الوضع القانونى للدعم السريع يشبه وضع الحوثيين فى اليمن و حزب الله فى لبنان
وفقآ لميثاق الامم المتحدة لا يوجد طرفى نزاع فى السودان
القوات المسلحة ووفقآ لقانونها تدافع عن سيادة البلاد
لا يمكن لمجلس الامن ان يصدر قرارتفويض باستخدام القوة
المساواة بين الجيش السودانى و القوات المتمردة خطأ سياسى
المطالبة بالتدخل الدولى بتفويض استخدام القوة انتهاك لسيادة البلاد
الحقانى الامام الصادق عليه الرحمة لم يكن سياسيآ مرموقآ فحسب ، بل كان مفكرآ و مجتهدآ
يا عم فضل الله .. ترجل
ان يطالب السيد عروة الصادق بفرض حظر جوى على السودان ، و بالرغم من ان هذا الطلب وجد رفضآ و استهجانآ من قطاعات واسعة من الشعب السودانى، ومن قوى سياسية عديدة ، وهو ربما لا يدرك خطورة هذا الطلب ، الا ان البعض وجد له العذر ( حسب زعمهم ) ان عروة تحركه جهات و تستغل قلة خبرته السياسية و تريد الاضرار بسيادة البلاد ، و بموقف حزب الامة من الاوضاع ،
اما ان يأتى طلب التدخل من عم فضل الله رئيس حزب الامة ،بعد استنكار واسع لحديث عروة عضو حزبه و المتحدث بكثافة فى الفضائيات ، فهذا امر له تداعيات كارثية على حزب الامة ،فلا اظن ان عم فضل الله يجهل خطورة ان يتبنى حزب الامة هذه المطالبات وهو ضابط معاش برتبة لواء ، لان التدخل بتفويض استخدام القوة (ببندقية اقوى من بندقية المتحاربين ) يتطلب اصدار قرار من مجلس الامن بتفعيل البند السابع من ميثاق الامم المتحدة ، وهو قرار لا يرجح صدوره فى حالة السودان نظرآ للتباين الواسع فى المواقف داخل مجلس الامن من ناحية ، و من الناحية الاخرى فهذا النزاع حتى الان مصنف نزاع داخلى ، و ليس بين دولتين ، و لذلك فمن الناحية القانونية لا توجد قاعدة شرعية لاصدار مثل هذا القرار ، كما ان استخدام القوة فى العراق، و ليبيا تم من خلال تحالف دولى و ليس من خلال مجلس الامن ، وهو بالطبع تدخل يخالف ميثاق الامم المتحدة ،
جاء فى ميثاق الامم المتحدة و تحت عنوان البند السابع المادة 51 ( ليس في هذا الميثاق ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء (الأمم المتحدة ) وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، والتدابير التي اتخذها الأعضاء استعمالاً لحق الدفاع عن النفس تبلغ إلى المجلس فورا، ولا تؤثر تلك التدابير بأي حال فيما للمجلس – بمقتضى سلطته ومسؤولياته المستمرة من أحكام هذا الميثاق – من الحق في أن يتخذ في أي وقت ما يرى ضرورة لاتخاذه من الأعمال لحفظ السلم والأمن الدولي أو إعادته إلى نصابه ) ، فى الازمة الحالية لا يوجد طرفى نزاع ، قوات الدعم السريع خططت لانقلاب دموى مدعوم من الخارج ، فشل الانقلاب فتحولت هذه القوات الى تمرد بهدف الاستيلاء على السلطة ، و لذلك ان كان هناك تدخل فيجب ان يكون داعم للسلطة الشرعية ، كما حدث فى اليمن التى يشارك السودان فيها بقوات عسكرية تحت مظلة دعم الشرعية ، بالنسبة للامم المتحدة فان البرهان هو رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش و هذا وضع قانونى و دستورى لا جدال فيه ، اما التوصيف السياسى له فهذا شأن آخر،
لا احد يجهل وجود تيارات داخل مطبخ اتخاذ القرار فى حزب الامة ، و كثيرين كانوا يعتقدون ان عم فضل الله يمثل التيار المعتدل فى حزب الامة ، و لذلك ربما كان عليه (ان يقل خيرآ او ليصمت )، اما وقد سمى طرفى النزاع فمسؤليته تقتضى وتوجب عليه الكشف عن الانتهاكات التى تجرى ، كنت اتوقع من عم فضل الله ادانة السلوك الاجرامى للقوات المتمردة ، وانتهاكها للقانون الدولى الانسانى ، و استنكار اتخاذ المدنيين اسرى و رهائن ، و لعل مسؤليته كرئيس لحزب الامة تقتضى ان يدين احتماء القوات المتمردة بالاحياء السكنية وسط المدنيين ، و انتهاك هذه القوات لحرمات البيوت ، و قيامها باطلاق نزلاء السجون ، و اقتحام المستشفيات ، هذه المسؤلية تلزمه ايضآ بالكشف عن اى انتهاكات ارتكبها الجيش ، و لن يلومه احد ان صدح بالحق ، اما ان يساوى بين الجيش السودانى و القوات المتمردة فهذا خطأ سياسى ،
حزب الامة كان دائمآ بيت حكمة السياسيين ، ولم يكن الحقانى الامام الصادق عليه الرحمة سياسيآ مرموقآ فحسب ، بل كان مفكرآ و مجتهدآ و كان بعيد النظر بشأن كيفية التعامل مع الدعم السريع ،
الجميع يحترم عم فضل الله ، و ينادونه ( بعم فضل الله )، وهو احترام يتجاوز شخصه الى حزب الامة و كل قياداته ، هذا يوجب على ان اطالبه بأن يترجل و يتنحى احترامآ لنفسه ، و حفاظآ على صورة حزب الامة و دوره المنتظر فى التعامل مع هذه الازمة استنادآ على تاريخه و ارثه الفكرى و السياسى ، .