الرأي

احداثيات الحرب وحيثياتها لمن القى السمع وهو شهيد ٢-١٠ (٢). القدم الغريبة ….لماذا يحاربون السودان ؟

بقلم د كرار التهامي

لم تكن هذه هي المرة الاولى التي يواجه الجيش السوداني اقدام غريبة تدخل الى سوح البلاد وتغزو الديار و تتسور سيادة الدولة وتسعى الى كسر ارادتها ، فمنذ التركية السابقة كانت الامم تتكأكأ على السودان لتنال نصيبها من خيراته الوفيرة ليس هنالك فرق بين طموحات محمدعلى باشا في الذهب والرجال وطموحات الدول المعاصرة اليوم في الارض والمياه الوفيرة والمعادن الثمينة في باطن الارض وظاهرها لذلك تتابعت الهجمات والغزوات على السودان

◾️الدوافع في مجملها وفي كل حالات الحروب كانت صراعاً علي السلطة والثروة المخبوءة في جوف الارض و الظاهرة على سطحها والرغبة في السيطرة على المكان والانسان على طريقة الازاحة الثقافية والاقتصادية التي طبقتها دول الغرب على السكان الوطنيين في امريكا الشمالية والقارات الاخرى ليتحول سكان السودان الى هنود افريقيا السود ويتم تفريغ السكان بالطريقة التي نراها اليوم حيث تخلو المدن من ساكنيها وتجفف الموارد والاصول وتدمر المؤسسات

◾️ السؤال الصعب والذي يحتاج لاعادة القراءة ماهو سر تهافت الدول شرقا وغربا عُجما وعربا وحماستها للحرب على السودان ؟! بل المحير اكثر هذه المرة تهافت دول الجوار لدعم متمردي السودان بصورة سافرة افتقرت الى اللباقة واللياقة والدبلوماسية ومراعاة ادبيات الجيرة واحترام الدول لبعضها البعض والتوازنات الجيوسياسية واثر تلك المواقف على الصراعات في القارةً مستقبلا فالسودان لن يقف مكتوف الايدي وسيرد الصاع صاعين عاجلا ام اجلاً لتلك الدول الهشة التي تعاني من صراعاتها الداخلية و التي ضربت بعرض الحائط اخلاقيات المساكنة والجيرة من اجل مصالح رخيصة لا تسمن ولا تغني من جوع و اجترحت مواقف غريبة لم تكن من خيارات شعوبها !!


◾️ فما الذي يدفع الجيران اثيوبيا او تشاد او النيجر او كينيا او الجيش الليبي الوطني وغيرهم ان يضحوا بالدولة السودانية ومشاعر شعب السودان من اجل فصيل متمرد على جيش الدولة لن يبلغ السلطة وليس مؤهلا لها مهما كانت نتيجة الحرب في ظل رفض شعبي متماسك وصامد لا يمكن اختراقه بسبب الجرح العميق الذي احدثته الايدي الاثمة في كرامة السودانيين والمساس بالشرف الوطني وطبيعة الكراهية والعداء التي ظهرت بين ثنايا هذه الحرب و اسفرت عن وجه عنصري واخلاق قبلية متسفلة خسر بسببها التمرد والاحزاب التي ايدته مواربة او صراحة قلوب وعقول السودانيين الى الابد


◾️ قال محمد حسنين هيكل بعد محاولة الانقلاب الشيوعي على جعفر نميري و فشل الانقلاب وسيطرة نميري على الاوضاع واعدامه لقيادة الحزب “خسرت الدولة السوفيتية ابنها البار في قلب القارة الافريقية و واحدا من اهم الاحزاب الشيوعية في العالم. لكن مع ذلك راهن الاتحاد السوفيتي على علاقته بالدولة السودانية ولم يضحي بها من اجل الحزب ” السؤال ما بال روساء افريقيا يتهافتون ويطعنون الدولة السودانية والعلاقات الافريقية في الظهر من اجل شخص واحد
⁃ هل هي علاقات ومنافع خاصة يمكن ان يحصل عليها هولاء الروساء من قيادة التمرد؟!
⁃ ام هي رؤية استراتيجية غامضة لتفريغ السودان وتقسيمه تلعب هذي الدول فيها دور الوسيط الاجير والبروكسي مقابل مزايا اقتصادية حيث تنال اثيوبيا الفشقة وتنال تشاد المكافات المختلفة و يراكم رئيس كينيا من حصائل تجارته الشخصية و تحصل جارات السودان البائسات على ذهب المعز وبعض الفتات ؟ وكل هذي مبررات بائسة ليس لها مكان في قاموس الوعي الاممي وادبيات العلاقات الدولية !
⁃ هل هي فوبيا الاسلام السياسي رغم اعتدال اسلاميي السودان وعدم نزوعهم للعنف و التطرف الديني والسياسي وهذه الفرضية فرضية البعد الايديولوجي للحرب تنفيها على كل حال الشواهد التاريخية فالنظام الذي حكم لثلاثة عقود بواسطة الاسلاميين كانت علاقته ممتازة بجيرانه الافارقة واقام تحالفات وعلاقات عسكرية واقتصادية معها جميعا فلا جديد يذكر ؟!


⁃ ◾️مع العلم ان الحكومات الانتقالية التي توالت بعد حراك ديسمبر و انقلاب اللجنة الامنية وذهاب ريحها من ثم ،لم يكن للاسلاميين فيها نصيبٌ من الحكم كما كانوا في دولتهم التي زالت بل هم اسرى في السجون مغضوب عليهم وملاحقون فلماذا يتهافت المحاربون والمرتزقة والغزاة والطامعون في ثروات السودان الان وًبعد زوال نظام الاسلاميين وليس قبل ذلك اذا كانوا يستهدفون الاسلاميين او دولة ٥٦ ؟!

اترك رد

error: Content is protected !!