الرأي

مبادرة الجد بين ثناء مستحق وتبخيس متعمد


✍️ هدية على
لاندري من أين نبدأ. غير ان ثورة ديسمبر المجيدة التى اطاحت بنظام الرئيس السابق عمر البشير
خرجت عن نظم الانتقال المعروفة فى العالم حيث انها حكومة ذات مهام محددة لفترة زمنية محدودة متفق عليها ولكن الذى صاحب تكوين الحكومة الانتقالية الأولى لم يكن متسقا مع والوثيقة الدستورية فقد خالفت المبدا الاصيل فى الوثيقة الذى ينص على قيام حكومة كفاءات وطنية مستقلة لضمان حياد الحكومة الانتقالية عن الهوى الحزبى غير ان الذى حصل غير ذلك تماما فقد قامت حكومة محاصصات حزبية انشغلت بمهام لاتمت للانتقال بصلة وكانت اشبه بحكومة الانقلاب من خلال تصنيفها للشعب السودانى وهذا الامر اوصل البلاد الى حكم فاشل وقد شكل حصاد الفترة الانتقالية هذا صدمة عنيفة للشعب فيما وصل اليه حال البلاد حيث ان المواطنين وجدوا أنفسهم فى مأزق تفاقم الازمة المعيشية ومأزق البعثة الاممية هذين المأزقين أبعدا الأمل فى استطاعت هذه الحكومة فى تحقيق أدنى مطالب الشعب بل انها خلقت وضعا استدعى قائد الجيش للتدخل من اجل وقف التدهور وكانت السمة الغالبة ان شأن السودان كله بات خارجيا وقابل الشعب هذا الوضع بالحيادية واللا اكتراث حتى استشعر فى النهاية ان ضياع البلاد أصبح قاب قوسين او أدنى فبدأت تتواتر المبادرات من الوطنيين من أبناء هذا الشعب الحادبين على المصلحة العامة وعلى بقاء السودان موحدا وصبت كل هذه المبادرات فى معالجة ازمة الحكم الانتقالي لأنهم يرون ان الاحزاب حملت الفترة الانتقالية اكثر مما ينبقى وحولتها من فترة مناولة وإعداد الى حكم دائم دون تفويض او دستور او انتخاب ولعل تطاول الفترة الانتقالية أصدق شاهد على ذلك وتلاحظ ان البلاد وقفت تمام لا تسير مع الزمن وأمل تحسن الأحوال تضائل بدليل تناسل المصائب والمحن والعجز عن تمويل الانتاح فضلا” عن ارتفاع تكاليفه وتناقص القدرة الشرائية بل يعيش اغلبهم أدنى الكفاف ومع استحالة العيش والفراغ السياسي قامت مبادرة الشيخ الطيب الجد وما يميز هذه المبادرة انها استطاعت ان تكسب وتستقطب كل قطاعات الشعب السودانى بصورة شبه جامعة دون تمييز او تحيز وفحوى هذه المبادرة انها قامت على مبادئ وأسس وطنية محضة متمثلة فى جمع الاراء وتصنيفها والسماع المستمر لما تدعوا له القيادات السياسية توطئة لانعقاد مؤتمر المائدة المستديرة الذى من خلاله يضع السودانيون العلاج الناجع لمشاكل السودان التقليدية المتمثله فيما يعرف بالدائرة الجهنمية(انقلابانتخاباتانقلاب) فكيف استطاعت هذه المبادرة ان تحقق كل هذا الالتفاف للسواد الاعظم من السودانيين ذلك لانها خرجت من لدن قطاع لا يرغب البته فى الحكم مما يعنى صدقه واخلاصه وتجرده كما يرى هذا القطاع ان الشعب السودانى ان الشعب يرى فى الحلول المستورة وحلول المبعوثين اهانة كبيرة لبلد تضج بالعلماء والمثقفين ولهذا فان مبادرة الشيخ الطيب الجد نجدها قد خاطبتة مشاعر الاتفاق الوطنى دون تنافس ولذلك وجدت حظها الكبير من التأييد وها هى تكسب اليوم تلو الاخر والذين لم يؤيدوا المبادرة لم يقرروا موقفهم بعد والمعلوم ان صاحب المبادرة ابن سجادة وغير طامع فى جاه او منصب ويتكى على تراث ضخم من التضخيات الوطنية وكل همه ان يخرج مبادرة نافعة وجامعة وقابلة للتطبيق

اترك رد

error: Content is protected !!