اذا عرف السبب/ اسامة عبدالماجد

حول أسامه داؤود


أسامة عبدالماجد

¤ سبق وتناولت بالتفصيل استهداف القيادي الشاب مبارك اردول بواسطة مليشيا حميدتي واعوانها عبر تسجيل صوتي أخضع لعملية مونتاج.. وهو نهج خبيث درجت عليه المليشيا واتبعته مع حاكم دارفور مني مناوي.. وقد كشف جهاز المخابرات، تورط اعوان حميدتي في (فبركة) مقطع اباحي بشأن مناوي.. كان سببا في توتر علاقة مدير المخابرات احمد مفضل بحميدتي..
¤ اليوم نكشف عن السبب الرئيس وراء القطيعة بينهما.. وذلك عقب توجيه الباغي الشقي، مفضل باعتقال رجل الأعمال اسامه داؤود.. احال مفضل، التوجية الغبي الى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان.. الذي امره بعدم الانصياع لرغبات حميدتي.. اصل الحكاية ان نفوذ اسامه بدأ في تنامي وبشكل ملحوظ وقويت علاقته بابناء حكيم العرب الراحل الشيخ زايد آل نهيان، خاصة مع نائب رئيس الامارات الشيخ منصور بن زايد رئيس مجلس ادارة الصندوق السيادي (جهاز الامارات للاستثمار).. دخل في شراكة مع مجموعة (دال) المملوكه لاسرة داؤود عبد اللطيف.
¤ من وقتها اصبح اسامه مرجعية للامارات في السودان.. بالمقابل بدأ حميدتي يعاني، التهميش وجن جنونه عندما زار الامارات في اواخر فبراير الماضي وفشل في لقاء رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد واخوانه.. رغم مكوثه ثمانية ايام تنقل فيها بين ابوظبي ودبي.. حتى ان مكتبه اصدر خبرا خجولا وارفقه بصورة قديمه جمعته بالرئيس ابوخالد.. وبعدها اصدر توجيهاته الرعناء باعتقال داؤود.
¤ يهمنا من هذة المقدمة الطويلة، اسامه والذي يفترض ان يكون داعما للقوات المسلحة، ليس من اليوم بل منذ ايام الرئيس عمر البشير.. وقد ظل يحظى بتمييز خاص في كل شئ، حتى عند تقييم سعر الدولار مقابل الجنية السوداني.. وذلك منذ العام 1994 عندما توسع في نشاط مجموعة (دال).. واعاد توكيل كوكا كولا ونشط في توكيل السيارات فئة ميتسوبيشي.. وتوسعت اعماله التجارية وحاز على توكيل سيارات (كيا) وغيرها من التراخيص العالمية بما فيها الماكولات.
¤ اثري أسامه – بكل ماتحمل الكلمة من مدلول – في حقبة الانقاذ مثل عدد من رجال الاعمال والاسر (اولاد النفيدي)، (اولاد مامون البرير).. كانت الحكومة هي العميل الاول لمنتجات وواردات دال وحتى اللحظة.. وتنوعت اعماله وفتحت له الابواب في مجال التعدين.. احتكر اسامه توريد السيارات للشرطة منذ سنوات طويلة، من فئة (ميتسوبيشي) و(كيا) من كافة الانواع.. وكسر والي الخرطوم الاسبق د. عبد الحليم المتعافي شوكة الرجل، ولم يفلح مرة ثانية بعد انهالت عليه الوساطات.
¤ ظل أسامه رجل الاعمال المدلل للانقاذ، رغم انه ليس منهم.. لكنه تطاول ذات مرة، على الحكومة بخصوص الدقيق.. عندما حاول لي ذراعها، استشعرت الحكومة الخطر، واكتشفت ان رقبتها تحت سكين الرجل.. لكنها لقنته درسا قاسيا.. عندما تدخل البشير شخصيا واستنفر الجهات والشخصيات.. تصدى رجل الاعمال الشاب طارق سر الختم للمهمة الوطنية.. وكانت (سين للدقيق). ¤ ولدت مجموعة عملاقة.. وبجهد سوداني خالص وتمكنت من خلال العمل الضخم الذي قام به طارق من ارخاء قبضة أسامه داؤود.. والذي على القول الشائع (فهم حاجه).. ومن يومها امسك عليه لسانه وبدأ يتعامل بعقلانية وتواضع مع الانقاذ.
¤ الشاهد ان اسامه كان حرى به دعم القوات المسلحة والوقوف معها في معركة الكرامة مثلما فعل د. اشرف الكاردينال وهشام السوباط وغيرهم من رجال الاعمال المخلصين.. لو لم يقف اسامه من اجل الوطن ضد الغزاة، كان المامول ان ينحاز للقوات المسلحة نكاية في حميدتي الذي كان يريد الزج به في السجن وتحطيمه.. وكان سيكون مصيره مثل رجال اعمال خرجوا من السوق وتعرض بعضهم لضربات اقتصادية عنيفة بسبب الحوت الذي ابتلع السوق واسمه (آل دقلو).
¤ قد يكون اسامه داعم للقوات المسلحة سرا.. لكنه دون غيره من رجال الاعمال المطلوب منه موقف مجاهر.. حيث سيكون له دلالات سياسية كبيرة وسيحمل رسائل قوية للخارج.. سيما وانه يمتلك علاقات خارجية مباشرة مع عدد من الرؤساء مثل الكاردينال.. حتما سينتصر الجيش على المليشيا المارقة، ولو وضع اسامه كل امكانات (دال) تحت تصرف آل دقلو
¤ لسبب واحد وهو ان كل الشعب أصبح جيش كما رفع شباب المسيكتاب بنهر النيل ذلك الشعار وهو ينخرطون بالآلاف في المعسكرات تلبية لنداء الوطن.. ويا لروعتهم ووطنيتهم.. ان اسامه داؤود دون غيره من رجال الاعمال عليه ان يعيد قراءة حساباته.. ومؤكد هو بارع في تلك المهمة.
¤ ومهما يكن من أمر .. فان مرحلة مابعد الحرب لن تكون مثل ماقبلها ولو عاد الباغي الشقي من قبره بعد ان مات في نفوس أهل السودان.

اترك رد

error: Content is protected !!