اذا عرف السبب/ اسامة عبدالماجد

حميدتي.. هل سيحكم؟


اسامة عبدالماجد

¤ مايحدث الأن من عمليات قتل، نهب، تطهير عرقي ،اغتصاب وتشريد واذلال للمواطن وتدمير لمقدرات ونهب لثروات البلاد.. هي الخطة (ب) من مشروع الباغي الشقي حميدتي للاستيلاء على السلطة.. قد يقفز السؤال وكيف اراد ان يحكم السودان ويقوم بتدميره وبكل الافعال الوحشية والاجرامية حيال شعبه؟.
¤ دعونا نعود إلى الخطة (أ).. شعر حميدتي ان الطريق ممهداً امامه لخلافة المشير البشير، وهو طموح مشروع وقتها.. تنامى عقب غياب الكبار بعد التغيير، (صلاح قوش وكمال عبد المعروف).. سيما وانه يملك كروت قوة مؤثرة (السلاح والمال).. وبدأ تجهيزه من الخارج وبميزانية تفوق امكانات دول.. وظل طيلة الاربعة سنوات المنصرمة يعمل بكل جد لتحقيق هدفه.. وكانت البداية بعملية احتيال سياسي قذرة بمنحه منصب غير منصوص عليه في الدستور المؤقت (نائب رئيس مجلس السيادة).
¤ توسع حميدتي في تكوين علاقات خارجية واسعة وضاعف من مليشياته عشرات المرات، ومن التسليح وانشأ وحدات موازية للجيش بما فيها الطبية عدا المدرعات.. وشرع في بناء سلاح طيران، درب طيارين بالخارج.. وصمم معسكرات تدريب وقاعدة عسكرية على احدث طراز (طيبة وسركاب).. وتمدد مجتمعيا بتوطيد صلاته بزعماء الادارات الاهلية والصوفية والرموز واشترى الذمم بسيارات.. رحم الله المك عجيب السوداني الجموعي الاصيل الذي رد له سيارته.
¤ بنى امبراطورية مالية بالتوسع في التعدين ابرزه بمنطقة سونقو بجنوب دارفور.. وليس جبل عامر بشمال دارفور كما يعتقد الغالبية من الناس.. ودخل في شراكات مالية وتجارية مع اسماء معروفة في مشروعات كبيرة.. وصنع من شخصيات مغمورة و(جوكية) رجال اعمال تسلق بعضهم في المؤسسات الاجتماعية والرياضية والهيئات الاقتصادية.. كما استولى على حصص في شركات واشترى بنكا وساهم في اخرين.. وهجم على سوق العقار واشترى عشرات العمارات والفلل خاصة في احياء خرطومية مرموقة (الرياض، المنشية والطائف) وحي كافوري البحراوي.
¤ احكم حميدتي سيطرته على المناصب الرفيعة بالدولة خاصة ذات الطابع الاقتصادي، وكان يرشح لها بعض من خاصته ومن يدينون بالولاء له.. لتحقيق اجندته الخاصة واهداف الخارج، وتراس شخصياً اللجنة الاقتصادية.. وبتواطؤ ممن يزعم المخدوعين انه اقتصادي ضليع (حمدوك).. وعبرها شكل فريق خاص شبية بفريق داخل اللجنة سيئة الذكر (ازالة التمكين) كان يتراسه بابكر فيصل.
¤ الفريقان تجسسا على حركة حسابات رجال الاعمال والتجار والمؤسسات الاقتصادية في البنوك.. وتابعا عمليات الصادر والوارد.. وحركة البيع والشراء للاراضي خاصة في الخرطوم.. مما دفعه لتاسيس مفوضية داخل الدعم السريع معنية بالاراضي واشترى مشروعات زراعية في الولايات وخصثت له شركات حكومية.. وعرفا اين مكان وحجم الاموال
¤ استولي حميدتي كذلك على مقار واصول وسلاح ومنازل هيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات. واسس مسلخ يعتبر الأضخم في الشرق الاوسط، واشترى مزارع شاسعة تحديداً في شرق النيل.. ولذلك كثرت اعداد الرخيصين الذين تعاونوا معه عقب تمرده.. وامتلك شبكة اتصالات خاصة بمعزل عن الشركات الثلاثة بالبلاد.. ووحدة تجسس متطورة وعالية التفنية اخترقت هواتف المسؤولين والعسكريين، رجال الاعمال، الصحفيين ورموز المجتمع وغيرهم..
¤ اسس حميدتي في اطار الخطة (أ) التي كان يرتب لتحمله الى القصر، شركات واعمال تجارية.. في كينيا، دولة الجنوب ، اوغندا ، تركيا والخليج.. عاملة في مجال العقارات والصادر واستيراد العتاد العسكري.. واشترى صحيفة ومطبعة ومعمل تجهيز طباعي وكان ولايزال يملك عشرات المواقع الالكترونية والمنصات وحسابات في المواقع التفاعلية.. وامتلك فندق ومصانع وبدا على الصعيد الشخصي تعلم اللغة الانجليزية ورياضة الغولف (غير متاحة للعامة).. وشرع في تكريم المبدعين والفنانين، (استقبل والدة الراحل محمود عبد العزيز).. واسس منظمات طوعية ولسذاجته تبنى مجموعات هلامية واحدة منها مضحكة حملت اسم (كلنا حميدتي).
¤ اصبح الرجل ترمب السودان في غضون اربعة سنوات في حالة نادرة الحدوث في العالم.. وشعر هو وجوقته بقرب تحقيق الحلم وتسابقوا لمناداته بـ (القائد) ، (الرئيس) و (الامير).. ولكن رغم (تضخم) ثروته ونفوذه، (تقزم) سياسياً ولم يحظ بالقبول الشعبي، واستنزف وقته على نحو غير ضروري.. فانهارت الخطة (أ)، وتبدد حلم الرئاسة ومليارات الدولارات..
¤ انتقل المليشياوي إلى الخطة (ب) التى ارتكزت على تحقيق مشروعه بالقوة بارسال قوة عسكرية الى مطار مروي، لتحييد الطيران وشن حرب السبت..ولكنه خسر قوته الصلبة وعتاده الثقيل.. ولم يتبق حوله الا قطاع الطرق واللصوص والمرتزقة.. وبضع سياسيين (ارزقيه).
¤ انتقل إلى الخطة (ج) – الحالية – بمعاونة (تقحط) – قحت في نسختها الجديدة – كظهير سياسي .. وهي التفاوض مع القوات المسلحة، للعودة الى السلطة.. وتخلى عن البزة العسكرية ويقوم برحلة بحث عن تاييد افريقي بجولات خارجية مشبوهة من حيث الترتيب ومراسم الاستقبال.. بينما الرئيس قائد الجيش البرهان يتمتع بالشرعية ويتواجد بارتياح وسط جنوده حتى امس في جبيت.. واطلق تصريحات نارية تجاهه و(تقحط) حصدت الاعجاب
¤ الخطة (ج) فاشلة بامتياز لاربعة اسباب مات حميدتي في نفوس السودانيين بعد الجرائم التي ارتكبها في حقهم.. انتفض الشعب واستشعر خطورة مليشياته على الدولة فولدت المقاومة الشعبية التي ستغير المعادلة السياسية والعسكرية.. ليس بمقدور (تقحط) اسناده بعد ان صارت منبوذة .. وأَخيراً اصبح حميدتي (كرت محروق) امام رعاته وداعميه بعد ارتكابه لجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية سيعاقبه عليها القانون الدولي طال الزمن ام قصر.. وبذلك احرجهم سِياسياً واصبح عبئًا ثقيلًا عليهم، ما قد يضطرهم للتخلص منه قريباً.
¤ ومهما يكن من امر.. نترك لك عزيزي القارئ الاجابة على السؤال في العنوان اعلاة.

اترك رد

error: Content is protected !!