أسامة عبدالماجد

¤ لك التحية الشيخ محمد بن زايد وانت تقود دولة الامارات الشقيقة من نجاح الى نجاح على خطى والدك حكيم العرب المغفور له باذن الله الشيخ زايد آل نهيان.. وهى تتقدم بخطى ثابته تحت قيادتكم الرشيدة نحو المستقبل.. كنت قد نويت ان اكتب عن اختياركم الصائب لنجلك الشيخ خالد ولياً لعهد امارة ابوظبي.. وذلك قبل اسبوعين من اشتعال الحرب ببلادنا التي اوقدها الباغي الشقي.. ومن وقتها شردنا ونزحنا – وعلى قد مانقدر – حملنا اقلامنا مدافعين عن دولتنا وجيشنا في معركة الكرامة.
¤ لكن اكتب اليك اليوم دون تزييف وانقل الاتهامات التي توجه اليكم من شريحة عريضة من السودانيين بدعمكم لمليشيا الدعم السريع.. وانت جنرال بحق وحقيقة – خريج واحدة من اعرق الكليات العسكرية في العالم – سانت هيرست البريطانية والتي تاسست عام 1802 والتي لم ولن يسمع بها المتمرد حميدتي.. ولا يعلم ان ضباط الجيش البريطاني يتلقون تدريبهم فيها.. وان واحد من مباني الكلية يحمل اسم الشيخ زايد.
¤ وتخرج منها امير قطر الوالد الشيخ حمد و نجله الامير تميم.. ملك البحرين الشيخ حمد بن خليفه ،سلطان عمان الراحل قابوس، ملك الاردن الراحل الحسين بن طلال ونجله الملك عبد الله ،الجنرال احمد علي كبير مستشاري الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وابناء امير بريطانيا وليام وهاري تشارلز
¤ ولذلك يقيني ياسعادة الفريق اول ابو خالد
وانت تدرجت في المواقع العسكرية وقدت سلاح الجو وسلاح الطيران بالامارات وكنت نائبا لرئيس الاركان والان قائدا لجيش .. يقيني وانت بهذة الخبرة لن تدعم – فريق بادية – ولا اقول (خلا) حتى اقرب لك المسافة.
¤ ثم انك يا ابو خالد وكنت مقربا من والدك حكيم العرب.. تعلم ان التعليم الحديث في السودان يعود للعام 1902 بانشاء كلية غوردون.. تخليدا للجنرال المتغطرس تشارلز غوردون الذي قطعنا راسه في الخرطوم و(ستفناه في مخلاية) – وضعناه في كيس – .. فهل يعقل ان تحتل الخرطوم مرة اخرى بواسطة مليشيا ومرتزقة بعد (138) عاما من تحريرها.. كما ان التعليم الاهلي والشعبي قديم في السودان .. مراكز تحفيظ القران وعلومه (الخلاوى) في كل مكان.. بل بدأ منذ دخول الاسلام إلى السودان.. وسواء كان هذا او ذاك لم ينل المتمرد حميدتي شيئا.
¤ ومؤكد لو قبلنا نحن ان يحكمنا الباغي الشقي.. لن ترضى لنا ان نعود الى العصر الحجري.. ونفخر ان ابناؤنا المتعلمين كانوا جنبا الى جنب مع ابناء الامارات ممن ساهموا في نهضتها تحت رعاية كريمة من مؤسسها الشيخ زايد.. وربما يا ابو خالد قد تلقيت تعليما في مرحلة من بواكير حياتك على ايدي استاذ سوداني.. ذلك ان الوالد حكيم العرب كان يحبنا ونحبه.. ولا تزال راسخه في اذهاننا صورا له يعانق سودانيين بمودة ولطف وينام قرير العين على كتف صديقه الرئيس الراحل جعفر نميري.
¤ كما ان الباغي الشقي يا ابوخالد الذي غدر بنا وشرد اهل السودان ونهب كل مدخراتهم وثرواتهم الضئيلة.. لم يتخرج من الكلية الحربية السودانية مصنع الرجال وعرين الابطال .. والتي تعد إحدى اعرق الكليات الحربية في افريقيا والعالم العربي.. وتخرج منها صديقك المشير البشير الذي عمل في المؤسسة العسكرية ببلادكم.. وتخرج منها قبل اكثر من اربعة عقود الفريق اول عبد الفتاح البرهان.. وماكان الجيش سيقبل بقائد لم يتخرج من مؤسستها العسكرية.
¤ ان البعض يهمس وبخبث يا فخامة الرئيس ويقول ان الشيخ محمد بن زايد يريد من السودان مثلما كان يروم الاغريقي محمد علي الذي حكم مصر والسودان واراد منا المال والرجال. وانك تريد الرجال والذهب.. بينما اهل السودان جميعهم على استعداد للدفاع عن اي ارض عربية من اجل الدين.. ومن هذا المنطلق كانت مشاركتنا في عاصفة الحزم.. اما الذهب والاستثمار في السودان لك ماتريد طالما انك لست من (الخشوا بالباب الورا) على قول المطربة السودانية ندى القلعة التي تقاتل ببسالة الى جانب الجيش..
¤ لكن الخطأ الذي وقع فيه المشير البشير انه سمح للمتمرد حميدتي ان يتعامل مع كل الخليج مباشرة.. ومن هذة الرؤية وقعت عين خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وربما كذلك عينك انت على المليشياوي حميدتي .. وذلك ان الملك سلمان حفظه الله تولى الحكم في يناير 2015.. وبعد ثلاث اشهر كانت عاصفة الحزم..
¤ قد لا تعلم يا ابو خالد ان مجموعة من السودانيين الخونة انعدمت فيها الشهامة والمروءة حرضت المتمرد حميدتي على التمرد والانقلاب.. وظلت تهمس بالباطل في اذنه وتناديه ب (الامير) بن حمدان.. وتقول له ان الشيخ زايد نال تعليما قليلا وحكم الامارات.. وانت برجالك ومالك ستحكم السودان.. والمقارنة مختلة وجائرة في حق حكيم العرب الشيخ زايد.. فالحكمة ورجاحة العقل والنباهة والشجاعة التي كان يتحلى بها.. لا تتوفر في اي قائد او رئيس حتى ولو تخرج من اكسفورد او سانت هيرست..
¤ وذلك لان مؤسس الامارات ولد حكيما.. وذكيا بالفطرة .. وكريما بطبعه.. عركته قسوة الصحراء والطبيعة حتى حول الامارات الى جنة.. اننا يا ابو خالد نموت جميعا ولا يحكمنا خائن وغدار ومجرم حرب ومن حوله مرتزقة.. سيقاتل جيشنا الباسل ليحرر البلاد من دنس التمرد.. وبعدها سنكتب – ان مد الله في الآجال – ان تفتح ابواب الاستثمار على مصراعبها لامارات زايد الخير خاصة في الموانئ التي برعت فيها بلادكم بشكل مذهل.. وفي الزراعة والتعدين وكل المجالات .. فالامارات دولة عزيزة مثل الشعب السوداني.. ويكفي انها ارض زايد الخير، التي نتمنى لها الخير.
¤ ومهما يكن من امر اكرمنا بزيارة يا ابو خالد.. حبذا لو كان في العاصمة المؤقتة بورتسودان.. عروس البحر الاحمر.. لترى مؤاني السودان التي تحتاج للتطوير وانتم آهل لتلك المهمة.