ليمانيات / د. إدريس ليمان

إنَّا لمنتظرون ..!!


تسعةَ عشرَ يوماً فقط هى التى قضيتها بأرض الكِنانة التى دَخَلتُها آمِنَاً وخرجتُ منها غانِماً ، وغِبتُ فيها عن الوطن الذى لم تَغِبْ ملامحه وملاحته عن خاطرى رغم مظاهر البؤس والشقاء التى خلفتها الأفاعى من المليشيا المتمردة التى إمتشقت سلاح الغدر ووجهته إلى صدور الأبرياء وإلى قلوبهم ، وصَوَّبَته إلى عيونهم بكل وحشية ومجون ، وزَرَعَتْ لواعجَ الحُزن للأُسَر التى فُجِعَتْ فى فلذات أكبادها على يد هذه العُصبة الخائنة والعصابة الضالَّة التى إقتلعتْ عاصفتها الهوجاء كل أثرٍ جميل ببلادنا التى أضحت تائهة ، وتاه أهلها بعد أن دِيستْ كرامتهم وفقدوا حُريَّتهم وأمسى البؤس والشقاء يُخيِّمْ عليهم بعد أن أُخرجوا من دُورِهِمْ وديارهم المنهوبة والمنكوبة وطُرِدوا منها ، وأصبحوا وكأنهم بلا وطن بعد أن كان لهم وطن ملء السمع والبصر ترفرف عليه السعادة بجناحيها ناشرةً المحبة والسلام والطمأنينة .. وحُكَّامها أكثرُ تِيهَاً وكأنهم تركوا ساحة القتال على إتساع رقعتها لأولئك التتار الجُدُدْ تلك الفئة الضالة الآثمة المتمردة التى أصبحت تختَال فى مِشيتها وتسعى جاهدة لدمار الدولة السودانية وضياع هيبتها بين الأمم ، و تغتَال الضُعفاء الأبرياء بشريعة الحمقى الأغبياء .. !!
فيا سادتى حُكام بلادى إن أهل السودان يعيشون حياةً مؤلمة فى المهاجر وفى الملاجئ المؤقتة من مدارس وغير ذلك .. حياةً شبيهة بالموت تشنأها النفوس وتأباها ..!! طفولة بريئة حملت الحُزن والهم مبكراً ، وشباباً تائهاً يتحسر على يومه الضائع ومستقبله المفقود ، وأمومة مُعذبَّة وأَبُوَّة تعيسة لا تملك لفلذات أكبادها ضَرَّاً ولا نفعاً .. فكل تلك الأحداث والمآسي توجب عليكم حسم هذا التمرد ، ولن تشفع لكم عند الله تلك العبارة تتصدر نشرات أخبارنا : ( وجه سيادته بكذا وكذا ..!! ) فهل أنتم فاعلون ..!!؟ إنَّا لمنتظرون ..!!
حفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء .

الإثنين ١٨ ديسمبر ٢٠٢٣م

اترك رد

error: Content is protected !!