اذا عرف السبب/ اسامة عبدالماجد

(المنظومة) و(المليشيا)


اسامة عبدالماجد

¤ تابعت على قناة الجزيرة امس الاثنين تقريرا للزميل فوزي بشرى بشأن الحرب في السودان.. تناول باستفاضة تسليح مليشيا الدعم السريع واستعرض من الارشيف قوات ضخمة لها في احتفال بالساحة الخضراء.. قال فوزي الجميع كان مشغولا المؤسسة العسكرية والحرية والتغيير عدا حميدتي ،قائد المليشيا – التوصيف من عندي – الذي كان يركز على تسليح قواته وتمكين نفسه.. حتى انه ترأس لجنة طوارئ معنية بالشؤون الاقتصادية.. رغم وجود الاقتصادي عبد الله حمدوك.. – والحديث لفوزي – وفي المقاطع المصاحبة ظهر حمدوك باهتا يقف خلف قائد التمرد.
¤ تيقنت اثناء مشاهدتي للتقرير ان قائد المليشيا حرص على ترؤس اللجنة الاقتصادية لسببين.. تمكين شركاته ومليشياته من العتاد.. والتجسس على القوات المسلحة وتحسس الارضية الصلبة التي تقف عليها.. من خلال معرفة مكامن قوتها الاقتصادية التي تستند عليها.. وغير خاف على احد ان القوات المسلحة تحمي ظهرها بمنظومة الصناعات الدفاعية.
¤ والحق يقال حقق قائد المليشيا اهدافه عن جداره خاصة الدافع الاول.. من خلال نمو غير طبيعي لاستثماراته بالداخل والخارج.. وتمدد مشبوة لشركاته خاصة الداعمة لوجستيا لقواته.. التي حظيت بقوة وعتاد لم يتوفر لاي مليشيا بالقارة الافريقة وربما العالم.. انهارات الان اما الجيش ..في مقابل انطلاق حملة مسعورة استهدفت منظومة الصناعات الدفاعية.. منذ وقت طويل
¤ لا يساورني ادنى شك ان قائد التمرد ومن يأتمر بامرتهم بالخارج. يقفون وراء تشوية سمعة المنظومة وقيادتها.. تواصلت تلك الهجمة لنحو اربعة سنوات.. شاركت فيها وبكل همة قحت.. تارة بتضخيم عدد الشركات التي تنضوي تحت مظلة المنظومة. وتصويرها بالحوت الذي ابتلع الاقتصاد السوداني.. ومرة بالحديث عن عدم جدوى شركاتها وانها خاسرة .. ياتي ذلك مصحوبا بانتقادات لقيادة المنظومة اخذت عدة اشكال.. تطابق مع ذلك اهتمام فوق المعدل لقائد المليشيا بالمنظومة في الفترة االسابقة.
¤ في تقديري ان الحملة الجائرة تجاة المنظومة تكشفت للرأي العام وبشكل جلي عقب فرض واشنطن عقوبات على المؤسسة العسكرية حيث سرعان ما صوبت سهامها نحو صدر المنظومة.. الغرض من ذلك تحطيم الجيش معنويا في المقام الاول.. ومحاولة لترجيح كفة المليشيا المهزومة.. سيما وان المنظومة جعلت موقف الجيش قويا و (ضهرو مامن).. ومكنته من القتال بكل تلك الصلابة والجسارة بتوفير الامداد الكافي من المنتجات العسكرية، خاصة الجوية.
¤ ومن هنا يكمن الدافع وراء السعي الحثيث والمتكرر لمليشيا الدعم السريع في محاولة لاحتلال اي ثكنة أو وحدة عسكرية.. للحصول على دعم واسناد بعد ان قصمت القوات المسلحة ظهر المليشيا بتدمير عتادها.. وتشتيت شملها من مقار مجهزة عسكريا وبالكامل استولت عليها وكانت مملوكة لاشاوس جهاز المخابرات (وحدة هيئة العمليات).
¤ ولذلك استهدفت المليشيا كل مؤسسة ذات صلة وتعاون مع منظومة الصناعات مثل مجموعة جياد.. التي تعتبر مستودع الرضا الوظيفي للمؤسسة العسكرية.. بتوفيرها – على سبيل المثال – سيارات لضباط القوات المسلحة وبصات نقل لمنسوبي الجيش.. وغيرها من الخدمات التي توفرها للعسكريين والمدنيين على حد سواء.. وشملت حملة المليشيا على المنظومة الترويج الكاذب لاعتقال مديرها العام قبل اكثر من شهر.
¤ يجب على القائد العام للقوات المسلحة الفريق اول عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق اول شمس الدين كباشي، التنسيق مع الملحقيات العسكرية بسفاراتنا بالخارج لتنظيم حملة قوية تتصدى للهجمة الشرسة على منظومة الصناعات.. والسعي لفتح افاق تعاون لها.. وتوضيح دورها الحقيقي في اسناد القوات المسلحة والمحافظة على امن واستقرار البلاد… مثلها والمؤسسات المساندة لكافة الجيوش بما فيها القوات الامريكية.
¤ ان العداء الذي اظهرته قحت لمنظومة الصناعات وحرص قائد المليشيا للتنقيب في شركات ومؤسسات الدولة الاقتصادية.. ظهرت دوافعه بعد تمرد السبت الاسود.. والقرارات الامريكية الجائرة في حق المنظومة.
¤ ومهما يكن من امر فان الجيش مطالب بتحصين نفسه من التجسس.. بتقوية منظومة الصناعات التي حافظت على تماسكها رغم الحرب الشعواء التي تعرضت لها وماتزال.

اترك رد

error: Content is protected !!