ليمانيات / د. إدريس ليمان

حبَّة وعى ..!!


مِنْ المعَلوم للكَّافة أنَّ الإعلام سلاحٌ ذو حدَّين إمَّا أن يُسهم فى تعزيز وترسيخ القيم والوحدة الوطنية وإمَّا أنْ يكون معول هدمٍ لها .. فالحديث الذى أدلى به مدير جهاز الأمن السابق بولاية كسلا للإذاعة القومية فى إطار خطة الدولة لضبط الوجود الأجنبى وإتهامه لإحدى أهم وأعرق المكونات القبلية بشرقنا الحبيب ونَفى صفةَ المواطنة عنهم بل وطالب بسحب الهوية السودانية ذلك الحديث يُشير إلى أحد أمرين إثنين إمَّا أن إعلامنا الوطنى والرسمى لا يُحسن إنتقاء ضيوفه ، وأنَّ بعض إعلاميينا لا يعملون وفق محاور للحوار مُعدَّة سلفاً ولا يُجيدون إدارة دفة الحديث والسيطرة على الضيوف حتى لا يَخرُجوا عن الغرض المرسوم للحوار وهذا هو الأرجح عندى ، وإمَّا أن الأمر مُتعَمَّد وأن النيَّة مبيَّتة لحديث الإفك هذا وإثارة النعرات واللعب بالنار التى لا يُؤمَنْ خَطرها وهذا ما أستبعده تماماً من القائمين على الإذاعة السودانية ولكنِّى لا أستبعده مِنْ الذى تمت إستضافته فقد كان يُدرك خُطورة ما تحدث به وما يُؤدى إليه ، بل كان متعمداً وقاصداً وذلك من لغة الجسد والتشنج والإنفعال الذى صاحب حديث الإفك الذى تفوَّه به .. وكَبُرَت جريمة من يُشعِل نار الفتنة أويتسبب فيها بكلمة أو بممارسة ، وكَبُرت جريمة من يُحِب لها أن تشيع وتنتشر .
ومن نِعم الله على شرقنا الحبيب أن أهله بكل مكوناتهم وفسيفسائهم يؤمنون بالوحدة الوطنية ، ويُدركون أن مثل تلك التُرَّهات والمحاولات المشبوهة تَهدُفُ فى الأساس إلى تفتيت تماسكه وتمزيق نسيجه الإجتماعى ، وأنَّ السلاح الوحيد لمواجة ذلك هو إعمال العقل ليعلو صوته على صوت الفتنة ، وهذا ما أكدته الشواهد فقد ضجَّت منصَّات التواصل الإجتماعى بالأصوات الواعية والمُنكِرَة لهذا الحديث الرافضة له من عوام أهل الوريفة ومن ذوى الهيئات وخاصَّتهم فى ملحمة من ملاحم الوعى المجتمعى حيث إستطاعوا إسكات تلك الأصوات القبيحة والترهات المقيتة حتى لايتطاير شررها ويقضى على الأخضر واليابس وينتهى الأمر بخسارة الجميع ، فربحوا البيع وكسبوا معركة الوعى لأنَّ ترك مثل تلك الدعوات التى تُثير النعرات والتى يُدلى بها الأغبياء الذين لا يُدركون أن أعداء بلادنا يحتفون بها لأنهم يحتاجونها لإشعال المزيد من الحرائق .. فتركها تتفاقم دون الوقوف فى وجهها يُمكن أن تؤدى إلى تشرزم الدولة ومسح خريطتها من الوجود ولو بعد حين ولنا مثلاً وموعظة فى العديد من الدول التى كانت فبانت بعد أن جرفت سيول الفتنة إستقرارها وجرفت معها نبتة الدولة من جذورها ..!!

  • حفظ الله بلادنا وأدام قوتها ووحدتها وإستقرارها .
  • ⁠عظَّم ثواب من درأ الفتنة عن الوريفة وسَدَّ بابها وأخمد نارها وقلع جذورها وأتلف بذورها ولو بهمسة ..!!
    ——————————

اترك رد

error: Content is protected !!