على كل / محمد عبدالقادر

قطوعات الكهرباء.. شروع في القتل !!

محمد عبد القادر


للمسؤولين ( غير المسؤولين اطلاقا) في دولتنا العجيبة نقول ان قطع الكهرباء في نهار هذا الصيف القائظ ومع تجاوز الحرارة للخمسين درجة يعتبر (شروعا في قتل المواطنين) مع سبق الاصرار والترصد…
بحدث هذا بينما تتعامل هيئة الكهرباء مع المواطن بدرجة عالية من الاستخفاف وعدم التقدير وتستخسر ان تصدر بيانا يحمل اعتذارا للمشتركين ..
الهيئة تتفنن للاسف في قطع الكهرباء بالمزاج ودون تقيد بالجداول المعلنة ، لاتراعي حالة الطقس ولايهمها كيف يعيش المواطن ودرجات الحرارة تصل الي هذا الحد.. الهيئة لا يسعفها الاحساس بانها تقترف جريمة ازهاق للارواح وهي تصر علي قطع الامداد في هذه النهارات الساخنة.. لاتكلف نفسها مجرد اصدار توضيح او اعتذار لعملائها الكرام عن استمرار القطوعات رغم ارتفاع درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة.. وطالما انها فشلت في توفير الامداد والمواطن صائم فلن نلومها في الافطار.
قطعت الهيئة الكهرباء مع اشتداد الحر في رمضان وتعاملت بلا قلب او رحمة مع المواطن الذي يدفع دم قلبه ولايجد الامداد..
من حقنا أن نسأل عن الأسباب الحقيقية وراء هذه القطوعات المستمرة والطويلة والغريبة، ومن واجب الهيئة أن تتعامل مع المستهلكين باحترام أكثر وتقدم التفسيرات اللازمة لما ظلت تشهده الخدمة من تدهور مريع، لا أن تمارس صمت القبور مثلما تفعل الآن.
ليس مبرراً كذلك الصمت الذي يمارسه المجلس السيادي وهو يرى مثل هذا التدهور دون أن يحرك ساكناً، ويتابع حالة ( الشروع في القتل) التي يعاني معها المواطن الامرين بينما تصر الهيئة علي قطع الامداد لمدة تتجاوز الثمان ساعات في نهار قائظ يحمل درجة حرارة يمكن ان تؤدي الي الموت..
ينفق الحاكمون اموالا طائلة في التبرعات وسفر المسؤولين وفي الحشود و( البسوى والما بيسوى) كان الأولى بها صيانة محطات التوليد وتحسين مستوى امداد الكهرباء .
بربكم كيف نصل إلى مثل هذا الدرك السحيق في إمداد الكهرباء ولا تكلف الدولة عناء إحاطة مواطنيها علماً بما يحدث وتتثاقل همة مجلسنا السيادي وجهازنا التنفيذي المكلف عن مجرد الاحساس بان المواطن يعاني من انقطاع الكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة، تراجع إنتاج المصانع وتوقفت المخابز، وغابت العديد من الخدمات وتعثر إجراء المعاملات، وتأذت الأسر من الغياب الفوضوي للكهرباء، يحدث كل ذلك ولا تحرك الدولة ساكناً، والهيئة صامتة وكأن الأمر لا يعنيها.
أعتقد أن البلاد في طريقها لتراجع مستمر في توفير خدمة الكهرباء على الرغم من ظروف الانفتاح التي يشهدها السودان بعد التغيير، أين دعم الأصدقاء والأشقاء للسودان في مثل هذه الظروف، أين ذهب وفيمَ تم إنفاقه طالما أن سلعة حيوية مثل الكهرباء مازالت غائبة عن حياة السودانيين، يتفنن القائمون على أمرها في تعذيب الناس يومياً دون محاسبة أو مساءلة وبلا إحساس بأن المواطن المحترم يستحق بياناً من خمسة أسطر يوضح أسباب القطوعات واستمراها ويحدد أجلاً لنهايتها او يقنع المواطن بان ( يقنع منها) للابد ويمضي لتبني بدائل وفقا لما تسمح به الظروف.
إن كان لدى الهيئة ما تقوله وتصمت عن ذكره، فهذا يعتبر عدم احترام لعلاقة التعاقد بينها وبين المشتركين، وإن لم يكن لديها ما تقوله فهذا يشير إلى خطورة الأوضاع وانحدارها نحو الهاوية بسرعة الصاروخ.
على مجلسي السيادة والوزراء ( المكلف) اشعارنا بمعايشتهم لمعاناة الناس والدعوة لاجتماع استثنائي للنظر في قطوعات الكهرباء التي( دخلت اللحم الحي ) وصاعفت من معاناة المواطن الذي يبحث عن الامداد رغم غلاء فاتورته والتهامها لمداخيل المواطن علي حساب الالتزامات الكثيرة الاخرى.
لن يكون مشرفاً في حق هذه المرحلة ما يعانيه المواطن من متاعب حقيقية في سبيل الحصول على الكهرباء ، أين المجلس السيادي ومجلس الوزراء مما يحدث داخل الهيئة القومية للكهرباء، اين الفريق عبد الفتاح البرهان .. لماذا ظل الإمداد مستمراً حتى في أيام العصيان والإضراب وتوالت الانقطاعات بعد ذلك، ماذا يفعل القائمون الآن على أمر الكهرباء في ظل الفشل المتكرر يومياً وعلى رأس الساعة ، كيف سيكون المستقبل وهل يواجه السودان خطر الإظلام الكامل.. وهل سنصل مرحلة (زيرو كهرباء)؟!
نتمني ان تتبني الدولة برنامجا استثنائيا يخفف علي المواطن وطاة قطوعات الكهرباء في هذه الايام التي يشتد حرورها وتتجاوز درجة حرارته الخمسين…
اللهم لطفك ورحمتك بهذا الشعب الكريم..

اترك رد

error: Content is protected !!