مدونتي / حسن فضل المولي

حسن فضل المولى يكتب :
تيسير الأحكام في فقه الصيام ..

( ياباغي الخير أقْبِلْ
و يا باغي الشر أقْصِرْ ) ..
هذا ما ورد عن النبي ، صلى الله عليه
و سلم ، من أنه إذا كانت أول ليلة من رمضان نادى منادٍ بذلك ..
و هو النداء الذي يُسْلِمُنا إلى هذا
الشهر المبارك ، بكل ما فيه من تَوْقٍ
و تلَّهُفٍ و إقبالٍ على الخير ، و بكل ما
فيه من نُفُورٍ و صُدودٍ و إعراضٍ عن الشر ..

و لا شك أن صيام شهر رمضان من
أشق العبادات على النفس ..
و تكمن المشقة في الإمساك عن شهوتي البطن و الفرْج ، و الفرجُ
القُبل من الرجل و المرأة ، و يُقال
رجُلٌ أفرج و امرأةٌ فرْجاء ..
و شهوتا البطن و الفَرْجُ مما يصعب على النفس الإنسانية مقاومتهما إلا
تحت أشد الموانِع و الكوابِح ..
و لهذه المشقة نجد أن الله ، عزّ و جلَّ ،
قد اختص هذه الشعيرة دون سائر
الشعائر ، و هو ما بيَّنه الحديث
القدسي ، فقد قال النبي ، صلى الله
عليه و سلم : قال الله عزَّ و جلَّ ، في الحديث القدسي : ( كل عمل ابن آدم
له ، إلا الصوم ، فإنه لي ، و أنا أجزي
به ) ..
ذلك أن الصوم عن إيمان و احتساب ،
يُهيئ لك طرائقَ ذُللاً في الحياة ..
و يفتح لك نوافذ مُضيئة إلى ملكوت
السماء ..
-و الصوم لغةً هو الإمساك ، أي الامتناع ، و التوقف عن الفِعل ..
-و الصوم شرعاً ، هو الإمساك بنِيَّةٍ ، عن
أشياء مخصوصة ، في زمنٍ مخصوص ،
من شخصٍ مخصوص ..

-إذن ( النية ) هي ما يُعوَّل عليها ،
و لايصح الصيام بدون استصحابها ،
و هي ما وقَرَ في القلب ، و لا يُشتَرط للصائم التلفظ بها ، كأن يقول لفظاً : ( نويت أن أصوم …. ) ، أما إن فَعَلَ فلا بأس ..
و تجزي نية واحده عن كل الشهر ،
إلا إذا انقطع الصوم ، أما من أراد
أن يُجدد النية ، في كل ليلة ، فَلَهُ
ذلك ..

-و الإمساك من شخصٍ مخصوص ، يعني كل مسلم بالغ ، عاقل ، قادر على الصوم ، و القدرة على الصوم أن تطيق القيام به ، أما العاجز الذي لا قدرة له عليه فلا يجب عليه ..

-و الإمساك في زمنٍ مخصوص ، بمعنى فترة إمساك الصائم ، و تبدأ من طلوع الفجر الثاني ، أي وقت صلاة الفجر ، حتى غروب الشمس ، و هو أول وقت صلاة المغرب ..
و يُباح للصائم الأكل و الشرب حتى
يتيقن ، أُكَرِّرُ حتى يتيقن ، من طلوع الفجر أو سماع الأذان ، عندها عليه
أن يكفَّ ، و كذلك الجماع ، أما إذا جامع الرجل زوجته في رمضان ، قبل طلوع الفجر ، و استمر بعد طلوع الفجر ، فعليهما التوبة و الكفارة ،
و قضاء اليوم الذي حصل فيه الجماع ..
و الأحوط تجنب الجماع في هذا
الوقت الحرِج ..

-و الإمساك عن أشياء مخصوصة ،
و ذلك يعني الامتناع عن :
١ – الجماع ..
و هو أعظم المُفْطِرات و أكبرها إثماً ..
و من جامع في نهار رمضان عامِداً
مُختاراً ، أَنزَل أو لم يُنْزل ، فقد أفسد صومه ، و عليه التوبة ، و إتمام ذلك اليوم ، و القضاء ، و الكفاره المُغلظة ،
و دليل ذلك حديث أبي هريرة ،س رضي الله عنه :
بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ ، صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ :
يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ ؟ قَالَ : وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: لَا، فَقَالَ: فَهلْ تَجِدُ إطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا. قَالَ: لَا، قَالَ : فَمَكَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، فَبيْنَا نَحْنُ علَى ذلكَ أُتِيَ النبيُّ ، صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، بعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ – والعَرَقُ المِكْتَلُ – قَالَ : أيْنَ السَّائِلُ؟ فَقَالَ : أنَا ، قَالَ : خُذْهَا فَتَصَدَّقْ به ، فَقَالَ الرَّجُلُ : أعَلَى أفْقَرَ مِنِّي يا رَسولَ اللَّهِ ؟ فَوَاللَّهِ ما بيْنَ لَابَتَيْهَا – يُرِيدُ الحَرَّتَيْنِ – أهْلُ بَيْتٍ أفْقَرُ مِن أهْلِ بَيْتِي ، فَضَحِكَ النبيُّ ، صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، حتَّى بَدَتْ أنْيَابُهُ ، ثُمَّ قَالَ : أطْعِمْهُ أهْلَكَ ..
و لا تجب الكفاره في شيءٍ من المُفْطِرات إلا الجماع ..
٢ – الاستمناء ..
و هو إنزال المني باليد أو نحوها ..
و من استمنى في نهار رمضان وجب عليه أن يتوب إلى الله ، و أن يصوم
بقية يومه ، و أن يقضيه بعد ذلك ..
و إن شَرَع في الاستمناء ، ثم كفَّ و لم
يُنَزِّل ، فعليه التوبة ، و صيامه صحيح ،
و ليس عليه قضاء ..
و من احتلم أثناء الصيام و أنْزَلَ فلا
يؤثر على صيامه ، و عليه فقط الغُسل
من الجنابة ..
أما خروج ( المَذْي ) فالراجح أنه لا
يُفطر ، و ( المذي ) هو ماءٌ أبيض لَزِج ، يخرج عند التفكير في الجماع ، أو
إرادته ، و لا ينتج عن خروجه لَذَة
و لا إندفاعاً و لا يعقبه فتور ، و يكون
ذلك للرجل و المرأة ، و هو في النساء
أكثر من الرجال ، و هو في كل الأحوال
لا يُفسد الصوم ، و كذلك لا يُوجِبُ الغُسل كما هو الحال عند خروج المني ..
و من هنا فإنه من الأحوط للصائم في نهار رمضان تجنب كل ما من شأنه أن يبعث على الإثارة و إيقاظ الشهوة ، من تفكير و نظرٍ و مُداعبة ، و الخضوع بالقول و إبراز المفاتن فيما يلي
النساء ..
٣ – الأكل والشرب ..
وهو إيصال الطعام أو الشراب إلى المعدة عن طريق الفم ..
وكذلك ما يدخل إلى المعدة عن
طريق الأنف فهو كالأكل والشرب ..
٤ – ما كان في حُكم الأكل والشرب ..
و من ذلك ، حقن الدم في الصائم ،
كما لو أصيب بنزيف فحُقن بالدم ،
فإنه يفطر لأن الدم هو غاية الغذاء بالطعام والشراب.
و كذلك الإبر (الحقن) المغذية التي يُستغنى بها عن الطعام والشراب ، لأنها بمنزلة الأكل و الشرب ..
وأما الإبر التي لا يُستعاض بها عن الأكل والشرب ، ولكنها للمعالجة كالبنسلين
و الأنسولين ، أو تنشيط الجسم ، أو إبر التطعيم ، فلا تضرّ الصيام سواء عن طريق العضلات أو الوريد ، والأحوط
أن تكون ليلاً إلا للضرورة ..
وغسيل الكلى الذي يتطلب خروج الدم لتنقيته ثم رجوعه مرة أخرى مع إضافة مواد كيماوية وغذائية كالسكريات والأملاح وغيرها إلى الدم يعتبر مفطّرا ،
هذا إن كان المريض مطيقاً للصيام ..
٥ – إخراج الدم بالحجامة ونحوها ..
قال النبي ، صلى الله عليه و سلم :
( أفطر الحاجَم و المحجوم ) ..
و كذلك التبرع بالدم لأنه يؤثر على
البدن كتأثير الحجامة ، و إن كان
مضطراً للتبرع بدمه فيفطر و عليه
القضاء ..
أما خروج الدم لأي سبب من الأسباب
كقلع السن أو الجروح أو تحليل الدم ،
و نحو ذلك فلا يُفطر ..
٦- القيء عمداً ..
فمن تقيأ عمدا بوضع أصبعه في فمه ، أو عصر بطنه ، أو تعمد شمّ رائحة كريهة ، أو داوم النظر إلى ما يتقيأ منه ، فعليه القضاء ..
٧ – خروج دم الحيض أو النفاس من المرأة ..
و هنا نورد قول النبي ، صلى الله عليه
و سلم :
( أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ) ..
فمتى رأت المرأة دم الحيض أو النفاس فسد صومها و لو كان قبل غروب الشمس بلحظة ..
وإذا أحست المرأة بانتقال دم الحيض ولكنه لم يخرج إلا بعد غروب الشمس صح صومها، وأجزأها يومها ..
والحائض أو النفساء إذا انقطع دمها ليلا فَنَوَت الصيام ثم طلع الفجر قبل اغتسالها فمذهب العلماء كافة صحة
صيامها ..
و الله أعلم ..

و أواصل في إبراز بعض الأحكام التي
يرجحها غالب أهل العلم ..
١ – مشروعية الفطر للمريض ..
أجمع أهل العلم على أن المرض عُذر
يبيح الفطر ، لكن اختلفوا في طبيعة
المرض الذي يبيح الفطر ..
و الأرجح هو كل مرض لا يطيق المرء
الصوم معه ، و الإطاقة تتفاوت من
شخص لآخر ، فما يطيقه ( هذا ) قد لا
يطيقه ( ذاك ) ، و هذه من الأمور التي
تترك لتقدير الشخص و ما يطمئن إليه قلْبُهُ ، و كذلك ما ينصح به الأطباء ..
و القول الراجح في تحديد طبيعة
المرض المبيح للفطر ، هو كل مرض
يزيد بالصوم أو يُخشى تأخر الشفاء
منه بالصوم ..
و في حالة ثبوت أن الصوم يضر
المريض و يؤذيه فإنه يحرم عليه ،
لما فيه من الأذى و جلب الضرر ،
قال تعالى :
( و لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم
رحيما ) ..
و هناك كثير من الأمراض و الآلام التي
لا تؤثر على الصائم ، مثل الحمى العارضة و الصداع ، و أوجاع الأيدي
و الأرجل ، و ما كان في حكمها ، فهذه
لايجوز معها الفطر ..
و الله أعلم ..

٢ – مشروعية الفطر للمسافر ..
المسافر له أن يفطر بنص القرآن :
( فمن كان منكم مريضاً أو على سفر
فعدة من أيام أُخر ) ، صدق الله العظيم ..
طيلة ما أنت في سفر ، فلك أن تأخذ
برخصة الفطر ، أما إذا وصلت إلى مقصدك بنية أن تقيم أكثر من ( أربعة
أيام ) ، فليس لك القصر أو الفطر ،
و إن كان هناك من يري بأن رخصة
القصر و الفطر في السفر عند الإقامة غير محددة بوقت ما دمت تنوي العودة في أي وقت ، ولكن الاحتياط
في الدين مطلوب شرعاً ، عند اشتباه
الأدلة ، لقول النبي ، صلى الله عليه
و سلم :
( دع ما يريبك إلى مالا يريبك ) ..
و غالب أهل العلم يرون أن المسافة
التي تبيح الفطر ( ٨٤ كيلومتراً ) ، تقريباً ، و هي المسافة التي تبيح
قصر الصلاة ، و إن كان بعض
العلماء لا يشترط مسافة أصلاً ،
ذلك أن كل سفرٍ لغةً و عُرفاً ،
يجوز فيه القصر ..
و ليس من الضرورة ، ولا يُشترط
لهذه الرخصة ، أن تتحقق المشقة،
بل السفر في حد ذاته مبيح للفطر ،
يستوي في ذلك السفر على الدواب
و بالقطار و على مُتون الطائرات ..
و أمر الصيام و الإباحة متروك
لتقدير من وجب عليه الصيام ، في اختيار أيهما أيسر له ، ذلك أن
الصحابة رضوان الله عليهم ، كانوا يسافرون مع النبي صلى الله عليه
و سلم ، فمنهم من كان يفطر ،
و منهم من كان يصوم ، و لم يستنكر أحدهم على الآخر ..
أما المسافر الذي يشق عليه الصوم
مشقة شديدة يكره له أن يصوم بل
ربما حرم عليه لقول النبي صلى الله
عليه في رجل جعلوا له ظلاً من شدة
تعبه فسأل عنه فقالوا ، صائم ، فقال ،
صلى الله عليه وسلم :
( ليس من البر الصيام في السفر ) ،
و ذلك في هذه الحالة بالغة المشقة ..
و الله أعلم ..

٣ – حكم استعمال معجون الأسنان ..
تنظيف الفم بالسواك و غيره مطلوب
في كل الأوقات ..
أما ما يستخدم في تنظيف الفم من
معجون و سواه ، أثناء الصوم ، فلا مانع من ذلك ، شريطة أن أن لا يَدخل في الحلق شيءٌ منه عمداً وقصداً ..
أما إن دخل منه شيء عن غير قصد
أو غلَبةً أو نسياناً فلا يفسد الصوم ..

٤ – حكم البخور و الطيب و العطور ..
في حالة البخور فإن المنع يتعلق باستنشاقه ، أُكرر باستنشاقه ، لأن البخور له جرم فإن دخل الجوف
أفسد الصوم ، أما مجرد شم رائحته فليس مما يفسد الصوم ..
أما الطِيب و العطور فإن وضعها على الجسم أو الملابس أو شمها جائز
و ليس مما يفسد الصوم ..

٥ – حكم ابتلاع اللعاب ..
ابتلاع اللعاب لا يضر بالصوم ..
أما ( البلغم ) الغليظ الذي يخرج من
الصدر ، و تارة من الرأس ، فهذا يجب
على الصائم إخراجه و عدم ابتلاعه ..

٦- حكم التجَشؤ للصائم ..
و هو ريح يلازمه صوت يخرج من الفم
نتيجة امتلاء المعدة ..
فمن تجَشَّأ و تذوق طعم الأكل في
فمه فلا شيء عليه ، و صيامه صحيح ،
و في حال نزل الطعام إلى حلق
الصائم ، و ابتلعه عمداً فقد بطل
صيامه ، و عليه القضاء ..
و إذا ابتلعه عن غير قصد أو جاهلاً
بالحكم فصيامه صحيح ..
و الله أعلم ..
٧ – حكم من أصبح جُنُباً و هو صائم ..
من نام على جنابة و لم يغتسل إلا بعد
أذان الفجر ، فهو مُفرِّط و مُقصِّر
و متساهل ، لكن صومه صحيح تماماً ، و لو نام إلى الظهر ، و عليه التعجيل بإزالة الجنابة و التوبة مع الندم على هذا التقصير ، و هذا ما ذهب إليه جمهور العلماء ..
و الله أعلم ..

٨- حكم اقتراف المعاصي في ليل رمضان ..
المعصية في ليل رمضان أعظم منها
في غيره ، و عقوبتها مضاعفة ، و إن كانت لا تؤثر على الصوم ، إلا أنها تؤثر سلباً على الطاعات ، و مرتكبها في ليل
رمضان تصرفه عن ما هو مأمور به
من تلاوة القرآن و أوجه الطاعات
و الذكر ، و الاستعداد لصيام اليوم
التالي ..
و من ابتلاه الله بشرب الخمر في
ليل رمضان ، مثلاً ، و إن كان صومه
صحيحاً ، إلا أنه سيكون منقوصاً ،
إذ أن المعاصي تنال و تخصم من الطاعات و تذهب بثوابها..
و قد تجد من يقول إن من ابْتُلىّ
بشرب الخمر أو الزنا أو تعاطي الحشيش ، ليلاً في رمضان ، فما
الفائدة من صيامه !!
لاااااء ..
عليه أن يصوم و يصلي ، فهو أحْوَج
إلى ذلك ، مع السعي للإقلاع عن هذه الموبقات و التعجيل بالتوبة ، قبل أن يلقى الله و هو على هذا الحال البئيس ..
أما من احتج بأن شارب الخمر لا تُقبل
صلاته لأربعين يوماً ، فليس معنى عدم
قبول الصلاة أنها غير صحيحة ، أو أن
يترك الصلاة ، بل المعنى أنه لا يُثاب
عليها ، فيكون مردوده من الصلاة
تبرئة ذمته ، و لا يعاقب على تركها ..
و الله أعلم ..

٩ – و هناك قاعدة يلزم الانصياع لها
في الصيام و غيره من العبادات
و هي ..
اليقين لايزول بالشك..
ذلك أنه في مطلوبات صحة الصيام ،
إذا أيقنت بأمرٍ ثم ساورك شكُ فعليك
ان تمضي مع يقينك و لا تلتفت للشك ،
فليس الشك حُجة على اليقين ..
و لاحظت أن الشك عند البعض يظل
في تطورٍ حتى يُصبح وسواساً ملازِماً ،
و هو أمرٌ مُخِلٌ و مُقعِّد و مُضِر ..
و الله أعلم ..

و على كُلٍ يلزمُني و يلزمُكَ و يلزمُكِ
في هذا الشهر ..
-الحرص على فعل المأمور به
و الامتناع عن المنهي عنه ، بطريقة صحيحة ، مع الاجتهاد في معرفة
ما هو الصحيح ..
-تفادي المشقة و التماس اليسر ،
فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه
و سلم ، بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ،
ما لم يكن إثماً ، و ما انتقم لنفسه في شيءٍ قط ، إلا أن تُنْتَهك حُرمة الله فينتقم بها لله ) ..
-أن تُقبِلَ على الصوم بخشوع
و خضوع و ارتياح مع عدم إظهار الضيق ، و العبوس ، و التبرم ،
و الامتعاض ، ما أمكن ذلك ..
-أن لا تقع فريسةً للمبالغة في
الظنون و الشكوك و الهواجِس المُقْعِدة ، كذلك عدم الوقوع في التساهل و التفريط و اللامبالاة ،
و أنت تؤدي ما تستوجبه هذه الشعيرة ..
-أن تفعل كل مافي وسعك لتكون
في هذا الشهر ، كأتقى ما تكون ،
و أنقى و أجود و أجمل ماتكون ..
-و لتكن أحب الأيام إلى قلبك
و أدناها إلى نفسك أيام شهر
رمضان
﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ صدق الله العظيم ..
و المقامُ واسعٌ
و ربُّ الدار كريم ..
و السلام ..
الأربعاء ٢٢ مارس ٢٠٢٣ ..

اترك رد

error: Content is protected !!