الرأي

نداء اهل السودان وسودنة الحل..


بقلم / نصر الدين العبيد
امارة الكواهلة النيل الابيض


الذين استنكروا على الخليفة الشيخ الطيب الجد دخوله فى السياسية وتقديمة لمبادرة من اجل جمع السودانيين للاتفاق على تقاسم المسؤوليات لادارة الفترة الانتقالية لاسيما بعد انسداد الأفق السياسي واختلاف الفرقاء الفاعلين فى السياسة خصوصا”بعد سقوط حكم الرئيس البشير واحتكار النخب لشأن الحكم لم نسمع به لافى قانون ولافي دستور ومن المؤسف ان قامة سودانية لها تاريخها المعروف تصدت لعمل خير لجمع السودانيين الذين ضلوا طريق النجاة وتنكبوا الجادة تقابل بهذا الإنكار وادعاء عدم الاهلية للشيخ الجد وان كان هذا الإنكار قد اتى من فئة قليلة لكنه عمل مستهجن ومرفوض لان مبادرته فعل ماقبل السياسة الهدف هو جمع كل الناس من اجل الاتفاق على ممارسة السياسة .. المرجعيات معروفة فى امريكا الشمالية حيث تندمج الكنيسة كقيادة روحية مع السياسية ولا احد يستطيع أن ينكر دورها فهى صحيح لا تمارس سياسة لكنها توجه السلوك السياسي وفى ايران ايضا وفى السعودية اتفاق الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع ال سعود وفى مصر القريبة الأزهر الشريف يمثل قيادة روحية ولا حجر للقيادة الروحية فى كل هذه البلدان من المشاركة فى الهموم الوطنية
ومما يجب تبيانه اننا فى السودان شهدنا الثورات التى قامت بها الصوفية ضد المستعمر بدأ بحركة الشيخ على الميراوى فى جبال النوبة والشريف احمد وطه والشيخ حسب الرسول ود بدر له النصيب الأوفر فى سقوط الخرطوم حيث هاجم الخرطوم من الشرق وخلده الادب الشعبى بابيات من عيون الشعر تغنى بها فنان التراث الراحل عبد الكريم الكابلى (المكنة فوقه بتكاكى والمدفع تحته بيخر
لابخاف ولابتر قدام العينهم خدر.. السيل بوبا) وهذه الأبيات افضل رد على فولكر مبعوث الأمم المتحدة الذى اساء للمنظمة الاممية باسلوبه الباين فى الانحياز لمجموعة دون الأخرى و فولكر هذا لايريد اى حل بغير تفتيت وتشتيت السودان فتاريخه يشهد عليه ان له باع فى ذلك
هذه رسالة للذين يدورون حوله ويأتمرون باوامره عليهم ان يراجعوا انفسهم لان التراجع فضيله تضمن اجتماع الشعب السوداني
لا يعقل ان يكون حلهم هم ومعهم فولكر هو الحل الوحيد المقبول وما سواه هراء وافتراء لماذا لايسعى فولكر لاجلاس كل السودانيين مع بعضهم ان كان حقيقة يلعب دور الوسيط النزيه بلا وصاية لابد من الجلوس جميعا كما قال الأستاذ إبراهيم الشيخ ضمير الوطن ينادينا كل السودانيون بلا إقصاء لاحد يجب ان يجدوا أنفسهم فى الحل الوطنى الشامل كفانا حروب وخلافات واصطراع
سؤال آخر نوجه للرافضين للحوار والاجماع لماذا يحملون الفترة الانتقالية اكثر مما تحتمل؟ مع علمهم التام ان الحكم ياتى عبر الانتخابات وهذه حقيقة معروفة بداهة وهم يعلمون ان السودان منسحق والشعب انسحق وتوقف نشاطه الانتاجى كليا” فى ظل ظروف كهذه لاحت فرصة للحل ونحن الان مندهشين وفى حالة ذهول لماذا لايبادر السياسيين لانتهاز الفرصة التى جاءت من الطيب الجد؟ فليس هناك زمن للتفكير كل شئ متوقف واذا استمر الحال على ما هو عليه فلن يكون هناك سودان ليحكمة هذا أو ذاك
فيجب الا يدعى المثقفين احتكار الحكمة ويصنفوا الزعماء السودانيين وفقا لمواجهة الاقصائي فيزعمون ان هذا محلة التبروقة وذاك محلة الحكم فالتصنيفات مرفوضة ومحاولات التشكيك فى المبادرات الوطنية مرفوضة وينبغى ان لا نجبر شركاؤنا فى الوطن واخواننا بقبول حلول فولكر هذا وطنا لابد ان يكون لنا دور فى همه الاكبر لا أحد يقصينا وينتزع حقنا وعلى فولكر ان يعى انه لايملك عصا موسي وهو لايعرف الواقع السوداني فنحن المنتجين واصحاب الموارد واصحاب الثروة ولا نقبل تهميشنا تحت دعاوى هؤلاء كيزان وغيره
الحقيقة ان نداء اهل السودان وجد حظه من التغطية الاعلامية المميزة من الاعلام الحر والانتقادات التى وجهت لم توجه للمبادرة وبنودها بل طالت شخصيات وسعت لتغبيش الصورة بالزج باسم الكيزان فى النداء فى حين ان الواقع غير ذلك وصف احد الصحفيين التجمع الفخيم المهموم بقضايا الوطن بالهردبيس مع انه تجمع نوعى فيه علماء اجلاء ومبدعين وسودانيين عاديين اصحاب وجعة نآس اكتووا بسياسات البنك الدولى ورفع الدعم فالصحفى معروف انه غير منحاز الا للحقيقة المجردة كيف يوجه الراى العام هل بالشتائم المقذعة؟ المرجوة من الاخوة الصحفيين الا ينفخوا فى نار الفتنة ويوسعوا شقة الخلاف (فرعنة) السياسة عمل غير مرغوب فى هذه المرحلة تحديدا لاننا ليس فى مرحلة تنافس بل نسعى للتعاون لاخراج البلاد من ازماتها

اترك رد

error: Content is protected !!