كلام صريح / سمية سيد

كلنا معنوياتنا داقة الواطة

سمية سيد



في تعبيره عن الحال السياسي المايل قال محمد حمدان دقلو (روحنا المعنوية دي يومي داقة الواطة ..نسوي شنو ذاتو غلبنا) مقطع فديو مجتزأ من حديث له تجده منتشرًا على قروبات الواتس اب وعدد من المنصات .
نقول للسيد نائب رئيس المجلس السيادي الذي يشتكي الاوضاع صنيعة يدهم .. كل الشعب السوداني روحه المعنوية داقة الواطة وغالبه يسوي شنو منذ ان اصبحت ادارة الدولة تحت تصرفهم يفعلون ما يشاءون .
المواطن هو الذي يعاني من تدني الروح المعنوية لانه وحده يشتكي شظف العيش والفقر وانعدام الخدمات الاساسية فيما تنعمون انتم جميعا الماسكون بمقاليد الامور بعيش كريم ، تعلمون ابناءكم وابناء اسركم وعشيرتكم في ارقى مؤسسات التعليم داخل وخارج السودان ، وتطلبون العلاج في الخارج ، وتمتطون آخر موديلات العربات ولا تعلمون عن اسعار السلع والخدمات شيئًا.
هذه البلاد التي يعبث بها المكون العسكري بشقيه المتناحرين بجانب قوى سياسية غير مسؤولة على رأسها قوى الحرية والتغيير بشقيها، مركزي وتكتل ديمقراطي .لم تعد وطنًا يرغب أهله في العيش تحت سقفه في حب وأمان بعد أن أهدرت كرامته تحت أقدام القوى الأجنبية وتكسرت إرادته بين المحاور الخارجية من أجل المناصب .
انهارت المؤسسات العامة واصبحت الخدمة المدنية هي الاسوا في تاريخ السودان .. إنهارت مؤسسات التعليم بصورة غير مسبوقة .. في السابق كنا نطلع على تقارير المنظمات الدولية حول حجم تسرب التلاميذ من المدارس وهم غالبًا الاطفال المتاثرين بالحرب في دارفور ، وكنا نلوم وننتقد الحكومة على استمرار الحرب . الآن كل تلاميذ المدارس خارج المنظومة التعليمية رغم توقف الحرب ، والسبب هو انهيار المدارس وانهيار المناهج وأخيرًا إهمال المعلم نفسه وعدم الايفاء بحقوقه المادية مما قاد إلى إضراب شامل .
المواطن روحه المعنوية داقة الواطة عندما يضطر للبحث عن مستشفى للعلاج ولا يجد مؤسسة طبية يمكن ان تحترم فقره وعدم مقدرته على دفع الفاتورة حتى في المستشفيات الحكومية . وان وجدها لن يجد الطبيب وان وجده لن يجد سرير أو غرفة طوارئ. وان وجد كل ذلك لن يجد الدواء .
المواطن وليس انت يا نائب رئيس السيادي ولا رئيس السيادي ولا كل المكون العسكري وقيادات الاحزاب ، روحه المعنوية داقة الواطة لانه لايملك ما يكفيه لشراء مستلزمات قفة الملاح بعد ان تاكلت دخولهم ولم يعد مرتب الموظف يكفي الاسبوع الاول ، أما اصحاب الاعمال الحرة فمعظمهم دخلوا زمرة العاطلين عن العمل.
المواطن روحه المعنوية داقة الواطة وهو مغلوب على امره وهو ينظر الى أبنائه وبناته خريجي الجامعات عطالين لا شغل ولا مشغلة .
كل أبناء الشعب السوداني روحه المعنوية داقة الواطة عندما يقرأ عن خروج الاستثمارات ورجال الأعمال بأموالهم إلى دول أخرى جراء التعقيدات وفرض الرسوم ووجود بيئة طاردة وغير مشجعة من الدولة وركود اقتصادي وسياسات خرقاء . طبيعي يغادر ليبني دول أخرى .
كل الشعب روحه المعنوية داقة الواطة مع ظروف اقتصادية طاحنة قادت أعداد كبيرة للسجون أو الهروب إلى الخارج بسبب الشيكات المرتدة.
كل المنتجين في بلادنا روحهم المعنوية داقة الواطة .. المزارعون يشتكون إهمال الدولة وشح التمويل وعدم توفر المدخلات وارتفاع التكلفة وعدم التسويق وانهيار الأسعار.. نفس الروح المعنوية للمصنعين والمصدرين والمستوردين .
كل الشعب روحه المعنوية داقة الواطة وهو يتابع تصريحات المسؤولين ينتظرون الدعم الخارجي غافلين عن موارد البلاد التي تحير العالم .
كل الشعب روحه المعنوية داقة الواطة وغالبو يسوي شنو عدا المتصارعين من أجل الحكم والمناصب، والذين يجيدون التضليل والمراوغة من أجل كسب الوقت.

اترك رد

error: Content is protected !!