د.زينب السعيد
خدعني الناس حين قالوا إن الزمن يداوى الجروح، ويخفف مرارة الفقد ، ونسوا أن يقولوا أن هناك استثناء لكل قواعد الحياة ، سته سنوات مرت اليوم السبت ٢٥ مارس علي غيابك( ابني الحبيب يوسف) لازال جرحي ينزف، مانفعت الطبابة بعدما غاب ( الطبيب) ذات فجر مرير، وجدته وانا أتلمس طريقي في ممرات طوارئ مستشفي الشرطة التي طالما احبها وعمل بها وتفاني مع مرضاها، وجدته يرقد بسلام ..بكامل وسامته علي ( نقاله) في صمت نبيل في حضرة الفناء ، لأول مرة لايستقبلني بالسلام والابتسامة والمحبة الغامرة في عينيه الطيبتين وينادى علي الزملاء والزميلات( ياشباب تعالوا امي جات) …امك جات الليلة ياحشاي ولم تجد روحك وجدت جسدك فقط مسجي في استسلام غريب بعدما غادرته الروح الوثابة ، سته سنوات ولازالت ملامحك البهية ملء ناظرى، صوتك يناجيني حين ترهقني الحياة وتضعف قواي( امي انتي زولة قوية ومؤمنة وانا متأكد مافي شئ صعب عليك) بلي ياصغيري الكبير فراقك صعب اضعف قواي وخارت عزائمى لم أعد تلك الانسانة القوية اوهنت جسدى الأمراض وانتاشتني الاحزان ، اتمسك بالرضا والايمان فتهزمني الزكري فأظل احدق في الفراغ الرهيب الذي خلفه غيابك..زرت قبرك قبل ايام في نهار شديد الحرارة لكن ما أن وصلت مرقدك حتي هبت نسائم بارده ، لطالما داعبتني تلك النسايم كلما زرتك هي ديدنك للتخفيف عني ( طبت حيآ وميتآ ياحبيب الروح ).. هل تراك احسست بوجيب قلبي ودموعي التي بللت تربك؟ هل وصلك دعائ وسلامي واشتياقي؟ اااه يايوسف لو كنت اعلم بانك ستغادرني باكرآ واني سأجلس بجوارك في الاسعاف واري كفنك واقبلك وانت في ازارك الأخير قبل أن يغيب وجهك وجسدك تحت التراب.. لو كنت اعلم لكنت شددت ازري وعزمي واستعرت ايمان الأنبياء والرسل لاتقبل فجيعتي في خسارتك بتلك السرعة ..سته سنوات والغصة في حلقي والدمع خلف المآقي اتلف مهجتي..جرت أحداث كثيرة منذ رحيلك..وتظل الحدث الأكبر الذي غير حياتي ..
زاوية اخيرة : اسأل الله العلي القدير رب العرش العظيم في هذا الشهر العظيم ان ينزلك الله منازل الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا ويتقبلك في الفردوس الاعلي بلا حساب ولا سابق عذاب يارب العالمين. عاااافية منك وراااضية عنك يا ود الرضا ..