ليمانيات / د. إدريس ليمان

فلتَدُمْ أنتَ أيُهَا الوَطَنُ ..!!


وأنا أتصفح مواقع التواصل الإجتماعى إطَّلَعتُ على مقالٍ مُهم وخطير للغاية يتحدث عن عَرَبْ جنوب الصحراء الكبرى ويُعرِّف الناس بهم ، ويُحَذِّر فى خاتمة حديثه إنْ هُزِمَتْ القوات المسلحة فى هذه الحرب لا قَدَّر الله ستكون بداية الفصل الأخير فى ما كان يُعرف بالسودان .
وبإسترجاع شريط الأحداث لسنواتٍ خَلتْ وربطها منطقياً ببعضها يتبين لنا أن السودان يواجه تهديداً وجودياً وتحدِّيَاتٍ خطيرة تضرِبْ إستقراره وتُرهِقُ منظومته العسكرية والأمنية وتُحدِثُ تشوهات ديموغرافية فى منتهى الخطورة ، وحكامنا وولاةَ أمورنا غفر الله لهم غارقون فى سُباتهم مُغمِضونَ أعينهم ، ولولا أن الله قد لطَفَ بنا وسخَّر الغبَاء كجُندٌ من جنوده لأولئك البُغاة المُعتدون ليفعلوا فعلتهم التى فعلوا لكان الخطر قائماً يُحَدِّقُ بِنَا وببلادنا ، وأما والحرب فى طريقها للإنتهاء بمشيئة الله ، وأمام هذا المُتَغيِّر الخطير والواقع الذى أحدثته والماثل أمامنا أى مصيرٍ ينتظرُ بلادنا التى تُحيطُ بها الأزمات والنكبات ونفايات دول الجوار ..!!؟ وهل سيظل هذا الإنسان السودانى النبيل يَقتاتُ فى أمنه وسِلمِه المُجتَمعى على مُسامحتِه ومُسالَمَتِه وعظيم خُلُقِه وكريم سجاياه ولا أقول ( سبهللته ) ..!!؟ أم أن هذه النَازِلَة التى ألَمَّتْ به والتى لم يشهد السودان لها مثيل فى تأريخه ( قديمه وحديثه ) قد أفرَزَتْ مُعطياتٍ جديدة يعتمد عليها مجلس سيادتنا وتعتمد عليها حكومتنا القادمة أيَّاً كانت فى الحفاظ على الدولة السودانية وأمنها القومى وسِلمها المجتمعى ، فالعالم من حولنا يشهد تحولات عميقة قد تقلِبْ الموازين الدولية وتُنشئُ كيانات جديدة وتتسبب فى إختفاء أُخرى وهو ما سيُغيِّرُ حتماً قواعد السياسة الدولية لاسيما فى القارة الأفريقية ، وخير مثال لذلك هذا الجُنون من بعض دول مُحيطنا الإقليمى التى تعمل كوكيل معتمد لأنانية ( الكِبار ) فى الأسرة الدولية لدعم هذا الشقى الذى ظَنَّ أنَّ ماكان فيه من نعيم جُمِعَ له فيه من السُلطَةِ والمال والرجال قد أوتِيَهُ على عِلمٍ من عنده ليُنشئ وطناً بل مملكةً للمهاجرين الوافدين بل الهائمين على وجوههم فى الفضاءات الواسعة والممتدة جنوب الصحراء .. فلكل ذلك علينا جميعاً حكاماً ومحكومين أن نُبرهن على وطنيتنا وإحساسنا بالخطر الذى يتهددنا وبلدنا وإقليمنا .. فأىُّ شئٍ أكبرُ من الدعوة لوحدة وإستقرار بلادنا والتسامح بين بنيها ..!! وأىُّ شئٍ أعظمُ من تعزيز جبهتنا الداخلية والتخلى أنانيتنا الحزبية وإنتماءاتنا الآيدولوجية ..!! فإن لم نفعل فإننا نُجازف بوطنٍ هش سياسياً وأمنيًا وكل تَرِكتُه من الموروث السياسى سوءاتٍ وعورات وفِرار من الديموقراطية الحَقَّة إلى أن جاءتنا الدقلوقراطية بخَيلِها ورَجِلِهَا وأرادت أن تَبصِقُ وتَتَبَوَّلْ على قيمنا وشيمنا وسودانيتنا لإذلالنا ولتكون لها الوصاية على شعبٍ صهرته المآسي والنكبات وصقلته الثورات والإنتقاضات ولايخيفهم الفزع الثنائى ولا الرُباعى فأرتدَّتْ قاذوراتها إلى وجهها ووجه من مردوا على النفاق ..!!
اللَّهم أورث بلادنا أمناً من بعد الحربِ التى أُسترخِصتْ فيها دماء الأبرياء ، وأرزق أهلها من الثمرات إنك أكرم مأمول وبالإجابة جدير .

اترك رد

error: Content is protected !!