خارج الإطار / بخاري بشير

المليشيا تكذب وتتحري الكذب .. بحثا عن نصر مزعوم


بخاري بشير

اعتادت وسائل الإعلام المرئية والإلكترونية علي سماع القصص المختلقة، ونشر الأكاذيب من عناصر مليشيا الدعم السريع، أو من مستشاريها الكثيرون، وهو كذب بواحد ولي لعنق الحقائق بثبات وجرأة تحسد عليها.
لكن من الأشياء اللافتة في هذه الافتراءات المتعددة، والتي اتخذت أشكالا كثيرة، ليس أولها استخدامات الذكاء الاصطناعي، كما ليس آخرها كذب المستشارون أثناء استضافتهم في القنوات المختلفة، أو اختلاق الأخبار التي لا تتسق مع ارض الواقع.. أن الضربات المتلاحقة والانهزام الكبير للمليشيا في ارض الميدان جعلها تتجه للكذب واختلاق الاخبار، وتستخدم لذلك مستشاريها وغرفها الاعلامية، و(التوكتوكرس) في السوشيال ميديا، ويعزي كثيرون هذه الضجة العالية للصرف البذخي الدولاري علي أعلامها (المضحك).
لكن يبقي هناك شيئين اثنين هما مؤشر كبير علي هزيمة التمرد واقتراب نهايته، الأمر الأول هو فشل التمرد في أهدافه الرئيسية وهو السيطرة علي البلاد ونجاح انقلابها في يوم ١٥ ابريل، وهبوط هذا الهدف إلي مستوي (النهب والسلب_ والقتل وإذلال المواطن)، كل المجموعات المتمردة تحولت لقطاع طرق ومجموعات نهب تمارس ما تعارفت عليه في سلوكها وفكرها الجمعي ب (الغنائم)، ولكنه في حقيقته سلب لمواطنين عزل، ونهب لأموالهم وممتلكاتهم.
والأمر الثاني الذي يدل علي نهاية التمرد، هو غياب القيادة التي طواها النسيان، حتي أن محاولات ابقائها موجودة عبر التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي بات (مضحكة) لدي المواطن، فغاب ذلك رويدا رويدا.. ثم اتجهت المجموعات المتمردة للمليشيا الي ما يحقق لها نهب الممتلكات، فاتجهت لإرهاب المواطنين عن طريق (القصف العشوائي) لمناطق المواطنيين، وتناولت الأنباء هذه الأفعال الجبانة بقصف الاحياء والمستشفيات والأماكن الآمنة والبعيدة عن المواجهات العسكرية، بهدف زعزعة الاستقرار وإجبار المواطنين علي ترك بيوتهم.
آخر ما توصلت إليه عقلية التمرد (الخربة) أن تقوم باختلاق الاخبار لنسج الوقيعة بين أجهزة الدولة المتماسكة التي آلت علي نفسها حماية التراب السوداني ودحر المليشيا، وهنا نذكر الخبر الذي نسجته المليشيا حول مدير جهاز المخابرات العامة الفريق اول أمن مهندس احمد ابراهيم مفضل، الذي قالت المليشيا أنه التقي باديس ابابا بالمستشار القانوني للمليشيا، وهو خبر لا يفوت علي فطنة المواطن السوداني الذي تعود علي أكاذيب المليشيا، فقد أضحت صفة الكذب ملتصقة بعناصر المليشيا وغرفها الاعلامية، ولا يحتاج ذلك إلي توضيح.
لكن من العجب أن تقوم مؤسسات إعلامية راسخة بنشر هذه الأكاذيب والأوهام، كما فعلت جريدة الشرق الأوسط وهي تورد خبر اديس ابابا ، سقطت جريدة الشرق الأوسط سقطة مهنية كبيرة وهي تورد خبر لا يقوم علي ساق، ويفتقد لأهم أعمدة المهنية وهو نسبة الاخبار لمصادرها المعلومة.
قام جهاز المخابرات العامة السوداني بتكذيب الخبر، وتكذيب المليشيا باشد العبارات في خمس نقاط هي:

  1. لم ينعقد أي لقاء من أي نوع بين مدير الجهاز مع أي من منسوبي المليشيا في أي مكان في العالم وكل تفاصيل الخبر كاذبة و ملفقة.
  2. خلا الخبر من ذكر أي مصدر معروف يمكن الوثوق فيه أو الرجوع إليه.
  3. الوسائل الإعلامية التي تخدم خط المليشيا تعمد لصناعة أخبار كاذبة، كلما تقدمت القوات المسلحة في الميدان.
    4.التاكيد علي أن ما يقوله الجهاز في العلن ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع التمرد هو الدفاع عن أمن ووحدة السودان وسلامة أرضه وشعبه بالوقوف صفاً واحداً إلى جانب قواته النظامية.
  4. التأكيد علي أن هذه الأساليب باتت مكشوفة ولا تنطلي على فطنة أبناء الشعب السوداني.

اترك رد

error: Content is protected !!