رؤى وأفكار / د.إبراهيم الصديق

إعدام الجنود : جزء من مخطط إرباك

د / إبراهيم الصديق



(1)
لا أستبعد ان يكون إعدام الجيش الأثيوبي للجنود السودانيين جزء من مخطط تفجير للاوضاع السياسية السودانية الداخلية وإرباك المشهد الداخلى، وقد عايشنا تجارب كثيرة في معارك (شد الأطراف)..
ولعلنا ندرك ان ثمة مهددات كثيرة ودسائس يتم الإعداد لها لإعادة قوي الحرية والتغيير للسلطة وتمكينهم من مفاصل الدولة، وهو أمر عصيُ التنفيذ مع وجود مؤسسة عسكرية متماسكة..
وفي رأي ان القرار السياسي اليوم والراهن ما بعد قرارات ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١م ليس خيارات الفريق أول البرهان أو الفريق أول حميدتي، وإنما فاعلية (المؤسسة العسكرية) بتاريخها ومواقفها ووعيها السياسي ونظرته الإستراتيجية، ولذلك فهي مستهدفة.. ليس الأفراد والرتب، وإنما المؤسسة بكل هذا الإرث والعقيدة العسكرية والهم الوطني والتضحيات الجسام ولذلك تسعى أطراف المؤامرة على الوطن لإبعادها وإضعافها وشغلها عن مواقفها وجرها إلى معارك جانبية أو تقليل من قيمتها وتشويه صورتها..
(2)
ما هي مصلحة أثيوبيا في إثارة التوتر على الحدود وفي هذا التوقيت بالذات؟ ما هي مصلحة أثيوبيا في إقتياد جنود أسري وإعدامهم وعرض جثامينهم في ميدان عام؟ ما هي مصلحة أثيوبيا في فتح جبهة مواجهة مع السودان، وما زالت قواتها في حالة هجوم لرد إقليم التيجراي عن الإنفصال وإقليم بني شنقول عن التمرد ؟.. إنها معارك الآخرين واجندتهم في خلخلة إستقرار المنطقة وزعزعة الأمن.. لتنصيب عناصر هشة وضعيفة وموالية لذات أجندة (مادلين أولبرايت وزير الخارجية الأمريكية السابقة)..
لا نستبعد وقد قامت القوى الدولية بتعطيل حوار الثلاثية بأكثر من ٧٢ حزباً وتياراً لصالح مجموعة ٤ أحزاب، وكلهم من فصيلة واحدة من حيث التاثير السياسي أو الحجم الشعبي، وما عدا حزب الأمة في هذا الجانب والإتحادي في ذاك، فإن رصيدهم بلا إختبار حقيقي..
ومع عدم تأييدنا لكل العملية ذات الطابع الأجنبي، إلا أن شواهد الحال تقول أن ثمة (أسرار خفية)..
(3)
هل تذكرون ان تصاعد قضية الفشقة تم عام ١٩٩٧م وقد حققت القوات المسلحة إنتصارات عظيمة، وتقدمت إلى مشارف نمولي، أطلت المؤامرة من ذات الأطراف، وبدعم خارجي، حيث تقدمت القوات الأثيوبية إلي الأراضي السودانية وأمتدت إلى شمالي النيل الأزرق، وتدخلت أفواج الدبابات اليوغندية في الجنوب وحاصرت القوات المصرية حامية قواتنا في حلايب وشلاتين..
لا تنفصل المؤامرات عن بعضها وإن تدثروا بغشاوة الدعاوى وغباء البعض.. هذا مشروع تفتيت للوطن..
هل تذكرون دخول قوات التمرد الي توريت ٣٠ أغسطس ٢٠٠٢م عشية مباحثات السلام في كينيا وقد تحقق إختراق جهير..؟
وهل نسينا هجوم قوات دولة الجنوب على مواقع البترول بهجليج أبريل٢٠١٢م، وقد بدأت البلاد إعادة توازنها من الإنفصال..؟
الشواهد كثيرة..
(4)
هذه مناسبة لتحويل هذا الحادثة إلى إصطفاف وطني عريض، لسنا داعمين للبرهان أو حميدتي، ولن ننساق خلف ترهات ودعاوي زائفة، ولكننا نبصر بعين البصيرة والتجارب مصالح بلادنا وأمنها وإستقرارها، إن هناك مخطط لنسف ثوابتنا ووحدة بلادنا ولن نلوك مرة (حصوه).. قضايانا الكبرى ومصالحنا العليا فوق رهانات الخاسرين.. توحدوا خلف بلادكم ضد المتآمرين ومتسلقي المناصب على اكتاف المستعمرين الجدد..
تقبل الله الشهداء..

اترك رد

error: Content is protected !!