تحية إجلال وتقدير لهذا الشعب الواعى المستنير المثقف أينما كان فى محل إقامته أو ملجأه القسري على تجاوبه الإيجابى مع قواته المسلحة مؤيداً وداعماً ومناصراً بعد أن تهالك الحبل السياسى وإنقطع بسبب قوة التجاذب الأرعن بين الأدعياء والأوصياء – يَدَّعون السياسة والوصاية على الوطن – وقديماً قالها لنا أستاذنا الذى درَّسنا التحريات الجنائية بكلية الشرطة والمعاهد السيد اللواء محمد حسن عبده : ( أنّ الدَعوى التى لايؤيدها الدليل هى محض إدَّعاء لاقيمة لها عند التقاضى أمام القضاء ) فمنذ الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م وغبار داحس والغبراء يُغطى سماء العاصمة وبعض ولايات السودان ولم تثمر سلسلة الهدنات المتتالية إلا لهيباً متأججاً وخيانةً للعهود إذ ظنَّ الباغى المتمرد أنه محمىٌ بقانون الخُيلاء والعظمة والقوة الكذوب فما استطاع أن يُظهِر جدار الوطن وما استطاع له نقباً فهلك وأهلك وهو يريد أن يأتى إلينا بالدقلوقراطية بالأيديولوجيا الجنوب صحراوية وليست الديموقراطية التى يحصل عليها الناس عبر صناديق الإقتراع ، ونسى المسكين أن هذا الشعب هو من أعطى شعوب القارة معنى أن تعيش وتنتصر ، وحقَّاً أنَّ ( من لم يُحسِن صهيلاً نَهَقْ ..!!) .
يقينى التام وثقتي وظَنَّى بِرَبِّى يُنبئاننى أن أهل السودان أبيضهم وأسودهم علمائهم وعامّتهم أساتذتهم وطلابهم شيبهم وشبابهم سيلتقون عند مقرن النيلين عمَّا قريب ، يتعانقون فى بهجةٍ وفرحٍ وسرور أن عافاهم الله ممّا إبتلاهم به وأخرج عنهم الأذى وأزاح عن عيون مدينتهم القَذَى ، ويباركون لبعضهم السلامة والعافية ويَخِرُّون لربهم سُجَدَّاً ، ويرسم فنانوهم بريشة الأمل لوحةً جميلةً بديعةً لشعبٍ إختلفت ألوانه ولهجاته شكلاً وتناسقت معنىً ومضموناً ، شعباً أحب وطنه حتى النخاع ، ويصدح مغنوهم بالأناشيد والأهازيج التى تُعبِّر بصدق عن الفرح بنصر الله .. فكل الذى نأمله من أهل السودان أن يخوضوا معركة الوعى بالأقلام الوطنية الصادقة دعماً لمعركة الكرامة ، تكون إنطلاقتها من ساحة العقل الواسعة جداً ونهايتها بساحة الحرية التى لا تقل إتساعاً ويغنى الجميع ل عَزَّة
كل الطيوب الحلوة يا مولاتي والجيد الرقيق
واللفتة والخصل اللي نامت فوق تسابيح الغريق
وخطاك والهدب المكحل وفتنة التوب الأنيق
في لحظة مرت كالظلال تعبر رؤاي إحساس عميق
فتحتي جرح الليل عسى من صمتي ما قادر أطيق
صحّيتي في نفسي الوجود
ورجّعتي لعيوني النهار .
حفظ الله بلادنا وأهلها من كُلِّ سوء .