فنون

ورحل المجلجل ب: “الراجل الحمش” ..

عبد اللطيف كبير

✍️ عبداللطيف كبير

الراجل الحمش
فوق الجمر بمش
بخلي سمعة زينة …

ما إن يتردد صدي تلك الكلمات التي صارت نغما حماسيا يشحذ الهمم حتي يتداعي إلي السمع ذلك الصوت الفخيم .. عماد الدين عوض الكريم ذلك الأسمر النبيل القادم من (سلوة) تلكم القرية الوادعة علي الضفة الغربية لنهر النيل ومنها ومن نيلها وحضارتها الضاربة في الجذور .. ورث عماد الكبرياء والشموخ وعلي ألحان الضفاف وخفقة الموج وأشجانها .. دوزن صوته وكآنه علي موعد مع النغم نبرا للحماسة ولحنا طروب …

إمتشق قامته السمراء يافعا لينتسب للقوات المسلحة جنديا عبر بوابة سلاح النقل في العام 1983م وما أدراك ما سلاح النقل مكانة بين تشكيلات القوات المسلحة العريقة بتأريخها وأمجادها وبطولاتها .. ليمضي به حياة مليئة بالتضحية والفداء جاب فيها السودان برفقة الرجال شمالا وجنوبا .. شرقا وغربا ذهاء ال (39) عاما إختتمها بالأمس وهو يغادر دنيانا الفانية ويواري الثري إثر علة لم تمهله طويلا ليسلم روحه إلي بارئها في هدوء وسكينة ويمضي في الخالدين …

المبدع الراحل عماد الدين عوض الكريم

عماد عوض الكريم من النجوم السواطع في سماوات الإبداع العسكري الذي يعد من رواده الأوائل بإنضمامه لفرقة سلاح النقل فور إلتحاقه بالسلاح وهي لا تزال في بواكير البدايات إذ كانت إنطلاقتها في العام 1981م وعاصر المؤسسين بقيادة ربان سفينتها الراحل اللواء حسن كركب (الرائد وقتها) ورفاقه عوض مرجان وعبدالعظيم حركة وأيوب عبدالرحيم وصلاح كوستي .. الرحمة لمن مضي منهم وموفور الصحة والعافية لمن هو علي قيد الحياة .. وبرفقتهم ومن بعدهم غني عماد أعذب الألحان وأكثرها قوة وحماسا ملأ الدنيا وشغل الناس .. فمن لا يترنم بتلك الجلالات أويستمع إليها ..

وصونا قالو لينا
الشردة عيب وشينة
الراجل الحمش
فوق الجمر بمش
بخلي سمعة زينة

والليلةالبشايرجات
يوم خيلنا جن وردات
شايلا النصر رايات

بارينا الاتر فازعين
يمين غير تارنا ماراجعين
نجيبو رجالةحمرة عين

رجال تلقانا في الحوبة
سيوف بالنصر مصحوبة

ومن الاغاني والأناشيد الوطنية :

نحنا بقوة وعزيمة
وبي ضمائر صاحية ديمة
نبني أمجاد لبلدنا
وتبقي أعظم من عظيمة

وأيقظ إلهامك بلادي
ورحتا أنظم يابلادي
عن جمالك
وإكتمالك
وعن مكانك في فؤادي
وعن جباها مشرئبة
وفكر مفعم بالمبادئ

لا نستطيع حصرها او اختزالها في هذا المقال وهي محفوظة بالضرورة في إرشيف إذاعة صوت القوات المسلحة وإذاعة وتلفزيون السودان ..

وشارك عماد الراحل المقيم الكابلي مع مجموعة من الفنانين الأداء في أوبريت السودان إلياذة الشريف زين العابدين الهندي ( طيب الله ثراه) الشهيرة الجهيرة ..

ومما يحفظه الوسط الفني وعموم المبدعين لعماد أنه كان من المساهمين الأوائل في معالجة و تسجيل أغنيات الحقيبة بالموسيقي ومن ماتغني به مساهما في هذا المجال ( حور الجنان .. صفوة جمالك.. يامن فاح طيب رياه) وغيرها ..

تغني عماد لهذا الوطن وإنسانه المعطاء وجيشه الباسل وغني لقيم الحق و الخير والجمال بروح إمتلاءت جوانحها عشقا لهذا التراب لذلك عندما يصدح ينقل من حوله إلي عوالم من فيوض الوطنية والحماس … سجل إسمه بأحرف من نور في سفر الإبداع السوداني عموما والعسكري علي وجه الخصوص وسيظل علامة فارقة في هذا المضمار ولعماد منتوجا فنيا وافرا عبر مهرجان الابداع العسكري الذي صاحبه منذ نسخته الأولي في مطلع التسعينيات وحتي نسخة العام المنصرم 2021م .. إلتقيناه في ذات المسار ونحن نشهد ونوثق ونعبر عن مكنون الإبداع في القوات المسلحة الذي ملأ الآفاق فكان نعم المبادر والمثابر

وفوق كل ذلك سنفتقد عماد ذلك العصامي صاحب الهمة العالية .. نبيل الأخلاق صاحب الإبتسامة التي لا تفارق محياه دوما ودالبلد الأصيل والجندي الغيور كان فارسا وفنان ..
مضي من كان يمنحنا العزيمة والشكيمة والفلاح ..وألقى رحله ثم أستراح ..

اللهم إنه قد نزل بجوارك الآمن اللهم فأكرم نزله ووسع مدخله ويمن كتابه ويسر حسابه وإدخله الجنة في زمرة الصديقين والصالحين والشهداء…

والتعازي تمتد لأهله وذويه وأبنائه وعشيرته ورفاقه في الدرب والسلاح أجمعين..


الجمعة الأول من يوليو2022م

اترك رد

error: Content is protected !!