اسامة عبدالماجد
¤ المكان مدينة نصر بالقاهرة.. كانت تعقد فيه اجتماعات هدفت اطاحة الاسلاميين من الحكم.. مع الحفاظ على القوات المسلحة.. كان الزمان أمس.. بينما المكان الانيق اليوم يحتضن اجتماعات ولقاءات تهدف لعدم اقصاء احد.. مع دعم منقطع النظير للقوات المسلحة في مواجهة المليشيا المارقة واعوانها.. صاحب الدار سياسي ماكر، ملك المعلومات كما أصفه في احاديثي مع الزملاء والاصدقاء.. بينما اللقب الطاغي هو البلدوزر.
¤ بدأ رئيس حزب الامة مبارك الفاضل حاضر الذهن، مرتب الافكار وعلاوة على ذلك لاذع الانتقاد للقحاتة.. على دراية تامة بمجريات المشهد السياسي في البلاد.. وتاثيرات المحيط الاقليمي والبعد الدولي.. افتتح حديثه في اللقاء التنويري مع مجموعة محدودة من الصحفيين امس بلفت الانتباه الى وجود مشروع اقليمي دولي يصاغ للسودان.. اشار وبذكاء لستة مجموعات متواصلة مع الخارج.. (المنصة ويقودها عمر النجيب ومحمد سليمان)، (اعلان المبادئ بقيادة السفير نور الدين ساتي)، (قحت المركزي)، (مجموعة حمدوك)، (تيار الشفيع خضر ) و(بعض جماعات المجتمع المدني).. قلل مبارك منها جميعا بوصفها بـ (النخبوية).. ومن سعيها لتشكيل حكومة منفى بتاييد دولي.
¤ وكان نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار سخر هو الآخر من الدعوات لحكومة منفى.. بان ذات المجموعات كانت بالداخل وفشلت في الخطوة فكيف تنجح بالخارج.. وربما حاول الغرب الاجابة على سؤال عقار بتقدبمه الدعوة لتلك المجموعات للاجتماع د في العاصمة الاثيوبية الشهر المقبل.
¤ لكن فيما يفكر البلدوزر ؟.. يرى ان المخرج في مجابهة تحرك الخارج بتشكيل جبهة وطنية داخلية عريضة.. واصبح المقترح واقعا بترؤس الزعيم الاهلي محمد الامين ترك للجبهة والتي ستعقد ملتقى مطلع الشهر المقبل في مدينة بورتسودان.. عركت السنوات مبارك ووصل قمة النضج السياسي بل الحكمة السياسية في عدم الدخول في صراعات – على الاقل – حول الزعامة.
¤ وقد وجدته متحمسا جدا لقيادة ترك للجبهة الى حين عقد الملتقى.. وحجته في ذلك ان الادارة الاهلية ليست طرفا في الصراع حول السلطة، ولا رغبة لها في الحكم . وهي (واطية للجمرة) ومتضررة من غياب الدولة.. وقالها صراحة (ايدنا ترك لانه مبادر.. يجب ان نترك القوى المجتمعية تقود).
¤ بصراحة رؤية مبارك للحل شاملة ووافيه – اتفقنا معه او اختلفنا – ولعلها تلبي رغبات كل الشعب السوداني – الا قلة صاحبة التصريحات المنحطة اياها – .. يتمثل مقترحه في انهاء التمرد ووقف الحرب ، تشكيل حكومة استنادا على وحدة الصف الوطني.. ينحصر دورها في ثلاثة مهام فقط، برنامج اقتصادي اسعافي، اعادة اعمار مايمكن اعماره والتجهيز للانتخابات.. وقال (دايرين حكومة قوية تواجة المشكلات وتعمل على حلها لا الحديث عنها).
¤ اظهر مبارك شجاعة فائقة في تقديمه لرؤيته.. وهي مصحوبة، بمسالة مهمة للغاية وهي ضرورة وجود الجيش في المرحلة المقبلة.. لكنه شدد على ضرورة التوافق والنقاش معه حول دوره في الفترة الانتقالية.. كانت المفاجاة ان البلدوزر كشف عن تقديمهم الدعوة للقوات المسلحة للمشاركة في اللقاء الجامع ببورتسودان.، لكن اعتذروا.
¤ اكرر ان تفكير مبارك متقدم على كل السياسيين ثم ان طرحه يلامس القضايا ويواجه الحقائق بقوة.. لكن الذي يجعل اراؤه مختلفه هو دعوته على عدم اقصاء احد وكرر هذة العبارة مرتين.. وربما قرأ افكار الحضور ولذلك نوه الى (ان الاسلاميين فيهم ناس كويسين ولايستحقون الاقصاء).
¤ اعتقد ليس بمقدور احد المزايدة على مبارك.. وقد حارب الاسلاميين سنوات طويلة واستخدم كافة اسلحة القتال – حتى المحرمة منها – في مواجهتهم.. الغريب قي الامر ان مبارك على عدم تجاوز الاسلاميين رغم ان الجالس على شماله، الأمين العام للمجلس الأعلى لنظارات البجا طه فكي سبقه بالقول ان الدعوة للقاء بورتسودان ستتجاوز المؤتمر الوطني.. وعجبا له وقد كان قائده الناظر ترك قياديا بالوطني.
¤ ان مبارك اول سياسي وصف المليشياوي حميدتي بالمتمرد واعلن دعمه الجيش.. وحذر مبكراً من اندلاع الحرب في بيان شهير له في التاسع من مارس الماضي.. واطلق مبادرة بعدها بيومين.. ولذلك عندما يتحدث فان تصريحاته جديرة بالاهتمام.. ليس مثل تصريحات شلة المهرجين في فريق قحت.. ولا مثل قادة حزب الامة اصحاب (زعمت).. ولا الماجورين من دعاة (لا للحرب) الذين تربطهم مصالح مع المليشيا.
¤ ومهما يكن من امر .. قال مبارك :(هناك اعتقاد ان المباراة النهائية بين قحت المركزي وقحت الكتلة الديمقراطية.. والواقع تجاوز الطرفين).. ترى بين اي فريقين سيكون (الفاينل)؟.