ليمانيات / د. إدريس ليمان

للشرطة فى عيدها ..!!

د. إدريس ليمان


تتزامن إحتفالات البلدان العربية فى الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام بيوم الشرطة العربية بإحتفالات البلاد بعيد الشرطة السودانية ، وكل تلك الإحتفالات ماهى إلاّ تقليد سنوي تعارفت عليه أجهزة الأمن والشرطة العربية تخليداً لذكرى أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن فى العام ١٩٧٢م بمدينة العين لتنسيق الجهد المشترك بين مختلف أجهزة الشرطة العربية لصيانة أمن الأمة العربية ومواجهة التحديات التي تهدد أمنها واستقرارها .
إن احتفال الشرطة السودانية مع سائر أجهزة الأمن فى وطننا العربي الكبير بيوم الشرطة العربية ( ذكرى انطلاقة التعاون الأمني العربي ) يأتي إيماناً بوحدة المجتمع العربي ، وتقديراً للجهود التي يبذلها رجال الشرطة الساهرون على أمن أوطانهم، والدور الذي يقومون به في مكافحة الانحراف والجريمة وترسيخ دعائم الأمن والسلم المجتمعى ، فيوم الشرطة العربية وعيد الشرطة السودانية مناسبة تستحق أن يحتفى بها كل مواطن منصف يقدّر (نعمة) الأمن ويبحث عن الأمان بعيداً عن كل ما ينغّص أو يكدّر صفو حياته ويهدد حقوقه وكرامته الإنسانية وهي الأهداف والرسالة التي كُرِّس رجال الشرطة بموجب قَسَمْ التَخرُّج كل أوقاتهم وطاقاتهم طوال مدة خدمتهم لتحقيقها ، فحظيت بثقة وتقدير المجتمع لإفلاحها في أداء الرسالة وصون الأمانة رغم كل ما أصابها ويُصيبها من دَخَنْ من حينٍ لآخر شأنها شأن غيرها من مؤسسات الدولة ، وباتت تُشكِّل حضوراً فاعلاً في حركة التنمية المستدامة بكل جوانبها وأشكالها .
وفي هذه المناسبة لابُدَّ لنا من وقفات حتى ننعم بظلال الأمن الذى لا تستقيم حياة الأفراد والمجتمعات بدونه ، وبات ضرورياً لنمو الحياة الاجتماعية واطراد تقدمها .. ومرتكز اً أساسياً من مرتكزات الإستقرار فكل نشاط تجاري أو صناعي أو زراعي ، وكل تقدم اقتصادي لايكون بدون الأمن .. لا تكمُل العبادة ولا يحلو السمر بدون الأمن .. والشرطة السودانية من أكثر مؤسسات إنفاذ القانون إنتقاداً من الرأى العام ، فغلطتها بلقاء كغلطة الأمير حين يُخطئ .. وأكثر أهل السودان يضعون الملامة على ظهرها ويلومون الدولة فى شخصيتها الإعتبارية ، ويجعلون منها مشجباً يُعلقون عليها أخطاء الآخرين وتجاوزاتهم وهى تمارس فضيلة الإيثار وإعلاء قيم الحق تسليماً منها بإن ذلك قدرها المقدور .
والشرطة السودانية فى عيدها المجيد وعمرها المديد أحوج ما تكون إلى محبة أهل السودان وكسب ثقتهم ولايكون ذلك إلاّ بالتصرفات المسؤولة من رجال الشرطة بمختلف رتبهم ، وبالأخلاق وحُسن السلوك وحُسن الأداء والإنخراط فى المجتمع بصورة أكثر عمقاً ووعياً ، فهى لاتستطيع أن تعيش وتعمل بمعزل عن المجتمع الذى تستهدفه بخدماتها الأمنية المختلفة ، ولكى تؤدى واجباتها الوظيفية وخدماتها الامنية لابد لها من القبول المجتمعى حتى تضمن مساعدته ودعمه لمسيرتها ، وهنا تكمن أهمية الإعلام الشُرطى فى تمتين العلاقة بينها وبين أفراد المجتمع ، وضرورة النظرة المستقبلية لتفعيل الجهود المبذولة من قِبَلها لتقديم دورها الإجتماعى وإظهاره بين أطياف المجتمع حتى يقوموا بدعمها والدفاع عنها لتحقيق مفهوم الأمن الشامل .
حفظ الله بلادنا وأدامها لنا وحفظ الشرطة وجعل منسوبيها مفاتيح للخير مغاليق للشر .

اترك رد

error: Content is protected !!