رؤى وأفكار / د.إبراهيم الصديق

نداء أهل السودان : لا تكفى النوايا الطيبة..

د / إبراهيم الصديق علي


(1)
من المشجع – كما قالت دول الترويكا – أن قطاعاً واسعاً من اهل السياسة و الرأي وقوى حزبية حية قد ساندت مبادرة نداء أهل السودان (أم ضواً بان)، وقد تهيأت بيئة سياسية صحية لبيان الشيخ الطيب الجد الذي أعلنه قبل عام وربما أكثر، وفى المنعطفات السياسية يبحث الجميع عن مرتكز وقد حققت هذه المبادرة الهدف..
ولعل نقطة قوة المبادرة فى وضوح مرتكزاتها (وحدة الأمة ومرتكزاتها وسيادة العدل والقانون وتحقيق السلام وإحترام المؤسسة العسكرية)، و أهدافها (حوار مع جميع أطياف المجتمع السوداني وفترة إنتقالية لا تتجاوز عام ونصف وحكومة كفاءات محددة الأهداف في معاش الناس ومطلوبات السلام والإعداد للإنتخابات)، وهذه نقاط جامعة، خاصة انها لم تطالب بسلطة أو نسبة في الحكم او إبعاد طرف أو تقريب آخر..
(2)
ولكن هذه النوايا الطيبة لا تكفى، فلابد من تعزيز الإتصال مع أطراف ذات عمق شعبي ووطني وإجتماعي ، ولابد من حوار وتنوير للمجتمع الدولي..
لقد رحبت دول الترويكا تلميحاً بهذه المبادرة فى بيانها أمس الثلاثاء ، وجاء فيه ( إنها تشجع كل إتجاه لذلك) دون تصريح واضح ، كما أن المبادرة تتوافڨ مع إشتراطات المجموعة الدولية..
وفى طرف آخر، فإن رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان فولكر بيرتس تغافل عن المبادرة واجتمع في ذات اليوم مع أطراف سياسية أخرى ، ومعلوم ان فولكر تجاهل دعوة القيادات الدينية والقبلية إلى مؤتمر الآلية الثلاثية ٨ يونيو ٢٠٢٢م.. وهذا أمر مثير للريبة..
ولذلك فإن من المهم إدارة حوار واسع مع كل الأطراف، خاصة أن أهل المبادرة يدركون تأثير المجتمع الدولي ومخاوفه والضغوط عليه من أطراف أخرى ، ومن المهم الوصول عليهم جماعات وفرادي..
والنقطة الثانية، فإن المبادرة بحاجة للإنفتاح أكثر على المجتمع وخاصة أرياف البلاد وأصحاب المصلحة الحقيقية ، فلنطلق نداء للارياف والأطراف من خلال لقاءات جامعة في عواصم الولايات كافة على الأقل ، من هنا يمكن أن يستمد النداء القوة والمشروعية.. وسيأتي البقية طوعاً لإرادة العقلانية..

اترك رد

error: Content is protected !!