من هنا وهناك / أيمن مزمل

ماذا بعد كورونا

أيمن مزمل


من اسبوع مضى اعلنت الدولة التي اقيم فيها عن رفع جميع المحاذير والقيود التي تم فرضها بسبب وباء الكورونا بمختلف نسخه ومسمياته. من الصعوبة بمكان على الجيل الحالي تناسي سنوات الكورونا بكل مافيها من رعب وترقب وفقد للاحبة وعادات تغيرت واخرى تم استحداثها. فعلى سبيل المثال الكمامة الطبية والتي فرضت نفسها لثلاث سنوات خلت اصبح عدم ارتداءها كمن نسي ارتداء ملابسه!!! نسمات الهواء التي تداعب الانُوف اصبحت غير مألوفة!!! حاسة الشم ازدادت حساسية حين التعامل عن قرب مع بني البشر لتلتقط راوائح لا يركز فيها المرء من قبل!!!. العطاس في الاماكن العامة من احدهم والذي كان ينتهي عادة بالدعوات الطيبات وطلب الرحمة له، اصبح بعد الكورونا يستوجب الفرار من (العاطس) كالفرار من المجذوم تمام !!! اما صاحب الكحُة فيشيع عادة باللعنات، لاشك في هذا..!!
خلفيتنا الثقافية الطبية اصبحت اكثر صلادة عن ذي قبل فعرفنا مراحل تطوير العقاقير الطبية، الأمراض المنقولة عبر الهواء، طرق الوقاية منها، مراحل اجازة الادوية والعقاقير الطبية المستحدثة، بل وحتى كبريات الشركات المنتجة للادوية مثل (استرازينكا) و(فايزر) فحفظنا حتى (شعاراتهم الطبية)، اتذكر في احد المرات تم صرف مضاد حيوي لي يحمل شعار شركة فايزر (احد اشهر الشركات التي قدمت مِصْلاً واقياً ضد فايروس الكوفيد 19) فوجدت نفسي ابتسم بفرح!!! وانا اشير الى شعار (فايزر) كمن يشير الى علامة (المارسيدس) في السيارات او (الايفون) في الهواتف الذكية وانا اقول لمحدثي (بثقة صيدلي مُتمرس) اعتقد أن هذا العقار جيد..!!.
الحقيقية ان (فايزر) قد اصبحت اكثر شهرة لدى غير المتخصصين بما اوجدته من حلول بعد كارثة كورونا بالرغم من انها لم تحظى بذات الشهرة بعد إنتاجها لعقارها الاشهر (الفياجرا!!! )…!!! تقول الاسطورة أن معامل أبحاث شركة (فايزر) ارادت بعقار الفياجرا في باديء الامر ان يعالج إرتفاع ضغط الدم فوجدت له فوائد أخرى (على سبيل الصدفة البحته) فتمت اجازته في ذلك المنحى…!!
الكورونا علمتنا اشياء جديدة مثل أن الإنسان ليس على الدوام (حيوان إجتماعي!! ) كما (يتفزلك) اخصائيو (علم الاجتماع) فالعزل لايقتل أحداً بل ربما الاحتكاك مع البشر يكون أكثر فتكاً في بعض الاحيان.
ما كنا نحسبه رفاهيات تقنية على شاكلة (الاجتماعات الإلكترونية الافتراضية) واداء الاعمال عن بُعد قبل الجائحة اصبحت من الضروريات بعدها. عدد كبير من الموظفين الذين لايحسنون التعامل مع الحاسوب فقدوا وظائفهم بعد ان انكشفت عوراتهم (التقنية) ليبحث سوق العمل عن أشخاص يجيدون استخدام ماهو مستحدث من تقنيات. فازدهرت في المقابل مفاهيم على شاكلة التعليم عن بعد، الاستشارات الطبية عن بُعد، الخدمات الالكترونية عن بُعد. وهكذا اصبحت البشرية أكثر تمرساً ولم تعد الدنيا (قبل الجائحة) كما كانت بعدها.

تعليق واحد

اترك رد

error: Content is protected !!