الشاعر السفير/ خالد فتح الرحمن

أم درمان تفتخر .. “وحقَّ لها .. فقد أبرَّ الرجالُ قسَمَهم”

الشاعر السفير خالد فتح الرحمن

غنَّوْا لها كثيرا
غنَّوْا لها كثيرا
و هدهدوا بأُحجياتِ الشُّهبِ فرشَها الوثيرا

تعهَّدوا الخُطى فى مشيها برشةِ النَّدى
و نثَّروا على طريقها الزهورا

لم يتركوا لدمعة ٍ عصيَّة ِ
أن تستبيحَ خدَّها الحريرا

لم يسمحوا لكلمة ٍ جارحة ٍ أن تعبرَ الآذانَ منها
أن تخدشَ البراءةَ العبيرا

فصمتُها الحرونُ حكمةٌ
و غفوةُ القذى في عينِها مواعدُ الأحلامْ
و حاسراتُ الطينِ ما رأى الزمانُ مثلَها قصورا

غنَّوا لها كثيرا
أغلَوا لها فى النَّاس مهرَها
ففاقَ في جِفانِهِ المهورا

صاغوا لها الشَّذَى قِلادةً
و أسرجوا على جدارِها البدورا

وحين أطبقَ الظلامُ فجأةً سدولَه
وجاستِ الذئابُ في أزقَّةِ الأسى
و صادرَ التَتارُ وجهَهَا النضيرا

وحينما تلصَّصت فواغمُ الغناءِ فى الدروبْ
و أغمضت شواردُ النجومِ أعينَ السَّنا
و وَلْوَلَت على مهاربِ المدينةِ العَيَاءْ
مدامعُ النِّساءْ
كادت تغيبُ في عواصفِ الزَّمانْ
حكايةُ المدينةِ الأسطورة

حكايةُ ام درمانْ
لكنَّما كتائبُ الشُّجعانْ
أقسَمَت بأن تُعيدَ للقمر
ساحلَه المُنيرا

و تستردَّ للحقولِ موسمَ الهديلِ
ضاحكاً قريرا

و تستعيدَ عنوةً صحائفَ الضياءْ
ْأقسمَ الفِتيانُ للسمراءْ
أن يكتبوا على جباهِ الخيلِ فجرَها الأثيرا


و ينتقوا لنظرةِ الخلودِ في عيونِها
ميلادَها الجديد..
ميلادَها الفخورا

خالد فتح الرَّحمن

السَّبت ١٧ فبراير ٢٠٢٤

اترك رد

error: Content is protected !!