فنون

مهرجان نبتة لسينما الموبايل،تفاعلية اللغة والصورة المرئية – جدلية (الفكرة) هي الرؤية الصحيحة في المعيارية التقييمية ..

هيثم الطيب

رؤية : هيثم الطيب •

ونقول:-


بعد سنوات قليلة سيكون لسينما الموبايل قولها الفصل والمبين،كواحدة من أجناس السينما في تطورها المرحلي للألفية الثالثة،ورغم تقاطعات الرؤية حولها والاتفاق والاختلاف فيها كأداة سينمائية محتملة لفكرة السينما نفسها كنص وروح وموضوعية متحركة بأشراط محددة وشروط معينة ستكون لها الإضافة مستقبلاً وليس قريباً..
التعامل معها كأداة تطويرية لمبدأ صورة بشكل مختلف والخلفية لها ونشأتها كتفاعل مرئي في مرحلة زمنية وظرف تكويني خاص وأبعاد جديدة عالمية دخلت لفلسفة الصورة المرئية كلغة خطاب ونقاشات وحوارات على أيادي أجيال جديدة محاصرة بكمية من الأشياء المتحكمة في مناخات حياتهم،ورؤيتهم لمستقبلهم وكيفية الحياة نفسها،هذي الأجيال في تمردها الجميل لصالح عقلها وحلمها ومستقبلها وضعت الصورة المرئية جزءا من حركتها التأريخية لمسارات تحليلية عن واقعها وتفسيرية عن رؤيتها ومعيارية عن مقاربتها لواقعية وأحلام وهكذا فكرة..
الفكرة التي تتحرك عندها هي احتمالية الصرخة بالصورة المرئية رفضاً لتفاصيل معينة وتعبيرا عن أخرى، إذا نحن مع فكرة الصورة المرئية معيارية فيها كأداة فعلية وتراكمية وجدلية ومتحركة..
جزء من رؤى هذا المناخ صنع السينما التفاعلية بالموبايل ولقد أطلقت عليها سينما تفاعلية بالموبايل لأن الفاعل فيها متحرك أصلا بفكرة تعبيرية حادة ومنفرجة وقائمة على رؤية جيل معين أو شروط معينة،ولعل كلمة تفاعل في حد ذاتها تضع الشروط الأولى لنضع تعريفا لها مرتبطا بالسينما كلغة مثلا ومتحركات تكوينية،فهي كصورة لها جدلية عظيمة بشرط خاص لصناعتها..
فلسفة التفاعل في سينما الموبايل تستند على أن اللغة الخاصة بها دائما لغة تعبيرية منتظرة لاكتمالها من مشاهد/ة،ذلك مرتكزه أنها كلغة سريعة الحركة،سريعة الإشارة وفي المبتدأ فهي فكرة سريعة التكوين،إذ هي جزء من تعبيرات أجيال محددة تريد الاستفادة من تقنية عالمية فيها كثيفا من السهولة في التعامل والتوظيف والإنتاج وغير ذلك..
ولعل ما قلته هنا يضع رؤى مشتركة لنعرف كيفية تقييمها بالمعيارية الموضوعية لأنها في ظرفها الذاتي سينما فكرة تريد الإفصاح عن نفسها وعن ظروفها ومساراتها،ولذلك والخرطوم موعودة بمهرجان نبتة لسينما الموبايل كتظاهرة محتملة لكل الاختلافات في الرؤى،فالقيمة المقابلة لهكذا فعل إبداعي حقيقي له رؤية ملزمة له وهي صياغة معيارية مهنية ترتبط في سياقاتها التقييمية لاستناد علمي وواقعي يربط بينهما بأن المحتملات لكل مشاركة قادمة تحتاج لقراءتها كفكرة ثم وضع الحد الأدنى كخط تقييمي مهني معياري لما يسمى بلجنة تحكيم في اتجاه قيمة جماليات الصورة وأبعادها وما يحيط بها من مناخ تأثيري ومناخ تعبيري ومناخ تحليلي،فنحن في بدايات رؤى لمهرجان سيكون مرتكزا مستقبليا وتعريفا لهكذا نوع من السينما وهي في حد ذاتها لها مؤشرات المستقبل العريض..
والأمل في هذه الفعالية اعتمادها على تصويرية الفكرة بالنسبة الأعلى في تكوين القيمة المعيارية من عشرة مثلاً لأننا في مرحلة بحث عن الفكرة المتحركة بين المشاركين باعتبارها المحفزة للدخول في إنتاج سينما موبايل سودانية تفتح لنا مستقبلا وضاءا..
قولي بالتركيز على فكرة أي فيلم لأنها القيمة التي سنعرف بها أين نحن وأين وكيف يتحرك عقل الإنتاج لسينما الموبايل..
وسيكون جميلا لو أن المشاركات المبدعة وجدت تدريبا وتأهيلا بعد أيام الفعالية لتطوير مقدراتها التفاعلية والإنتاجية وهذه هي قيمة الفعالية الكبيرة والمنتظرة..
أتمنى رؤى موضوعية حول تقييمية كل المشاركات القادمة من إتجاه (فكرة) الفيلم الأساسية وتحريكها في الصورة المرئية وتفصيلها بين ذلك،رأسيا وأفقيا وبالأبعاد المختلفة والمتنوعة..
فالسينما في أصلها (فكرة)،والبقية تأتي كجماليات وزوايا الصورة المرئية ومؤثرات الرؤى عليها كجزء من الفنون الأدائية.

• ناقد متخصص في الفنون الأدائية

اترك رد

error: Content is protected !!