اذا عرف السبب/ اسامة عبدالماجد

معاقبة دقلو.. (10) ملاحظات


اسامة عبدالماجد

¤ أولاً: تحمل العقوبات الامريكية التي فرضت على ، قائد ثاني المليشيا عبد الرحيم دقلو، دلالتين فيما يلي قائد المليشيا حميدتي.. الاول ان واشنطن تاكدت من غيابه الابدي لذلك طالت العقوبات نائبه شقيقه.. سيما وان حميدتي غائب عن المشهد منذ منتصف مايو الماضي بينما السبب الرئيس لمعاقبة دقلو ضلوعه في عملية اغتيال والي غرب دارفور خميس أبكر التي وقعت الأربعاء 14 يونيو. المنصرم.. الدلالة الثانية ان العقوبات متدرجة قد تطال حميدتي المرة القادمة. ¤ ثانياً: درجت الادارة الامريكية على ثنائية فرض العقوبات مثلما فعلت في اواخر مايو الماضي.. بمعاقبة المليشيا ( مجموعة الجنيد للأنشطة المتعددة و شركة تراديف للتجارة).. كما فرضت زورا وبهتانا عقوبات على القوات المسلحة (منظومة الصناعات الدفاعية وشركة ماستر تكنولوجي).. لكن غابت الثنائية هذة المرة، لان تقارير المنظمات الدولية اجمعت على أن المليشيا تفردت بارتكاب الانتهاكات والجرائم العظمى.. ووثق بعض عناصرها ما ارتكبوا من جرائم مثل عملية مقتل الوالي.. وقد قال وزير الخارجية الأمريكيأنتوني بلينكن إن عبد الرحيم متهم بارتكاب جرائم من بينها القتل بدوافع عرقية. ¤ ثالثاً: سيكون وقع القرار الامريكي عنيفا على على معسكر المليشيا من عناصر وقوى سياسية مناصرة ومنتفعين بشكل عام.. ودقلو بشكل خاص.. وسرعان ما ظهر الاثر على ابواقها الذين يكذبون في القنوات الفضائية.. الصدمة ان القرار حوى تجميد جميع ممتلكات ومصالح دقلو والكيانات التي يملكها بشكل مباشر أو غير مباشر.. وكثير جدا من املاك واصول المليشيا باسمه.. لسببين، انشغالات حميدتي.. وقطع الطريق امام زملاء شقيقهم القوني في الدراسة بماليزيا الذين استعان بهم وظل دقلو يخشى ان يكون دخول الغرباء على طمع. ¤ رابعاً: المهم جدا ان العقوبات ستطال كل من يتعامل مع دقلو أو كيانات أو أنشطة تابعة له.. وقد يتم التوسع فيه حيث لم يتم إعلانه إلا بعد عملية تقصي وجمع معلومات وتفاصيل شاركت فيها العديد من الأجهزة والوكالات فى المحيط الإقليمي
وداخل السودان وعلى راسها جهاز المخابرات الذي قام مديره الهمام احمد مفضل بزيارات سرية في الفترة الماضية شرح خلالها ابعاد التمرد.. وفى العادة تشمل العملية قائمة تضم عددا من المتهمين يتم التحري حولهم وإعلان اسمائهم بالتدرج ويتوقع قريبا فرض عقوبات على شقيقهم القوني الذي يدير جزء كبير من امبراطورية آل دقلو من الخليج. ¤ خامساً: تكمن أهمية القرار في انه سيضع رسائل فى بريد أكثر من جهة توفر دعماً أو مظلة أو حاضنة من دول أو مؤسسات مالية أو بنوك ..وقد طالب بلينكن جميع الجهات الخارجية تجنب تأجيج الصراع في السودان.. وهو مايجعل الدول التي توسعت فيها استثمارات آل دقلو مراجعة حساباتها.. وكذلك رجال اعمال سودانيين بالداخل والخارج تخفى وراءهم حميدتي في الاونة الاخيرة بناء على نصيحة غالية اسداها له مسؤول اسبق.. ¤ سادساً: من غير المرجح ان تصدر عقوبات في حق مسؤولين عسكريين او مدنيين – على الاقل في الوقت الراهن – .. لان ماصدر من وزير الخارجية الامريكي ضد القوات المسلحة يكاد انحصر فى لومها بأنها لم توفر الحماية للمدنيين.. لكن المعلوم ان الجيش اضطر لاستخدام الطيران في الخرطوم لان المليشيا هجّرت الناس من منازلها واحتلتها واستولت على مؤسسات الخدمات العامة.. وحولتها لمقار عسكرية.. وأن استهداف بعض المنازل تم بعد الحصول على إقرارات مكتوبة من أصحابها. ¤ سابعاً: من المتوقع أن يشجع القرار بعض المنظمات الدولية المعنية بالعدالة وحقوق الإنسان.. للتحرك بوتيرة أسرع وقد نسمع حديثا عن مجرمي حرب ومطلوببين للعدالة الدولية من عناصر المليشيا.. سيما وان القرار الصادر طال
قائد المليشيا بغرب دارفور وقال انه المسؤول عن مقتل الوالي خميس أبكر وشقيقه. ¤ ثامناً: يبدو ان الحكومة سارعت في توظيف القرار.. مما يدل على تخليها عن البطء والتردد وهذا مؤشر جيد.. وقد وجه القائد العام للجيش صفعة جديدة للمليشيا امس بالغاء قانونها وحلها مما سيجعل اصولها تؤول إلى الحكومة.. لكن يجب استثمار القرار، سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا ليس للتحدث عن تأثيره.. فقط وإنما عن الجرائم التى أدت لصدوره.. والتركيز على أن جرائم المليشيا جرحت الضمير العالمي. مثل الطريقة الوحشية التى تمت بها اختطاف الوالي المغدور خميس أبكر واغتياله والتمثيل بجثته. ¤ تاسعاً: القرار الامريكي سيكشف العجز التام لقيادة المليشيا عن سيطرتها على قواتها الاجرامية.. ومنعها من ارتكاب الجرائم.. وهو ما ظللنا نردده منذ اكثر من ثلاثة اشهر.. ستتواصل الجرائم وستقوم عناصر المليشيا وبكل سذاجة بتوثيق افعالها الوحشية. ¤ عاشراً: سيفضح القرار قحت المناصرة للمليشيا.. ولن يكون امامها ماتقوله بعد اليوم.. كما لن تجرؤ على انتقاد الادارة الامريكية.. وسيربك القرار حساباتها.. وقد يؤدي لانشقاقات داخل صفوفها والتي حدثت بالفعل منذ بدء جولاتها الخارجية خائبة النتائج.

اترك رد

error: Content is protected !!