زوايا المرايا / د. زينب السعيد

ارقين صورة من المأساة


د.زينب السعيد

أسفرت الحرب الطاحنة في الخرطوم عن عدة وجوة للقبح الانساني، وانحداره الي أسفل الدرك، كمااسفرت في ذات الميزان عن انسانية متناهية لقلوب رحيمة وابواب مشرعة وكرم فياض في كل ولايات السودان لمن ارغمتهم اصوات الرصاص ورائحة الموت والبارود علي ترك ديارهم ..منهم من يمم شطر الجزء الثاني للوطن ( قاهرة المعز) لانها الدولة المتممة لمعادلة وادى النيل الصديقة العزيزة التي تفتح أبوابها( كما نفعل نحن) بدون شروط للنساء والصغار …صحيح أن إعداد كبيرة قصدتها وحدث ضغط علي المعابر والحدود لكن ظل المرابطين هناك من رجال سد الثغور يعملون ليل نهار لحل كل المشكلات ..لكن في الأونة الأخيرة أصدرت عده قرارات مجحفة من السلطات المصرية لاتمت لاتفاقية الحريات الأربعة بصلة ومن ضمنها ( حرية تسمح للنساء والأطفال الدخول دون تأشيرة ) اتفاقية دولية وليس ( لعب عيال ) نفذها السودان ونفذتها مصر في الظروف العادية وكان الاولي تنفيذها في الظروف الاستثنائية ولاظرف اولي من ظروف الحرب ..لكن أن تصدر مصر كل صباح قرار بمنع الدخول ومنع التأشيرة للنساء بحجة وقف التاشيرة الاضطرارية وهي تعلم أن الناس هربت من محرقة الخرطوم نجاة بالنفس وتركت كل شئ خلفها كان الاولي أن تحاول الدولة الصديقة أن تخفف عن صديقتها عمق الماساة!! لكن صدر قرار جديد أشد قسوة وهو عدم قبول جواز منتهي الصلاحية قبل العام ٢٠٢٣؟؟؟؟!!!! وهنا وقف حمار الشيخ عند العقبة..عقبة المعابر التي يتكدس حولها مئات النساء في صورة مأسوية بالغة التعقيد .(.البحر امامهم والعدو خلفهم) بلا طعام ولامأوى ..اصوات الدانات ووميض الصواريخ يملأ العيون والصدور( بالعتمة) ترك الديار غصة في الحلق، فقد الارواح والممتلكات بلاء عظيم لم نجد حتي الفرصة للبكاء والعزاء…ماعاشة السودان يمكن أن تعيشة اي دوله ..ومصر والسودان الأقرب وشائج وآصرة تجمعنا علي مر السنوات مصر هي الام التي طالما فتحت قلبها وزراعيها للسودان ولايشبهها هذا الفعل !! كيف تترك نساء وأطفال في المعابر والجحيم خلفهم؟؟ اتوقع ان تفعل مصر الاتفاقية ولها حق محاسبة المخالفين والخارجين عن القانون داخل أراضيها من السودانيين وغيرهم …
زاوية اخيرة ..
اهلي اخوتي احبابي في معبر حلفا وارقين..تحت الشمس الحارقة
( بقلب مشطور نصفين واحد يحمل هم الاوطان والثاني يبكي بدمع العين) ..

اترك رد

error: Content is protected !!