ليمانيات / د. إدريس ليمان

من يدفع الفاتورة الأخلاقيَّة للحرب اللا أخلاقيَّة .!! ؟


مهما تَحَدَّثَ الناس عن حجم الإجرام الذِّى إرتكبته المليشيا الإرهابية والقُبح الذِّى خَلَّفَته فلن يجدوا وصفاً أبلغ من أنَّها لم تترُكْ شيئاً قابلاً للحياة إلاَّ ودَمَّرته ، وما وجَدَتْ مكاناً ينبِضُ بالحياة إلاَّ وحَوَّلتهُ إلى ساحة للموت والخراب ..!! فهذه المليشيا الإرهابية جعلت أهل السودان كبنى إسرائيل يتيهون فى الأرض بعد أن تَرَكَتْ عاصِمَتهم ومُدُنهم وقُراهم خراباً بلقعاً يمرح فيها شياطينهم وأشاوسهم ويختالون فى طُرقاتِها ودروبها فخراً وتيهاً بآلة الموت التى يحملونها فى أكتافهم ويغتالون بها الأبرياء ويزرعون لواعج الحُزن فى الأرجاء .. !!فَشِرعة آل دقلو وشريعتهم هى قتل الضُعفاء بحثاً عن المغانم فى بيوت الناس ومخادع النساء ، فإنَّ الطموح الذى كان يتَمَلَّك قائدهم الهالك والذَّى تَمَثَّل فى إنهاء الدولة السودانية وإقامة دولتهم الجِنيدِيَّة وديمقراطيتهم المزعومة على أنقاضها كان مُجازفة وحماقة بل ومحرقة أودت بحياة الآلاف من أبناء بعض القبائل الدارفورية ، وفتح على نفسه بذلك الصنيع ضد الدولة السودانية من تدميرٍ وتهجيرٍ رغم لبوس الديمقراطية باباً من الجحيم أعيَاهُ سَدَّه ، وأرسل بِخِيانته وتَمَرُّده سهماً أعجزه رَدّه ..
والناظر الى الصور التى يَبُثَّها المرتزقة وهم يبكون قتلاهم الهَلكَى ويترحمون عليهم ويصفونهم بالشهداء يوقِنُ تماماً أنهم ليسوا إلاَّ دُمَىً تُحَرِّكُهم أيادى أسيادهم وشُركائهم يَقتُلونْ ويَسرِقون وينهبون ويَغتَصِبون وهم يَظُنُّونَ أنهُمْ يُحسِنون صُنعاً ..!! فمن الذَّى غَسَلَ أدمِغَة أولئِكَ الأغبياء ومن الذِّى غَرَسَ الكراهيَّة فى قلوبهم تجاه البسطاء من أهل بلادى الذين يَفِرُّونَ منهم ومن فظائِعهم ، ولسان حالهم يقول : عَوَى الذِئبُ فاستأنستُ بالذِئبِ إذْ عَوَى .. وصَوَّتْ الجنجويدى فَكِدتُّ أطيرُ ..!! ، ومن الذِّى يَتَحَمّل الفاتورة الأخلاقية لهذه الحرب اللا أخلاقية من جانب المليشيا الإرهابية .. !!؟ .. ومهما كانت الإجابة فإنَّ دِماء الأبرياء ستُطارد أولئك الأوباش وداعميهم ، ولن يهدأ الشُهداء فى أرماسِهم إلاَّ بعد إنزال العقاب الصارم بهم .
ورغم أن هذه الحرب إستنزَفَتْ طاقة البلاد الإقتصادية والبشرية والبِنيَويَّة إلاَّ أن أهلها ليسوا أقَّل شأناً من شعوب الأرض الذين تعرَّضُوا لهزَّاتْ عنيفة ثُمَّ سُرعان ما إستعادوا عافيتهم ، ونهضوا من كبوتهم وأعادوا بناء دولتهم .. فنحن نحتاج فى هذه الفترة لمن يُبقِى الأمل فى نفوس الناس لبناء ما خَرَّبَتهُ أيدى المرتزقة ولو بالإبداع من شِعرٍ وحكاوي مُلهمة وفنون متنوعة كما تنتظم الوريفة هذه الأيام .. فالحديث عن الإبداع فى زمن الحرب ليس سفاهةً كما يعتَبِرَه البعض ويَظُّنون .. بل هو ضرورة من ضرورات الإنتصار على الأعداء .. بورك فى الوريفة وفى هذا الشباب الذَّى يزرع الأمل فى قلوب الناس ويزيل العبوس من وجوههم وينتزع البسمة إنتزاعاً .. بورك فى هلاوى ورحم الله كجراى والنور عثمان أبَّكر وجرتلى وكل مبدعى الوريفة ومبدعى بلادى .

  • اللهم نصرك الذى وعدت فأبطال السودان من القوات المسلحة والشُرطة وهيئة العمليات والمقاومة الشعبية يخوضون حرباً للكرامة ويسَّطِرون ملاحم سيخلِّدها التاريخ .
  • ⁠ وحفظ الله بلادنا وأهلها من كُلّ سوء .

    الإثنين ٨ أبريل ٢٠٢٤م

اترك رد

error: Content is protected !!