الرأي

( أثر خطاب الكراهية علي الإستقرار السياسي)

✍️ عبداللطيف كبير

عنوان إختارته أكاديمية نميري العسكرية العليا للندوة المنهجية رقم (2) والتي تنطلق اليوم بين يدي دورتي الدفاع الوطني رقم(34) والحرب العليا رقم(22) والاكاديمية ظلت مركزا للتنوير المعرفي لا يشق له غبار وعقل الوطن وقواته المسلحة المفكر بلا منازع وفي كل عام يلج ساحتها ثلة من أبناء الوطن في منظومته الأمنية ( القوات المسلحة الشرطة والمخابرات العامة) وعدد من أصحاب المناصب والدرجات الوظيفية العليا في الخدمة المدنية ومؤسسات الدولة دارسين في هذه الدورات الراتبة يعكفون علي دراسة الاستراتيجية وقوى الدولة الشاملة ونظرية إعداد الدولة للدفاع ويقدمون منتوجا وافرا من البحث والتحليل علي مدى عامل كامل في كثير من معضلات الأمن القومي والإقليمي ( السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية والبيئية) وغيرها .. إلي جانبهم عدد من الأشقاء في محيطنا العربي والأفريقي في إصطفاف نادر قلما يتوفر لمؤسسات علمية أو بحثية علي هذا النسق .. الأمر الذي يجعل هذه الأكاديمية مؤهلة تمام لتقديم المشورة الإستراتيجية للدولة ومؤسساتها المختلفة وفي هذا السياق تأتي ندواتها المنهجية وسمناراتها وتمارينها المختلفة وبحوث دارسيها..

حسنا فعلت قيادة الأكاديمية وإدارات كليتيها بإختيار هذا العنوان (أثر خطاب الكراهية علي الإستقرار السياسي) موضوعا لهذه الندوة فما يسد الأفق ويسيطر علي المشهد الآن ماهو إلا إنعكاس لتدوير خطاب الكراهية علي مستوى ينبيء بشر مستطير يتعدى نسف الإستقرار السياسي المآزوم أصلا !! وهتك جدار النسيج الإجتماعي الذي كان مضرب الآمثال في الترابط والتآخي والتآزر والتعايش السلمي غني بالتقاليد السمحة والقوية والراسخة .. وعلي مايبدو أن وراء الأمر شيئا يراد لهذه البلاد وإنسانها ومقدرات شعبها مما يندرج تحت مسمي النشاط الهدام والحرب النفسية التي عصفت بشعوب كثيرة من حولنا وذهبت ببلدانها ومجتمعاتها أدراج الرياح ..

نتوقع أن تسبر ندوة الأكاديمية هذه غور الموضوع أخذة في الإعتبار الكثير من المبادرات والندوات التي سبقتها وتضفي عليها إطارا أكاديميا وبحثيا إستراتيجيا يشخص الداء ويصف الدواء بعيدا عن غلواء التناول السياسي فالقوات المسلحة هي سياج الوطن وصمام أمنه وإستقراره ومن نافلة القول إن المؤسسة العسكرية جديرة بإفتراع ما يعيد التمازج الوطني والتماسك الإجتماعي المطلوب والذي يفضي بدوره إلي صناعة الإستقرار السياسي وهذا ليس إعتباطا بل لأنها كانت ولا تزال من ممسكات الوحدة الوطنية بقوميتها وإحترافيتها المشهودة عبر الحقب لتأريخ إمتد إلي مايقارب المائة عام وإرتبط بجذور سبقت حتي قيام الدولة السودانية الحديثة ..

( نوااصل)

22 يونيو 2022م

اترك رد

error: Content is protected !!