الرأي

رسائل إفطار التجمع الإتحادي

✍️ العميد د.الطاهر ابوهاجة

لم يكن إفطار التجمع الاتحادي يوم الأحد الماضي حدثا عابرا ، أو مناسبة لتوطيد العلاقات الاجتماعية في هذه الأجواء الروحانية التي نتنسم عبقها في الشهر المبارك فحسب ، إنما حمل في تفاصيله رسائل مهمة للغاية لم يركز الكثيرون عليها ، أهمها الدعوة التي أطلقها السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لوحدة الاتحادين ذلك الأمل المنشود ، إضافة إلي رسائل مضامينها وحدة الصف الوطني وتماسك قوي الثورة ومكونات الفترة الانتقالية … لكن ما نريد التركيز عليه هنا هو وحدة الاتحادين كنموذج لوحدة بقية الأحزاب.

 في الماضي شهدنا عملا مدروساً وإستراتيجية متعمدة تتبني من اعلي لشرزمة الأحزاب وتمزيقها وتقسيمها وزرع الفتن لتحويلها إلي (كيمان) والى عشرات الواجهات ، لكننا اليوم نشهد عكس ذلك فان أخذنا وحدة الاتحادين كمثال ضرب لارتباطه بمناسبة الإفطار إلا أن المقصود والهدف يستوعب أوسع من ذلك فالمطلوب هنا وحدة كل الأحزاب ولملمة أطرافها المبعثرة بعد أن أصابها ما أصابها .

من الصعب الحديث عن تحول ديمقراطي ومستقبل سياسي سليم لتداول سلمي للسلطة في ظل أحزاب مشتتة ، أنها نظرة إستراتيجية تلك التي تقول أن أولي خطوات التعافي في البيئية الداخلية السياسية هي وحدة الأحزاب .. كل الأحزاب فالمغزي هنا أن تدعو إلي وحدة الاتحادين وحزب الأمة القومي والشيوعي وكل أحزاب اليسار علي العكس مما كان يحدث في الماضي لأن غاية الانتقال تحتاج إلي أحزاب قوية موحدة في أهدافها وبرامجها فقطعا ذلك سيفضي إلي إستراتيجية تؤسس لنظام ديمقراطي تقوده أحزاب محصنة منيعة وقوية .

نعم لقد تحسس إفطار التجمع الاتحادي الذي خاطبه السيد الرئيس موضع الوجع ،،

وقادنا الي إدراك إننا في حاجة ماسة إلي تبني مبادرات ومشروعات فاعلة تعالج هذه الأزمة ، لان خلافات الأحزاب وصراعاتها في الماضي  كانت سببا في إطالة عهد الشمولية ، وأدت الي إبطاء خطي وقوة دفع النضال لإزالة الشمولية ،،  بالتالي فهى خطوة مهمة وإستراتيجية تشجعها القيادة لأجل سودان ديمقراطي شامخ ،، فنحتاج إذا إلي وقفة نقف فيها علي نقاط الضعف والقوة لان المحصلة النهائية لبناء أحزاب موحدة قوية هي بلا شك قوة مؤسسات الدولة المدنية والمضي في طريق المستقبل الزاهر .

• مستشار البرهان •

اترك رد

error: Content is protected !!