¤ بعد اعتذار عبد الله حمدوك عن قبول ترشيحه وزيرا للمالية من جانب المؤتمر الوطني في سبتمبر 2018 تواصلت مع سفارتنا باديس ابابا والاستاذة اميرة الفاضل بالاتحاد الافريقي وصديقه د. التجاني سيسي وأخرين .. حاولت التعرف على شخصيته، حدثني د. سيسي انه اقترح على الرئيس البشير فصل المالية لتصبح وزارة الخزانة وتكون (التخطيط الاقتصادي)، وزارة جديدة ورشح لها حمدوك.. وتصدرت معلوماته عناوين العروسة (آخر لحظة) التي كنت اتولى فيها رئاسة التحرير.. تواصلت حينذاك مع حمدوك نفسه عبر تطبيق (واتس آب) رد على تحية السلام بـ (مرحباً)، وعلى سؤالين طرحتهما عليه بوجة تعبيري ضاحك..
¤ كان سؤالي الأول لماذا وافقت على الترشيح للمنصب ثم تراجعت عن قبوله ؟.. والثاني هل وضعت شروط لقبول المنصب ورجحت عدم جدية المؤتمر الوطني في الالتزام بها ؟.. تجاهلته بعد ان لمست عدم جديته او رغبته – سيان – في الحديث معي.
¤ عند عودة الرجل بعد ذهاب الانقاذ رأيت تلك الابتسامة الصفراء – وإن شئت الدقة – البلهاء على وجه حمدوك، خاصة عندما يلوح بعلامة النصر.. وكنت طيلة رؤيتي لصوره او مشاهدته عبر الشاشة، اتذكر مقولة مكررة على لسان نائب الرئيس الأسبق حسبو عبد الرحمن ” بعض الناس لا لون ولا طعم ولا رائحة لهم سوى انهم سودانيين “.
¤ حمدوك في نظر الغالبية من السودانيين افشل رئيس وزراء.. بفعل الدمار الذي احدثته حكومته.. حتى وصلنا مرحلة ان يزهو الباغي الشقي بلقب (الامير) وتحدثه نفسه الامارة بالسوء.. بتنفيذ انقلاب اراد من خلاله حكم البلاد والقضاء على الجيش الوطني.. باشعاله الحريق الذي لم ينطفئ.
¤ لكن حمدوك نجح بامتياز في مهمته، واجاد دوره المرسوم له من الخارج باتقان.. لم يشغل نفسه بمعاش الناس او توفير حياة كريمة للشعب السوداني.. وكانما نزع من قبله تلمس قضاياهم.. لم يجتهد في زيارات ولايات الانتاج.. ركز وبشكل كبير على قضيتين جعل الاقتصاد السوداني مثل قطعة بسكويت ابتلعها كوب شاي ساخن.. دعم وبقوة وزير العدل في تغيير القوانين التي تقود لتغيير في المجتمع..كل شئ كان يتم في هدوء تام ووفق ماهو مخطط له.
¤ ماكان يثير استغرابي الحملة الاعلامية الضخمة التي كانت تمجد الرجل.. ولم تهدأ يوماً ولم يخفت صوتها ولم يدع منظموها فرصة لأي سوداني ليفكر (شكرا حمدوك في شنو ولشنو ؟).. البعض كانوا ينجرون وراء الفرقعات الإعلامية.. لم تغيب الابتسامة الكذوبة عن وجه الرجل.. ولم يصرخ في وجه احد، ولم يغضب من يلتقيه.. كان يقول نعم لكل من يجتمع معه.. لم يكن مع الناس وكانه ليس واحدا منهم.
¤ كان في عالمه الخاص، ينفذ بكل عزيمة في مخطط الخارج الذي انجزه على اكمل وجه في مرحلته الاولى.. غض النظر عن الوسائل والادوات والتي كان الباغي الشقي حميدتي المعاون الابرز في المشروع الذي جئ بحمدوك لتنفيذه.. حتى تم تم تدمير البني التحية بالبلاد وتحطيم العاصمة.. وكادوا يمحوا السودان من الخارطة وتهديد وجوده.
¤ اسالوا انفسكم اين ذهب حمدوك بعد مغادرته منصبه؟.. وماذا كان يفعل طيلة فترة اختفائه منذ يناير من العام الماضي وحتى بعد اشتعال الحرب ؟.. ولماذا ظهر فجأة وكانه المنقذ.. هو مطلوب بشدة في المرحلة الراهنة حتى ينفذ المرحلة الثانية من مخططات الخارج.. بتشكيل السودان كما يريدون بتغيير هويته وتركيبته.. لم يعد الخارج في حاجة للتدخل الدولي بموجب الفصل السابع.. وليس هناك مايشجع لابتعاث قوة اممية.
¤ التخطيط المحكم الاتيان بشخص بربطة عنق.. وينجز كل ماهو مطلوب منه.. فقط بجرة قلم على ورقة.. يعادل قراره المدمر عمل المدافع الثقيلة.. هذا هو الذكاء الاصطناعي ، التزييف العميق ان (تتقدم) شخصية سودانية، الجماعة وماهو بسوداني.. لا في الطباع او العادات.. تنعدم فيه (الرجولة السياسية).. التي تجعله ينحاز للداخل لا الخارج وامواله
¤ في تقديري ان ترتيب الخارج يستند على (تقدم) شخصيات تحدثنا عن (المدنية) ووراء ظهرها (بندقية)، تصمت عن القتل.. و(تنكسر) للاغتصاب ولو طال امهاتهم واخواتهم.. وتغض الطرف عن السرقة.. ولا يؤلمها التشريد والنزوح ولا تبكيها الاوجاع والمآسي ولا ينفطر قلبها لاذلال الرجال وسرقة المال.. و (تزعم) على طريقة (الجنجويدية) زينب المهدي ان (الرباطة) احتلوا المنازل هرباً من قصف الجيش.. وتكتمل لوحة (العهر السياسي) بتوقيع شراكة الدم والدموع مع قائد المليشيا.
¤ ومهما يكن من امر.. نجح حمدوك طيلة الفترة الماضية في مهمته وباقتدار .. اما الان نحن امام خيارين اما (تقدم) الشلة او تاخر الوطن !!.