د. إبراهيم الصديق
ليس سرا أن الفريق اول عبدالفتاح البرهان (المفتش العام للقوات المسلحة حينها) كان ضمن أربعة ضباط عظام ، ألتقوا الرئيس البشير وهو خارج من صلاة الفجر صباح 13 ابريل 2019م ، وأبلغوه بأن القيادة العامة للقوات المسلحة قررت إحداث تغيير ، وأنه سيتم التحفظ عليه داخل مقر إقامته ، لم يستفسرهم الرئيس البشير عن أى شىء ، و لم يطلب منهم ضمانات شخصية ، وإنما قال لهم بالحرف الواحد (على بركة الله .. أبقوا عشرة على الشريعة وعلى الوطن وعلى المواطن) ، ثم طلب من أحد معاونيه إبعاد التلفاز من غرفة السيدة فاطمة خالد ،وفقد كانت تعاني من ظرف صحي صعب ، ولم يريد مضايقتها بالخبر ، ثم ذهب ونام ، و لأول مرة يستغرق فى نوم لمدة ست ساعات.. والتفاصيل بعد ذلك معلومة.. ولكن أصدق ما روى والأكثر مرارة ما وثقه مولانا أحمد ابراهيم الطاهر وقد أمضى الليلة الأولى مع البشير فى الزنزانة..
وفى ديسمبر 2019م حين طلب القاضي من البشير ذكر اسباب لتخفيف الحكم عليه قال (انا ضابط عظيم اتحمل مسؤولياتى) لم ينكسر أو يهتز ، رغم حجم المكر وفداحة الخديعة ، فهو إبن القوات المسلحة وكما قال الاديب العالمي الطيب صالح (البشير رجل سوداني أصيل)..
وزيادة على سنوات سجنه السابقة والمعاناة التى صادفها ومن حميدتي تحديدا ، حيث أمر بإعادته للسجن رغم قرار القاضي بضرورة خضوعه للعلاج ، ظل الرئيس البشير والفريق اول بكرى والفريق اول عبدالرحيم واللواء يوسف عبدالفتاح ، داخل السلاح الطبي ، طيلة 10 أشهر تحت القصف والدانات والإستهداف المباشر ، ألا يستحق هذا الرجل وصحبه رد إعتبار..
لو اطلقوا سراحه اليوم وصحبه لخرجوا مقاتلين ، وجنودا وهم على أعتاب الثمانين ، بذات الروح التى قاتلوا بها طيلة حياتهم فى الجندية.. ، همهم الوطن ، كما كان يوم 30 يونيو 1989م ووصيتهم الوطن كما حدث فى صبيحة 13 ابريل 2019م ..
ومع وضوح المخططات والأجندة المريبة ، وغياب أى مسوغات قانونية ، لا أرى سببا فى إستمرار حبسهم ، تمنيت لو أن هيئة الدفاع عن البشير طالبت بإعادة النظر في أمر اعتقاله ، لإن تعطل مؤسسات العدالة اهدرت حقوقه..
أطلقوا سراح الرئيس البشير وصحبه أو أنقلوه إلى مكان يتلقى فيه العلاج والرعاية الصحية..
التحية للبشير وصحبه..
18 فبراير 2024م