اذا عرف السبب/ اسامة عبدالماجد

جيران السودان


اسامة عبدالماجد

¤ اول زيارة خارجية خاطفة قام بها مدير جهاز الامن الاسبق الفريق اول مهندس صلاح عبد الله (قوش) عقب عودته الى منصبه الحساس كانت الى تشاد.. الرجل كان بعبا بالنسبة لانجمينا.. وكان نظام ديبي يهابه.. المقترح جاء من الرئيس البشير لِيَطْمَئِنَّ ديبي.. كانت زيارات قوش الى دول الجوار راتبة، وكان وثيق الصلة بزعمائها لم تكن جوبا تتجاوزه، استجابت له بشأن السلام الجنوبي.. وكانت ترجع له في كل صغيرة وكبيرة.. اما القاهرة يكفي انه عقب تأمر المتمرد حميدتي عليه فتحت له ابوابها.
¤ مسؤول اخر كان يولي دول الجوار جل اهتمامه.. وزير الخارجية الاسبق د. لام اكول، كشف خلال استضافته لبرنامج ذو طابع وثائقي بقناة العربية عن زيارات منتظمة كان يقوم بها الى ليبيا للقاء رئيسها القذافي – احيانا دون اسباب وجيهه – قال لام انه كان يحرص على زيارة طرابلس والتشاور مع معمر ونقل تحيات البشير له.. منطقه ان القذافي غير مأمون الجانب وينبغي الاحاطة به.. وكذلك كان كان لنا سفير مميز باريتريا الراحل ماجد يوسف.. الذي توثقت صلاته بالرئيس اسياس افورقي وكان يلتقيه دون تحديد موعد سابق.
¤ القاسم المشترك بين قوش واكول حرصهما على توثيق العلاقة مع جيراننا بشكل قوي.. استرجعت تلك الاحداث خلال متابعتي للوقفة الصلبة لجيران النيجر واصدقائها.. ورفض الجزائر ، مالي، بوركينا فاسو، نيجيريا وغينيا كوناكري لاي تدخل عسكري في العاصمة نيامي.. موقف الجوار النيجري جاء مبكرا عقب اطاحة الرئيس بازوم.. وان تاخر موقف نيجيريا الذي خضع لتصويت البرلمان.
¤ اتابع مايجري والحسرة تملؤنا ولم تستطيع الدبلوماسية السودانية او المؤسسات الامنية والعسكرية حصد موقف يدين مليشيات حميدتي.. كتبت من قبل بضرورة الاسراع بتسمية سفير – ولو مكلف – لدى اثيوبيا بعد انتهاء فترة جمال الشيخ وقد تجاوز كذلك سن المعاش.. وكذا الحال تحتاج منا مصر سفير بقامة القاهرة.. وكذلك لم نلحظ جهودا بالميتوى المطلوب لسفيرنا بجوبا الفريق جمال عبد المجيد رغم انه كان مديرا لجهاز المخابرات.
¤ كل محطاتنا الدبلوماسية باسمرا وبانغي وانجمينا تحتاج الى مراجعة واعادة ترميم وباسرع ماتعجل .. تدخل الباغي الشقي حميدتي في كل شئ.. حشر انفه في كل الملفات الخرطية.. عقب اصدار اللجنة – سيئة الذكر – (ازالة التمكين) لقرارات جائرة باعفاء سفراء ، شمل القرار سفيرنا بالنيجر.. تدخل حميدتي واعاده الى الخدمة بل الى محطة نيامي مرة اخرى.
¤ اظهرت النيجر رغم فقرها امتلاكها تحالفات قوية مع جيرانها.. وان جيشها خلق تواصل خارجي عالي المستوي.. ذات مارايناه من التحالف القوي لروسيا مع جارتها بيلاروسيا.. حتى ان الاخيرة امتصت ازمة فاغنر وفتحت حدودها مستقبلة القوات التي اقلقت الدول الافريقية.. اما نحن حتى الان لم نتمكن من العودة الى الاتحاد الافريقي.. ووقف سفيرنا باديس ابابا جمال الشيخ موقف المتفرج.
¤ تحتاج منا تشاد وزعيمها محمد كاكا الى تطمينات.. مثل التي كان يبثها قوش الى والده، الزعيم القوى.. لا يزال خطر مليشيا حميدتي ماثلا حيال تشاد.. الامر يستوجب التنسيق والاحكام.. لا يوجد ما يمنع الرئيس البرهان من القيام بزيارة سرية الى تشاد والاعلان عنها لاحقا.. ستحقق اهدافا مهمة في هذا التوقيت.
¤ لو لم نعيد قراءة خارطة علاقاتنا مع دول الجوار سنفقد الحيوية وكثير من نقاط القوة.. الجميع يهتم بجيرانه بصورة فوق المعدل.. حتى القذافي رغم تهوره وقراراته الغريبة.. دفع لنا ذات مرة بسفير اسمه عمر.. حسب ماقرأت في كتاب شيق لوزير خارجية ليبيا الاسبق عبد الرحمن شلقم موسوم ب (شخصيات حول القذافي).. ان معمر، قال لعمر (تمشي السودان لان اسمك مثل الرئيس عمر عشان يعرفك ويحبك)
¤ لكن لنتجاوز اوهام القذافي.. قبل سنوات انتهجت تركيا سياسة ذكية وناجحة اطلقت عليها (زيرو مشاكل مع الجيران).. نجحت وبشكل كبير في مشروع تصفير المشاكل مع جيرانها.. اعتمدت على عدم اتخاذ قرار ينعكس سلبا على الشعوب المجاورة.. عقب وقوع الحرب لم نجد كل الجيران بجوارنا كما كنا نامل عدا مصر.. وان كنا نتعشم من قيادتها مزيد من تسهيل الاجراءات.
¤ ومهما يكن من امر.. نفتقد المسؤول المبادر مثل قوش واكول.

اترك رد

error: Content is protected !!