خارج الإطار / بخاري بشير

لن تتوقف الحملات الموجهة ضد الوطنيين والشرفاء..

بخاري بشير
لن تتوقف الحملات الموجهة والحانقة علي جهاز المخابرات العامة السوداني وهو يؤدي دوره بحنكة واقتدار، خاصة بعد اندلاع الحرب المشؤومة التي اكتوى بنارها كل السودانيين، دون استثناء بالقتل والترويع ونهب الممتلكات، فإن الأثر غير المباشر قد طال كل السودانيين بتدمير بنيتهم التحتية وتراجع خدمات الدولة والانهاك الممنهج للاقتصاد.
واجه جهاز المخابرات العامة، ومنسوبيه قيادة وضباطا وأفرادا موجات عنيفة من الحملات، التي استهدفت الجهاز، عندما اقحمت النصوص المغرضة في الوثيقة الدستورية، ولم يكن ذلك وليد افكار وطنية، إنما كان مؤامرة دولية تريد أضعاف الدولة السودانية ليسهل التهامها فيما بعد، ومعلوم أن الجهاز كان ولا يزال واحدا من حوائط الصد الصلدة التي تكسرت عندها كل المؤامرات.. وليس بعيد عن الأذهان المخطط الكريه لحل هيئة العمليات وتشريد منسوبيها الذي كان بطله الأوحد هو قائد مليشيا الدعم السريع (وقتها محمد حمدان دقلو) وقد شاهد الجميع المسرحية الهزلية التي صورت ان الهيئة تمردت علي الدولة ووجب تأديبها، وقد كان حلها بواسطة حكومة قحت ومعاونة (حميدتي شخصيا).. كانت تلك اول الخطوات لإكمال مخطط المؤامرة الكبير الذي نفذته المليشيا واعوانها في الخامس عشر من ابريل واندلاع الحرب.. وهو مخطط انهار بارادة الله وتدبيره اولا ثم بشراسة وتفاني ضباط وجنود الجيش السوداني، و عادت الهيئة من جديد تتبختر في حماية السودان ومكتسباته وجنديا متمرسا وعالي الكفاءة لتقاتل جنبا الي جنب مع القوات المسلحة.
أرادوا أضعاف جهاز المخابرات العامة، بتقليل صلاحياته، ليسهل لهم التخابر، والتجسس لصالح (دول ودويلات)، اغدغت عليهم بالدولار، وكيف لا يسايرونها ويرتمون في أحضانها وهم يحملون جنسياتها الملونة قبل أن تمتلئ جيوبهم بدولاراتها الخضراء.. أن هؤلاء باعوا وطنيتهم عندما قبلت نفوسهم المريضة حمل جوازات أجنبية، ومن عجبي أنهم جاؤوا بذات هذه الجوازات ليجلسوا علي سدة الحكم في السودان، أن الفترة التي وجهت فيها السهام علي أجهزة الدولة وعلي الوطنيين من أبناء الشعب، هي الفترة التي شهدت تمدد التدخل الأجنبي ليبلغ شأوا ما كان ليبلغه لولا فتح الابواب لهم علي مصراعيها، بل ودعوتهم بخطابات مشهودة قرأها كل العالم، في أسوأ عملية يشهدها التاريخ الوطني السوداني.
وجهوا سهامهم الي جهاز المخابرات العامة وقيادته وضباطه الاوفياء، يوم أن سمحوا للسفراء وعملائهم بالتدخل في كل صغيرة وكبيرة في السودان، حتي قال قائد المليشيا المتمردة: (اذا قلنا ما مسيرانا السفارات نكون كذبنا)، وحتي قال (صغيرهم: ح نلف السفارات سفارة سفارة.). أنهم يتشابهون حتي في العمالة للاجنبي، ويعلم الجميع بما فيهم السفراء أنفسهم أن حل مشكلات السودان يبدأ عندما يرفض السودانيون تدخلاتهم، وترياق مشكلات السودان في وقف التدخل الجنبي، فالحل الحقيقي هو حل سوداني سوداني_ ولا مكان فيه للأجنبي.
لكل ما سبق، نعلم ويعلمون أن حملات استهداف جهاز الأمن والمخابرات العامة لم ولن تنتهي، سيحاولون ذلك مرارا وتكرارا.. إيمانا منهم بأن هذه البلاد قوية بأجهزتها الأمنية التي بدأت تكشف سوءاتهم، وعوراتهم، للشعب.. الشعب الذي كان في عهدهم يقول (معليش معلش ماعندنا جيش)_ والشعب الذي كان ابنائه المغرر بهم يصرخون في تجمعاتهم الثورية ويصفون منسوبي الأجهزة العسكرية بأولاد الحرام.. ذات هذا الشعب عندما فاق من غيبوبته وفاق من جرعات التخدير ذات هذا الشعب أصبح حانلا للسلاح ينفر هو ويستنفر شبابه للمقاتلة جنبا الي جنب مع القوات المساحة، ويقف وقفات مشرفة مع هيئة العمليات.. أنها تحولات عظيمة وكبيرة في تركيبة المواطن السوداني، تحولات مائة وثمانون درجة ،، ولا أظن بعد هذه التحولات الجوهرية يستطيع عملاء السفارات او رعاياهم أن يقودوا حملات جديدة ضد جهاز المخابرات، أو ضد أي من القوات النظامية في الدولة.. فقد ولت حقبة التخدير والسواقة بالخلا دون رجعة… وجاء عهد الثبات واليقظة الوطنية.

اترك رد

error: Content is protected !!