ليمانيات / د. إدريس ليمان

١٤ أغسطس عيداً للنصر ..!


تحتفل قواتنا المسلحة فى الرابع عشر من أغسطس من كُلِّ عام بيوم عيدها ، وهى مناسبة تستحق أن يحتفى بها كُلَّ مواطن غيور ومنصف يُقَدِّر نِعمة الأمن ويبحث عن الحِماية .. وتأتى المناسبة هذا العام وجيشنا الباسل يرتدى لامَّة الحرب وأصبعه على الزِناد يُقاتل البُغاة فى معركة الكرامة ، وهذا هو دأبَه منذ تكوينَه وإنشاؤه ، فعقيدته القتالية تقوم على أساس الدفاع عن الوطن والحفاظ على سيادته ووحدته الوطنية لا على البغى والعدوان ، وكان شاهداً على ميلاد الدولة السودانية وراعياً لمرحلة التأسيس وحاضراً فى عملية البناء وفاعلاً فى صنع المستقبل ، وعيناً ساهرة على أمن المواطنين وعِزَّة الوطن ، وعوناً للشرطة السودانية مهما كان إختلاف الناس على أدواره وطبيعتها ، وكُلُّ ذلك مع نظامٍ وإنضباطٍ وتقليد عسكرى فى منتهى الصرامة .. وظَلَّ هكذا إلى أن كانت المصاهرة المشئومة بين جيشٍ يُقاتل بإحترافية من أجل وطنه وقوَّتِه ومِنعَتِه وهيبَتِه وبين أولئك الذين أُوتِىَ بِهم من منافيِّهم وشتاتِهم ومن ثَمَّ تمكينهم مِنْ مفاصل الدولة ورِقَاب الناس ، حيث بدأوا فى تنفيذ أجندتهم وأغراضهم علناً دون مواربة أو تَقِيَّة ، فأقترفوا كُلَّ الموبقات والإفسادُ فى الأرض الذِّى يقع فى خانة الحرابة وفق شرعنا الحنيف ، إجتمع فيهم وجَمَعوا من المُكر أسوأه ومنن النكث أغدره ومن البغى أبشعه ، وركب المُتَربِصون ببلادنا والطفيليون الذِّين يقتاتون من خَشاش البُغاة ويعتاشون على ( كرتة جبل عامر ) .. ركبوا ظهر دابة التمرد ومكروا مع سادتهم مكراً كُبَّاراً وأرادوها فتنةً لا تُبقِى ولا تَذر .. ولو أنهم ثابوا لرُشدهم لغلَبَت روِّيَتهم على نزَقهم وطيشهم ، ولجَنَّبوا أنفسهم درك الإنحطاط والسباحة فى مستنقع المتاجرة بأمن الناس وبإستقرار الوطن ووحدته .
ورغم الخسائر الفادحة والمآسي المؤلمة والمفزعة يمكن القول أن بلادنا ربِحَتْ واحدة من أهم وأقسى وأشرف المعارك فى تأريخها الحديث ، وإنتصرت فيها قواتنا المسلحة لأنها قاتلت بشرف ونُبلْ لم ترتكب الخطايا وكانت الأقل خطأً والأطول نَفَسَاً والأكثر صبراً وثباتاً والأقوى تنظيماً وتخطيطاً .. وها هى الحرب تضعُ أوزارها وبإنتهاءها سيُفَكِّر كُلَّ دقلوقراطى محتمل ألف مرَّة قبل أن يرتكب ذات الحماقة مستقبلًا لأنه سيجد شعباً مغبوناً لايلتزم الصمت فى مواطن الدفاع وليس على إستعداد لإن يدفع ثمن حماقات الساسة وخطاياهم ، ولن يجد ذلك الباغى المحتمل رَحِماً يلتصق بها فأرحام مؤسساتنا ستنفى خبثها كما تنفى النار خبث الحديد ..
رحم الله شهداءنا ورفع درجتهم فى عليين وأن يَقِرَّ أعيننا بالنصر المبين ليكون يوم عيد القوات المسلحة الباسلة موعداً لبيان القائد العام بإعلان النصر المبين على البُغاة لتكتمل الفرحة ويصبح العيد عِيدانْ ..
حفظ الله بلادنا وأهلها من كُلِّ سوء .

اترك رد

error: Content is protected !!