اسامة عبدالماجد
¤ تحملت وزارة الخارجية مسؤوليتها ، في الاسابيع الماضية.. قبلها كانت غائبة لفترة من الوقت، عقب تمرد مليشيات حميدتي.. وانتقدنا تباطؤها ليقيننا بالدور الكبير الذي يمكن ان تلعبه وثاثيرها الكبير على مجريات الاحداث.. وبالفعل قد ادارت الخارجية ملفين بكل اقتدار.. الاول فضح التمرد والمليشيا الاجرامية.. والثاني ملف التعامل مع رئيس بعثة (يونتامس) فولكر بيرنيس.
¤ حمل وكيل الوزارة دفع الله الحاج علي، راية الحكومة مبعوثا عن الرئيس البرهان.. وزار عددا من الدول على المحيطين الافريقي والعربي.. شرح لها حقيقة التمرد .. صحيح لم تعلن تلك الدول ادانتها الصريحة للمليشيا المارقة.. لكن تفهمت مايجري في بلادنا.
¤ ومع ذلك هناك مواقف قوية وشجاعة لدولا بعينها.. مثل تركيا، مصر وتشاد.. والموقف الاقوى لدول منطقة البحيرات التي صنفت عصابات حميدتي (مليشيا متمردة).. ان المعركة الدبلوماسية تأتي في المرتبة الثانية بعد العمليات الحربية التي تبلي من خلالها قواتنا المسلحة بلاء حسنا.. ويكفيها اجهاضها التمرد في ساعاته الاولى.. وتحطيمها القوة القتالية الضخمة للعصابة.
¤ فطنت المليشيا المتمردة هى الاخرى لأهمية المسار الدبلوماسي.. وقامت بابتعاث (ياسر عرمان الآخر) المدعو يوسف عزت لعدد من الدول..والتي زارها ايضا المبعوث الرئاسي السفير دفع الله.. ومن حاصل ضرب وقسمة نتائج الجولات.. فان كفة الحكومة رجحت بفارق كبير.. لاستنادها على الشرعية وللخبرة الكبيرة للسفير دفع الله.
¤ بعكس وفد المليشيا الذي كان رئيسه يوسف عزت اللاجئ في كندا .. ضعيف الحجة والقدرات.. ويتكئ على ثروة طائلة في الخرطوم.. كانت مدعاة للدهشة لكل من يعرفون تاريخه السياسي البائس بالحزب الشيوعي.. لذلك منيت جولاته بالفشل الذريع.
¤ لكن مع ذلك فان الخارجية مطالبة برفع مستوى اداء السفراء بعدد كبير من المحطات.. وبعضا منهم لا يزال يدعم (قحت) سرا وربما المتمردين، كثيرون منهم يلوذون بالصمت.. وعلى رئيس مجلس السيادة ان يشكل لجنة من خارج الوزارة تقوم بالاطلاع على تقارير لقاءات السفراء مع مسؤولي الدول المعتمدين لديها.. عقب التمرد وحتى الان ليقف على حقيقة موقفهم.
¤ بعضهم يقفون في المنطقة الرمادية.. ويعلم في قرارة نفسه ان القيادة على دراية تامه بمواقفه المعادية للتوجه الوطني.. لكن بالمقابل هناك سفراء غيورين على الوطن وفي مفدمتهم رئيس
بعثتنا في نيويورك السفير الهمام/ الحارث ادريس ونائبه النشط السفير معاويه التوم وكذلك سفيرنا بواشنطن مممد عبد الله ادريس.
¤ وبهذة المناسبة يقدم كاتب السطور اعتذارا مستحقا للسفير الحارث.. حيث كتبنا عند ترشيحه ان المحطة اكبر من قدراته.. استنادا على غيابه عن العمل لاكثر من (25) عاما.. هو من الذين تمت اعادتهم للوزارة بعد التغيير.. قام زميله سفيرنا بواشنطن محمد عبد الله بالرد علينا.. دافع من خلاله وبشده عن الحارث.. وعملا بحرية الرأي الاخر.. قمنا بنشره قي هذة المساحة.. والحق يقال قدم الخارث اداء رفيعا في نيويورك.
¤ حري بالذكر ان ملف يونتامس قد تم التعامل معه باحترافية عالية وهدوء تام.. بواسطة لجنة سيادية برئاسة الفريق ابراهيم جابر.. وضعت مصفوفة لكيفية التعامل مع البعثة الاممية.. حملها وكيل الخارجية السابق – سفيرنا الحالي بتركيا – نادر يوسف وطار بها الى نيويورك… وهذا دليل على الحكومة لم تتعامل مع يونتامس بانفعال او ردود الافعال.
¤ وظلت الحكومة تقيم اداء فولكر بناء على معايير لجنة ابراهيم جابر الذي يقوم بادوار كبيرة وفاعلة بعيدا عن اعين الاعلام.. الى ان توصلت الحكومة الى ان وجود فولكر سيضر بعلاقة السودان بالامم المتحدة.. فطلبت بكل (تادب دبلوماسي) تغييره.. وتجاهلت المنظمة الاممية الطلب المشروع وواصل السفير الحارث الضغط.. حتى تطور تقييم اداء الثعلب الالماني ووصل الى درجة اعتباره شخصًا غير مرغوبا فيه، امس الخميس.. ولا خيار أمام الأمانة العامة للأمم المتحدة سوى تسمية ممثل خاص جديد أو تكليف من يليه فى المسؤولية بتسيير أعمال البعثة.
¤ ويجب هنا التفريق بين تجديد ولاية (يونتامس) ومصير فولكر.. فالتجديد مسؤولية مجلس الأمن وتم الاسبوع الماضي.. والثاني فان تعيينه يتطلب موافقة السودان والتشاور معه ولبلادنا حق الرفض أو الموافقة.
¤ ومهما يكن من امر فان الخارجية تستحق الاشادة وهي تقاتل الى جانب الجيش في تمرد مسنود خارجيا.