الرأي تحت الماء / أماني ايلا

محنة الجيش ..

أماني ايلا


سبحانه جل و علا، الذي جعل إزهاق الروح بغير حق أشد وقعاً عنده و عند الناس من زوال الكعبة رمز الدين و مهبط الوحي و مهوى قلوب المسلمين، وجعل من قتل نفساً واحدة كمن قتل الناس جميعا، وقالها و كرر أن من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ، وأكدها على لسان رسوله الكريم إذ يقول أن أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ، و أن لو اجتمع أهل السماوات والأرض على قتل رجل مسلم لكبهم الله في النار، بل و نال الوعيد كذلك من أعان و من سكت حيث قال من أعان على قتل المسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه: آيس من رحمة الله، فهل بعد ذا من حديث يقال عن فداحة إزهاق الأرواح !؟
أيها البرهان، نعلمُ، ويعلم كل من أراد الحقيقة المجردة بأن قوات الشعب المسلحة صمام أمان البلاد وحاميها لم تكن يوماً شريكاً في إراقة الدماء ولا في قتل الشعب الأعزل الذي خرج في مسيراته السلمية منذ ديسمبر من العام 2019م، ونعلمُ أن التعامل مع المتظاهرين وحماية ممتلكات الدولة و الأفراد من أي تجاوزات محتملة من المتظاهرين ليس من مهام الجيش بل هي مهام (أمن داخلي) تتولاه الشرطة والقوات المساندة لها، و نعلمُ أن رئيس هيئة الأركان المشتركة ممثل القوات المسلحة في الاجتماع الذي إنعقد لترتيبات فض إعتصام القيادة قد رفض المشاركة ولو بجندي واحد في القوة التي قامت بفض الإعتصام و أرتكبت فيه التجاوزات التي حدثت، ونعلم أن كل قيادات الجيش قد أدانوا ما جرى في فض الإعتصام من فظائع و أنك كنتَ ممن رفضوا ذلك.
أيها البرهان، هل فكرت يوماً لماذا بعد كل ما ذكرناه أعلاه تنال قوات الشعب المسلحة النصيب الأكبر من التجريم والكراهية والسباب من الشعب ومن هتافات المتظاهرين بالشوارع!؟ ولماذا المطالبة ب (إبعاد العسكر) عن السياسة وكأن من يحكم السودان اليوم هو (الجيش)!؟ السبب يا سيدي أنك وبقية ضباط المكون العسكري بدلاً عن القيام بواجب القوات المسلحة المؤقت قصير الأجل في نقل السلطة لمدنيين منتخبين بأسرع ما يمكن، أصبحتم جزء من (اللعبة السياسية) البغيضة وسجالاتها الطويلة بإسم (الجيش)، فحملتم الجيش (وش قباحة) لا ذنب له فيه، وشوهتم به صورته في أذهان الشعب، فأنج بجيشك وأخرج به من جحر الضب الذي أدخلتموه فيه، وأمنح المدنيين، في خطاب مبثوث للشعب، إسبوعاً لا أكثر لإختيار مجلس سيادة ثلاثي مدني من مستقلين وطنيين تسلمهم السلطة، وأمنح رئيس الوزراء إسبوعاً لتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلين، فإن فشلوا في ذلك فلن يلومكم أحدٌ إن مضيتم في (تصحيح المسار) لحين انتخابات مبكرة عاجلة ليتم تسليم السلطة لمن يختاره الشعب.

اترك رد

error: Content is protected !!