اذا عرف السبب/ اسامة عبدالماجد

(تخويف) الجيش


¤ منذ توقيع الاتفاق الاطاري ديسمبر من العام المنصرم، تبنت قيادات داخل (قحت) واطراف سياسية اخرى سياسة رفع العصا في وجه المؤسسة العسكرية.. الهدف من ذلك بث الرعب في نفوس قادة الجيش.. وارغامهم على التوقيع النهائي لتعود قحت الى السلطة والتي هي فاقدة لكل شئ بما فيها الشارع.
¤ في اجتماع لقحت امس بدار حزب الامة كشف ممثل تجمع المهنيين عن نواياهم وهو يقترح ان ترزح البلاد تحت وطأة البند السابع.. يا للعار وهو يستقوي بالاجنبي على المؤسسة العسكرية التي حمتهم واوصلتهم الى السلطة.. كان راي ياسر عرمان قريبا من ذلك الرأي الخائب.. وهو يقترح التواصل مع السفارات الغربية والمنظمات للضغط على الجيش.
¤ بينما الرأي الوطني الحكيم صدر من نائب رئيس حزب الامة القومي د. مريم المنصورة المهدي.. وهي تشدد على ضرورة استمرار التواصل مع قحت الكتلة الديمقراطية للتوصل لوفاق.. وكذلك صدر من رئيس مسار الشرق خالد شاويش الذي دعا لاهمية حث الجيش والدعم للتواصل ووضع مصلحة البلاد نصب اعينهما.. واقترح شاويش تشكيل لجنة للتواصل مع الاطراف العسكرية.
¤ ان خطة ارهاب الجيش قديمة.. واكثر من مرة لوحت قيادات من قحت بتقديم العسكريين للمحكمة الجنائية.. وهو حديث سياسي.. وعملوا بشكل كثيف لانجاح مساعيهم بتحريك المجتمع الدولي الذي اجبر المنظومة العسكرية بالتفاوض مجددا معهم كمدنيين.
¤ يسوق المدنيين لتصريحات تنم عن يأس وضعف بائن مصدرها حميدتي عندما قال : ( غصباً عننا وقَّعنا، كراعنا في رقبتا وقعنا).. وهو الامر الذي نفاه وبشدة البرهان ويمضي المدنيين في منحى اخر اكثر خطورة بالترويج الى ان قائد الجيش داعم وبقوة للاطاري.. بينما من حوله لهم مواقف مغايرة وتحديدا الفريق اول شمس الدين كباشي.
¤ وصف بعض القحاتة، كباشي بالمعرقل للاطاري.. وانه ضد الاستقرار، بل قال البعض انه (كوز).. لست في مقام الدفاع عن الجنرال فهو بقوته وصلابته وشعبيته الطاغية داخل الجيش.. وحنكته قادر على توضيح الحقائق.. وهي واضحة كالشمس في كبد السماء.
¤ خاصة وان موقف كباشي من الاطاري ليس شخصيا وانما يمثل المؤسسة العسكرية.. وهو معلن في الهواء الطلق قبل نحو شهرين في لقاء حاشد بعروس الجبال مدينة كادوقلي.. قال ان الاطاري ” بتاع عشرة انفار” و أن المكون العسكري لن يوقع على اتفاق غير متوافق عليه من القوى السياسية، وشدد على توفر حد أدنى لتحقيق الاستقرار السياسي.
¤ وهي ذات رؤيه قائده الفريق اول عبد الفتاح البرهان.. قبل اجراءات 25 اكتوبر 2021 بايام قلائل دعا رئيس مجلس السيادة ، إلى ضرورة توسيع قاعدة المشاركة السياسية، لاستكمال مرحلة الانتقال.. وذلك
خلال لقائه مع سفراء ورؤساء البعثات الإفريقية، وممثل الاتحاد الإفريقي بالسودان محمد بلعيش.
¤ وظل البرهان ينصح قحت في كل المنابر التي اعتلاها باهمية توسيع المشاركة.. ولاحقا بعد ان “دقس” حميدتي وشقيقه ووضعا رأسهما مع قحت.. اشترط البرهان دمج الدعم السريع في الجيش للتوقيع النهائي على الاطاري.. وبذلك قدمت له قحت هدية على طبق من ذهب وهى الاقرار رسميا بدمج ” الدعامة”.
حتى الفريق اول ياسر العطا الذي يصنف بميله للقحاته عبر عن موقف الجيش وقال أن التهديد بامتلاك جيش قد يؤدي إلى انهيار الدولة السودانية، مؤكدًا قدرة القوات المسلحة على السيطرة على أي تصرفات غير مسؤولة.. وقال ” لا بد من دمج قوات الدعم السريع في الرحم الذي وُلدت منه”
¤ بالتالي الرأي ليس للبرهان أو كباشي أو العطا وانما للمؤسسة العسكرية.. ويرتكز على ارثها وتاريخها ان يكون بالبلاد جيش واحد.. وان يظل الجيش بمنأى عن مطامع السياسيين.. وبمعزل عن تنفيذ اجنداتهم عبره.. وصدق البرهان عندما حمل السياسيين عامة مسؤولية حصول الانقلابات، وليس الجيش.
¤ في تقديري ليس بمقدور البرهان التوقيع بمعزل عن الجيش ووحداته.. الرأي في الجيش يتكئ على مؤسسية لا اهواء اشقاء.. وشلة مستشارين وزمرة من ” المحرشين ” .. لو تجاوز البرهان الجيش قد يحدث العكس، دون كثير عناء.. فالجيش ليس جيش البرهان.. ويحسب للرئيس انه يردد هذة العبارة وبافتخار.
¤ ومهما يكن من امر لايستطيع أحد كائن من كان ان ينال من الجيش السوداني واسألوا جون قرنق يوم القيامة.. وكما قال ابن المؤسسة العسكرية المشير البشير عندما اقسم
مخاطباً الجيش قبل ذهابه بأشهر قلائل : ( والله العظيم المزيكا لو دقت كل فأر يدخل جحرو).

اترك رد

error: Content is protected !!