رؤى وأفكار / د.إبراهيم الصديق

وصفة الانزلاق: الدين ليس مجالا للمزايدة يا برهان

د/ ابراهيم الصديق علي


(1)
عندما تساءل ال الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة في حواره مع الاخ المسلمي البشير مدير مكتب قناة الجزيرة (هل هذا الإتفاق فيه ما يخالف المصلحة الوطنية؟ ) ،فهل كان فعلاً لا يدرك ان قضية الدين أهم من كل نقاطه وبنوده وملاحظاته التي اوردها علي هذا الإتفاق الإطاري؟ أم أنها مراوغة ومزايدة ، بل بالأحرى أن نسأل لماذا تم الزج بهذه الفقرة دون حوار ودون قناعة ودون سبب وجيه ؟..
ان المسلمات البديهية لا يتم التحاور حولها ،فان كان توافقكم هذا لم يستصحب قضية الدين فعلام الهياج والضوضاء والمهرجانات الخطابية ؟..
وان كان الدين محل خلاف ، فما هو الأمور محل الاتفاق إذن ؟ الدعم السريع نقطة خلاف وتم وضع اطار لها ، واتفاقية جوبا محل خلاف وتم بند لها ؟ وكذا قضايا الشرق والعدالة والخ ..إلا الدين مصدر التشريع..
(2)
إذا الذين تحاوروا ووضعوا الاتفاق وبنوده لم يكن في مخيلتهم ، بل مع سبق ترصدهم ابعدوا الدين .. فمن هم ؟..
ألم تصلك مذكرات جماعة انصار السنة ؟ ألم يتحفظ حزب المؤتمر الشعبي ؟ ألم ترتفع اصوات قوي سياسية ودينية وتحاورت ، فلماذا الإصرار علي هذه المادة.. والبند ، لا يملك البرهان إجابة لذلك ؟ كما أنه لا خيار معارضة ذلك ؟هذا مربط الفرس وغاية الفاعلين الدوليين لتفكيك بنية الدولة السودانية ؟..
لماذا تم النص في الاتفاق علي تغيير عقيدة القوات المسلحة السودانية القتالية ، وهذا إرث وطني وفخر لم يبدأ في 1989م .. أليس جزءا من التفكيك..؟
ألم تتضمن الاتفاقية في (ثانيا) البند (7) الاصلاح المؤسسي لكل (مؤسسات الدولة) ، أي إعادة (بناء السودان من جديد).. هذا مشروع إختطاف للبلاد وتاريخها وهويتها..
والحقيقة إن كل بنود الاتفاق الإطاري منقولة نصا وروحا من بنود ميثاق الفجر الجديد الذي طرحته الحركة الشعبية عام 2013م ووقعت عليه قوي الاجماع الوطني ، وما لم تحققه المخططات الدولية والتمرد يبسطه اليوم البرهان في احتفال ويدافع عنه ؟ كل ما يسلب قوة الأمة ومصدر عزتها تم نسفه دون عناء..
كما أن كل الخطوات الاجرائية وهياكل الانتقال وجماعات الضغط هي ذاتها التي رسمت (خريطة الانتقال في السودان) وورش العمل ما بين عامي (2016- 2018م) بداية من جامعة بنسلفانيا وجنوب افريقيا ويوغندا ، ومشاركات ذات الشخصيات والمؤسسات.. هذا لا يحتاج لكثير إجتهاد ..
ومن الغريب ان مؤسسات مثل الخارجية السودانية والقوات المسلحة ببعدها الاستراتيجي ومراكز البحوث والجامعات لا تنبه لهذه المخاطر والمنزلق..

اترك رد

error: Content is protected !!