ثُمر المداد / د. أحمد عبدالباقي

آفاق مشرقة: الطابعة الحيوية الثلاثية الأبعاد ودورها في مستقبل تصنيع الأطراف الاصطناعية والبديلة

د.احمد عبدالباقي

قدرت منظمة الصحة العالمية عدد الذين يحتاجون لأطرافًا اصطناعية علي مستوي العالم في عام 2017م بثلاثين مليون شخص و 20% فقط منهم يحصلون علي هذه الأطراف كما أن 80% من إجمالي العدد الكلي من نصيب الدول النامية ودول العالم الثالث ومن ضمن هذه الدول السودان الذي بلغ عدد الذين يحتاجون إلي هذه الأطراف في عام 2010م 13 ألف شخص مُسجل منهم فقط 300 في قائمة الإنتظار لنفس العام (تقرير نشر في صحيفة الرأي العام في ديسمبر 2010م).

رغم العدد الكبير من الذين يحتاجون إلي الأطراف الصناعية، فإن الدول الفقيرة تحتاج إلي سد نقص في الكوادر المدربة في مجال صناعة الأطراف وملحقاتها بحوالي 40,000 كادر مدرب مع العلم الطريقة التقليدية والمعهودة هي المتاحة حاليا في هذه الدول إلا أن هنالك بوارق أمل في استخدام الطابعة الثلاثية في بعض الدول الإفريقية-مثل يوغندا التي دخلتها التقنية منذ عام 2015م- التي يمكن أن تخفف من معاناة هؤلاء.

ميزات الأطراف الاصطناعية المصنوعة بالطابعة الثلاثية الأبعاد

الأطراف التي تُصنع بالطريقة التقليدية تأتي بتصميم ذي مقاييس عامة ليست مخصصة لكل حالة على حداها، وقد تحتاج في الكثير من الاحيان إلي بعض التعديلات، أضف إلي ذلك أن الطرف الاصطناعي الجديد يأتي بشكل لا يحب في الغالب صاحبه اظهاره وذلك لشذوذه الواضح. اما من ناحية اللون فهو في الغالب لا يتناسب مع لون البشرة أو حتى في الشكل الخارجي الذي يوحي بعدم حيويته وآدميته.

وبمقابل الأطراف التقليدية، فإن الأطراف الاصطناعية والبديلة التي تتم عن طريق الطباعة ثلاثية الأبعاد توفر حلولًا أسهل وأسرع وأقل تكلفة، فقد تبلغ تكلفة بعض الأطراف حوالي 20 دولارا فقط كما أنها تتميز بالسرعة فيمكن صناعة الطرف الاصطناعي في نصف ساعة إلي 24 ساعة، بل يمكن أيضا أن يتم تصميم العضوء في الأماكن النائية وإرسال التصميم من علي البعد لتتم صناعته في مكان آخر. ويرى العلماء والمختصون في الاطراف الاصطناعية أن هذه الطفرة التقنية ستمكن الخبراء من انتاج هذه الاطراف بطرق أكثر احترافية فيما يتعلق بالأحجام والمقاييس ومناسبتها بشكل دقيق لكل حالة وكذلك مناسبتها لشكل ولون بشرة وجسد الشخص المُستقبل. فمجرد تزويد الطابعات ثلاثية الابعاد بصور الطرف الحقيقي المراد تصنيع شبيه له ،وتزويدها بالمواد الصناعية اللازمة، فإنها تعمل آلياً علي صناعة الطرف الاصطناعي أو التعويضي القريب جداً في شكله الحقيقي والمناسب لمقاس المُستقبل بشكل تام علي حسب ما جاء في تقارير المختصين في المجال.

للطابعة ثلاثية الأبعاد مرونة كبيرة بمعني أنه يمكن أن يكون للطرف المصنوع نفس الوزن الطبيعي كما في حالة طباعة الذراع مثلا، مما يعني تحسينا في التوازن واستقامة لدي لمن يستخدمه.

تصنيع الأطراف الاصطناعية بالطباعة ثلاثية الأبعاد

تمر صناعة مكونات الأطراف الصناعية والتعويضية عن طريق الطابعة ثلاثية الأبعاد بالخطوات التالية: (أ) المسح الثلاثي الأبعاد (3D Scanning) وهذا يتم عبر جهاز صغير محمول، (ب) التصميم ثلاثي الأبعاد (3D Designing) هذا يستخدم فيه جهاز الكمبيوتر وهنالك العديد من برامج التصميم لهذا الغرض من مصادر مفتوحة (Open Sources) مثل برامج Blender، OpenSCAD و Tinkercad وهي متاحة علي عدد من مواقع الانترنت، كما أن هنالك عددا من المنظمات والشبكات الإكترونية الخيرية والطوعية مثل (e-NABLE) و (NotImpossible) التي تلعب دورا إيجابيا في تصميم وتوفير أطراف اصطناعية مطبوعة بالتقنية ثلاثية الأبعاد و بأسعار معقولة.

تعمل معظم الطابعات ثلاثية الأبعاد باستخدام لدائن البلاستيك مثل(ABS) Acrylonitrile Butadiene Styrene ، مادة (Polylactide) PLA و الألياف الزجاجية (Fiberglass) ). وهي مواد سهلة الحصول عليها مما يفتح آمالا عراضا في مساعدته الشرائح التي تحتاج إلي الأطراف الصناعية والبديلة ومساعدتها علي ممارسة حياتها بصورة طبيعية.

اترك رد

error: Content is protected !!