ليمانيات / د. إدريس ليمان

هذا أو الطُوَفان ..!!


رغم أن تجربتى المتواضعة فى العمل الإعلامى لم تتجاوز السبعة أشهر وبِضعة أيام قضيتها كناطق رسمى بإسم قوات الشرطة قسراً وغادرتها طوعاً بطلبٍ مباشر وشفاهى من السيد المدير العام حينها لإعفائى من هذا التكليف ، ووضعت التجربة أمام محكمة التأريخ ليقول كلمته فيها وتقييمها سلباً وإيجاباً ، إلاَّ أننى مهمومٌ بالعمل الإعلامى وهميته وتأثيره على الرأى العام المحلى والعالمى لاسيما بعد الحرب المُدَمِّرة التى أفرزت ظواهر ظواهر صوتية كاذبة ، تتحدث فى الشأن السودانى بألسنةٍ حداد مَرَدتْ على النفاق تُكَذِّب الواقع وتسحق نفسها بإحلام الليل والنهار تُضلِّل الرأى العام وترتكب جريمة فى حق الجغرافيا السياسية والتأريخ الإنسانى ، وتلاعباً رخيصاً بِمُقدسَات الشعب السودانى ومُقَدَّراتِه وأمنه وسِلمه المجتمعى بعد أن وجدوا ضَالَّتَهمْ فى بعض الفضائيات التى تستضيفهم بإنتقائية مُبَيَّتة ليملأوا شاشاتها وفضائها الواسع بما يَخدِم أجندة أسيادهم .. فها هى بلادنا تكالبت عليها بُغاثْ الدول من حولنا وكأن المُساعدات التى تأتيهم رغداً من أسيادهم وأولياء نعمتهم مهر الإساءة والتطاول على السودان وأهله والعبث بأمنه القومى للدرجة التى يطلب فيها أحدهم بنزع أسلحة جيشنا الباسل وتقليم أظفاره خابَ وخَسِرْ وينسى أو يَتَناسى أن بلادنا تستضيف أعداداً ضخمة من مواطنيه كلاجئين خصماً على أمننا وأرضنا ومواردنا وصحتنا وقيمنا بكرمٍ سودانى أهبل يتجاوز الإلتزام بالإتفاقيات والمواثيق الدولية التى تُنظم عملية اللجوء والتى وافق وصادق عليها السودان لمرحلة التنازل المجانى عن كل ما تقدم ..!!
فإلى متى الغفلة يا ولاة أمورنا ، وإلى متى هذا الصمت من عقلاء بلادى ودبلوماسييها وإعلامييها كالعيئ الذى لا يُحسن الإبانة ..!!؟ ومتى تكون لكم الإرادة للوقوف أمام هذا العدوان الإيقادى البائس وإخماد حرائق الفتنة الإقليمية بالحجة وقوة المنطق لفرملة هذا التيه والتخبُّط الإفريقى الأحمق ..!!؟ فالمنحدر صعب وعميق أيا رعاكم الله ، والذئاب تتربص بنا ، وكُنوزنا تُغرى الغريب و القريب ، وأن بلادنا تحتاج حقاً لإعادة ( ضبط المصنع ) وأن نضع حَدَّاً لفوضى الوجود الأجنبى التى أصبحت تمثل تهديداً حقيقياً وخطراً وجودياً محدقاً على هويتنا وتعايشنا وبنيتنا الإجتماعية التى بها نُفاخِرُ ، وأن نجد حلاًّ لسبهلليتنا حكاماً ومحكومين والتى أصبحت وسماً ككىِّ النار على جبيننا ، و فصادة شوَّهت خدَّنَا السادة تُصاحبنا أينما كُنَّا وحيثما حللنا وإرتحلنا ..!!
الا هل بَلَّغتْ اللَّهم فأشهد ..
حفظ الله بلادنا وأهلها من كُلَِ سوء .

اترك رد

error: Content is protected !!