زوايا المرايا / د. زينب السعيد

جبر الضرر وبناء السودان

د.زينب السعيد

إرهاصات الحرب الدائرة الان في الخرطوم كانت لها نزر ومقدمات،تغافلت عنها القوات المسلحة فقط لتجنب البلاد مغبة مايحدث الان من موت وخراب ودمار..فهي لم تالو جهدآ للتوصل الي الحلول السلمية والتوافق الوطني حتي فرضت عليها وكان لابد مما ليس منه بد ، فالجيش السوداني صاحب التاريخ العريق والمؤسسة التي خرجت رجال يقرعون طبول العز والكرامة جلالات حماسة وشجاعة لايعييها دحر الأعداء ولايفوت علي فطنة و كياسة رجالها مخططاتهم الدنيئة، لكنه مد حبال الصبر والحكمة لتجنيب البلاد الانزلاق في اتون نار لاتبغي ولاتزر..وقد فعلها الجبناء علي حين غفله وجعلوا من الخرطوم محرقة صدتها( قواتنا الباسلة ولازالت) وكبدتهم خسائر فادحة لكن بحيطة وحزر حتي لاتخسر مزيد من الابرياء والمدنيبن فهذه حرب مدن( لابل حرب عاصمة ومركزثقل تجاري واقتصادى وسكاني ) هذه الحرب اللئيمة ذات خصوصية وسلاح ذو حدين( لان اللحم يجاور العظم) وكلما زادت شراسة الدحر تواتر معدل الفقد للمدنيين والاموال والبني التحتية، لكننا نثق في أن الجيش يخطط بحنكة ودربه ،دون تهاون اوتراجع لان مايحدث الان ليست حرب بمعناها العسكري المتوافق مع الاعراف انما هي دمار شامل ونهب وحرابة وقطع طريق من مليشيات لاتراعي الا ولاذمه…برغم الخسائر في الارواح الطاهرة والممتلكات ومرارة الفقد الاان هذه الحرب ( كانت البلاء الذي يأتي علي ظهره العطاء ) فامر المؤمن كله خير فقد وحدت قبلتنا وقلوبنا..وجمعتنا صفآ واحدآ كشعب مع قواتنا المسلحة كرمز سيادة وعنوان هيبة وكرامة لوطننا وقد الفت بين قلوبنا( لو انفقت مافي الأرض جميعآ ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بين قلوبهم ) لقد مايزت الصفوف وابلت السرائر..وفضحت النوايا..لازال السودان بخير رغم المحاولات البائسة اضحوكة فقد تنادت القري والفرقان وفتحت البيوت ومدت الموائد وتشارك الجميع اللقمة والدعوات،، ورغم المحنة ومحاولة خلخلة ميزان العدل لازال الميزان راجح ورد المظالم مفتوح بابه علي مصراعية فقد تم تكليف ثلاثة من وكلاء النيابة يخصصهم السيد وكيل النيابة الاعلي لقيد اجراءات جنائية في الاضرار والشكاوى المقدمة من المتضررين من الأحداث الواقعة في الدائرة الجفرافية منذ أحداث السبت ١٥ ابريل المنصرم..وتلك لعمري( فش غبينةورد حقوق وجبر ضرار ورفع ظلم) يحبه الله ورسوله ونحن اهل القانون تهمنا العدالة ورد المظالم وجبر الضرر فإن اول القواعد العامة التي تعلمناها في كلية القانون ( لاضرر ولاضرار) ..ورغم أن الارواح لاتعوض ولاتقدر بثمن إلا أن الممتلكات يمكن تعويضها وترمميها وردها وذاك اضعف الايمان..ان مجرد سماع أن( ضررك سيسجل ويجبر) ينفخ فيك الروح ويعاودك الامل بأن العدالة ستظل هي المظله التي تحميك ولو بعد حين..ان للمواطنين دور في تحقيق العدالة ورد الحقوق بحصر الاضرار في كل الاحياء..وللقانونيين دور في التكييف القانوني لشكل الاضرار وتصنيفها ليسهل معالجتها..وللمهندسين دور في تقدير حجم الاضرار وتقييمها.. وللاعلام دور في جمع وتشكيل تلك الدعاوى ليعرف العالم مدى الجرم الذي احدثه هؤلاء المتمردين دون أن تطرف لهم عين .وللدعاء والتوكل والرضا دور في قوة الايمان بأن ما اصابنا لم يكن ليخطئنا ) واننا لسنا اول دوله ولا اخرها طالما أن قوى الخير والشر يتصارعان…سيظل الزناد مقدوح…والغلبة للمتقين…….كم دولة نهضت بعد حرب وكم من بناء بعد خراب وكم من جمع بعد شتات السودان بلد غني بأخلاقه وسينهض بأذن الله ويحلق من رماد حريقه..●…زاوية اخيرة..
يحكى أن أعرابيةً وجدت في البادية جرو ذئب صغير قد ولد للتو، فحنّت عليه وأخذته وربته .. وكانت تطعمه من حليب شاةٍ عندها
وكانت الشاة بمثابة الأم لذلك الذئب ، وبعد مرور الوقت عادت الاعرابية يوما لبيتها فوجدت الذئب قد هجم على الشاة وأكلها ..
فحزنت الأعرابية على صنيع الذئب الذي عرف طبعه بالفطرة ..
فأنشدت بحزنٍ تقول :
أكلتَ شويهتي وفجعت قلبي
وأنت لشاتنا ولدٌ ربيبُ
غُذيتَ بدَرِّها ورَبَيت فينا
فمن أنبأكَ أن أباكَ ذيبُ ؟!
إذا كان الطباع طباعُ سوءٍ
فلا أدبٌ يفيدُ ولا حليب.

اترك رد

error: Content is protected !!