلب لهم من المشاعر السلبية والآثار السلبية ما الله به عليم ، لأن الإبتزاز تجسيدٌ حى لإحدى أحَطَّ الخِصال التى يمكن أن تتحلى بها دولة تَدَّعى الإحترام والتمَدُّنْ حين تستغل قوتها ومالها أمام من تراه أو تعتقده ضعيفاً .. وحاشا لله أن تكون جاليتنا المحترمة ودولتنا السودانية الفتيَّة كذلك بل هم سفراء يحملون معهم القيم الرفيعة والتى تمثل الميثاق الأخلاقى لأهل السودان والله أعلم بالسرائر وبما فى الصدور ..!! أمَّا حُكَّام هذه الدولة فيُشعِلون النار فى خيامهم وهم يحسبون أنهم يُحسِنون صُنعاً ويحسبون أنَّ لديهم من المال ما يمكنهم من إخماد الحريق جهلاً منهم بقوانين الهواء والماء وقوانين السماء ..!!
حفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء .

اترك رد

error: Content is protected !!