للحرف احساس كما للناس ، فهو يحزن ويطرب يلبس الحداد ويتماهي مع الوان الفرح ، سالني قبل أيام استاذي الصحفي عبد العظيم صالح لما توقفت عن الكتابة ؟ فقلت ان ( حرفي حزين لابل في حداد ) ولم أجد حبر اسود خالص أسطر به الفواجع ولا احمر قاني الوان به المواجع ، وقلبي مفطور ( فالالم اكبر من التعبير ) والكارثة أضخم من الرثاء ، وجوه الشهداء تتزاحم مع الوان ( القطران وسجم الدخان ) فيندمج الاحمر والاسود فيعشي ( بصر الحرف ) ويغط علي الوجدان ..نزف الحرائر نصل سكين عميق انغرز فتقطعت الاوصال ….فالمصاب السودان ، الجريح الذي تجمع عليه ذئاب الصحراء والجوار وطني السودان ..
كانت مدني غصة في حلق الوطن فهي تلك الحسناء ( المغدورة) التي جرتق جروفها تيراب الاسي والغدر ، ومست شواطين الأنس عزريتها ورمزيتها وطاحت في أهلها البسطاء الطيبين مجازر روت بالدماء ( اب عشرين ) فصار القطن الابيض احمر قاني…و….. القمح حريق !! هاهي اليوم مدني تعود ويعود للحرف ( صوت النشيد ) …عادت مدني بدرس سيخلده التاريخ( قوة مشاة ضاربة ) إسقاط مظلي بمدد سماوي، وشرك ( ام زريدو) محكم الاغلاق ، فياله من جيش عظيم وقادة افذاذ يعرفون كيف يأكلون ( الكتف ) بعد تمام استواءها ويردون علي تساؤلاتنا ( لما التأخير ) ماذا ينتظرون ؟؟ ما المانع بعد سنار وسنجة لتحرير مدني ؟؟ كنا نحن نسأل وهم يخططون في صمت للقراءة والترتيل ، كنا نشك وكانوا متيقنين ، كنا ننظر نظرة المشفق المتعجل وكانوا ينظرون نظرة المتأني المحيط بكل الاحتمالات ، كنا نأمل في القضاء علي الاوباش وكانوا يخافون علي المواطنين والبنية التحتية ..كنا وكانوا فكانت مدني زهرة المدن ومفتاح تحرير الخرطوم والقصر والقيادة فبتحريرها اري الطريق مسفلت والسائق ماهر … والشرك في كل مرة يزداد احكامآ ….
زاوية قبل الاخيرة .
اقدلي يا الجزيرة وفوق جبينك غرة
بلد الفراسة والجود والاسود الحرة
صحيح عانيتي بالحيل وضقتي المرة
جوكي البنجدوك يا الغالية واجمل درة
محمد احمد نقد الله
زاوية اخيرة …
ايها الغافلون السادرون في درب الخيانة سيأتي يوم الحساب فينكشف الغطاء فبصركم في ذلك اليوم حديد…