اذا عرف السبب/ اسامة عبدالماجد

زمن التفاهة !!


اسامة عبدالماجد

¤ واصلت قحت مسيرة السقوط الاخلاقي والسياسي المعروف عنها منذ ظهورها كالنبت الشيطاني في المشهد.. اوجعتها التصريحات النارية التي وجهها لها مساعد القائد العام ياسر العطا.. مثل تأديب الجيش لمليشيا الدعم السريع.. اتهم العطا، قحت بالتحالف مع المليشيا.. لم تتمالك نفسها، ردت عليه واصفه تصريحاته بالمضللة.. بينما العكي هو الصحيح.
¤ تفكر قحت بطريقة، لا تخلو من دناءة وخسة.. كالتي يتبعها ياسر عرمان.. وهي الاحتماء ببندقية، والاستقواء بها.. هذة رؤيته للشجاعة السياسية.. التي يفتقدها ولا تتوافر في قحت.. مسيرة عرمان خائبة، خالية تماما من ديمقراطية ومدنية يصرخ بها.. ولم يجدها طوال عمره السياسي الذي تجاوز اربعة عقود.. منذ كان مثله الاعلي جون قرنق وحتى الهالك – حيا كان او ميتا – حميدتي.
¤ في بيانها المجافي لللحقائق قالت قحت، للعطا (تعلم اليقين، بأن الحرية والتغيير ليست حليفاً للدعم السريع، وانها لم تُنشيء هذه القوات ولم تُجِز قانونها.. ولم توسع نفوذها العسكري والسياسي والاقتصادي، بل هي أول من عمل من أجل الوصول لجيش واحد مهني وقومي، ونحن من ظللنا نشدد على ضرورة دمج الدعم السريع)
¤ الحقيقة المجردة ان قحت تواطأت مع المليشيا منذ لحظة ذهاب الانقاذ.. لا تنخدعوا بالمسرحيات السخيفة التي كان يؤديها خالك سلك وجعفر حسن على خشبة مسرح الاعتصام العبثي، لمناهضة للمليشيا.. لم تطالب قحت بالغاء قانونها – كان بمقدورها فعل ذلك – شرعنت لبقائها، عبر الوثيقة الكارثية، جعلتها قوة موازية للقوات المسلحة.. ومن وقتها بدأت نفس حميدتي تحدثه بالانقلاب على الجيش.
¤ واصلت قحت عرض خدماتها على حميدتي.. وارتمت في احضانه مثل فتاة ليل رخيصة، تبيع جسدها لمن يدفع.. صورت نفسها (فراشة) والمتمرد (ورودا).. تسبح بـ (حمده)، قدمته ليتولى ملف الاقتصاد ، وكان منقذهم حمدوك يقف خلفه مطأطأ الراس مثل تلميذ غبي.. عجز عن توفير اجابه، للصورة القبيحة التي رسمتها قحت بفرشاة العهر السياسي.
¤ ساهمت قحت في توسعة نفوذ حميدتي الاقتصادي وشكلت له حماية.. بعد ان مكنته من كل مفاصل الاقتصاد.. وكانت تغض الطرف عن ثروته المشبوهة (اسالوا الدقير عن استثمارات شقيقه مع دقلو).. وفي ذات الوقت اصبحت اداة في يده تلبي له كل رغباته مثلها و(قوادة) حقيرة.. حيث اطلقت حكلة مسعورة شهرت بشركات القوات المسلحة.
¤ تذكرون التقارب الكبير بين وزيرة مالية قحت هبه والمليشيا.. وهي تعلن في حوار تلفزيوني مع ممثلهم في الاعلام لقمان الذي خان مهنيته.. وما اسهل الخيانه لدى القحاته والدعامة.. كانت الوزيرة تدافع عن شركات المليشيا.. وهي نفسها ابرمت صفقة جبل عامر المشبوهة.
¤ جاء وقت التفاوض مع حملة السلاح في جوبا.. سارعت قحت وطلبت حميدتي.. ربما ذاقت معه متعة المال، واسالوا التعايشي، قدمته ليفود وفد التفاوض.. وكان عرمان يمتدح منبر جوبا ويتغزل فيه.. ولاحقا ومعه قحت انقلبوا على الاتفاق.. شنوا ضده حملة شرسة مطالبين بتعديله.. لانه لم يحقق اهداف حميدتي بالسيطرة على المسارات ولا الحركات.. ودونكم تعطيله مسار الشرق عندما تعامل معه رئيس المسار خالد شاويش بنديه.. وفشل حميدتي في اغرائه بشتى السبل مثلما نجح مع اخرين رخيصين.. كان ثمنهم (بوكس) صيني.
¤ تكذب قحت كما تتنفس وهي تزعم بذلها
النصح للعطا أن يجنب البلاد الانزلاق لهذه الحرب قبل اندلاعها.. وتقول: ( كان يرد علي مخاوفنا تلك بأنها معركة ستستمر عند اندلاعها لست ساعات علي أقصي تقدير).. وكانه ابلغها باعتزام الجيش شن الحرب التي اشعلتها قحت ببندقية الاتفاق الاطاري.. وهي تخير الجميع بين (الاطاري او الحرب).. وهي من سعت لتفكيك الجيش وتقوية المليشيا بجعلها قوة قائمة بذاتها.. تتبع لرئيس مدني مثل شركة من شركات آل دقلو.
¤ تكذب قحت (نحن ضد الحرب ولا نقف مع أي طرف من أطرافها) .. وتغض الطرف عن الجرائم المروعة التي ارتكبتها المليشيا في حق الشعب السوداني خاصة في غرب دارفور.. وتواصل قحت كذبها في ردها على العطا.. وتعتبر تصريحاته انخراطا في السياسة.. وبالمقابل عندما اعلن الجيش الناي عن السياسة، صرخت قحت وطالبته بشكل غير مباشر بالعودة (يتمنعن وهن راغبات).. لتحتمي به من الاسلاميين.
¤ تخدع قحت نفسها قبل الاخرين كما ظلت تفعل.. وتعتبر خطابات العطا طموحا شخصيا لقيادة الجيش ولتحقيق غايات سلطوية.. ان العطا بتاريخه العسكري الناصع – اسالو عرمان – جدير باي موقع.. لكن قحت بذات غباء حميدتي حيال تنفيذ الانقلابات.. لا تعلم ان صعود العسكريين لا يكون بـ (التخنث السياسي).. وانما يحمل العسكري روحه في كفه وينفذ انقلابا.
¤ لم تجد قحت مكيدة ترمي بها العطا.. فوصفته بالعنصري.. وحورت مطالبته لقادة حركات اصحاب مواقف مائعة مراجعة وطنيتهم أو “العودة للدولة الثانية التي أتوا منها” حسب تعبيره.. ويقصد العطا الدولة التي تاويهم وتفتح ابوابها لهم وتغزي فيهم روح التامر.. قاتل العطا التمرد في الجنوب لسنوات وكذلك في جنوب كردفان ولم تخرج منه كلمة عنصرية.. بعكس قحت (شلة اوزون ونمرة ٢).
¤ ومهما يكن من امر.. اننا في زمن الانحطاط السياسي والخنوع.. ولذلك ظهرت قحت مرة اخرى.. و(رقصها ياجدع).

اترك رد

error: Content is protected !!