أقاصي الدنيا / محمد محمد خير

فطور مبارك !

محمد محمد خير

تعرفت علي السيد مبارك المهدي في العام 83 بسجن كوبر عقب اعلان قوانين سبتمبر التي عارضها حزب الامه بقوة فكان اعتقال الامام الصادق وكوكبة من المع نجوم حزب الامه شملت د عمر نور الدائم وصلاح عبد السلام وعبدالله محمداحمد والرجل العبق المرحوم عبد الرحمن النور وكان اصغر معتقلي حزب الامه الاستاذ حسن احمد الذي دخل الان نطاق الستين .
توطدت علاقتي بمبارك بعد نقله من القسم الشرقي للسجن حيث كان في نفس قسم الإمام الي القسم الغربي وكان يرسل رسائله للإمام عن طريقي عبر نفاج يربط بين جهتي السجن بواسطة احد عساكر السجن وكنت احمل له ردود الامام بنفس الطريقة لما يقارب العام وبعد الانتفاضة اتضح اننا ( نسابه) فانا متزوج من النيل الابيض واصهاري من الانصار المركزين في حزب الامه ثم توطدت علاقتنا اكثر بحكم عملي في الادارة السياسية في التلفزيون فكنت التقيه في البرلمان والمجلس ووزارة الصناعة والطاقة والداخلية وكانت تجري بيننا العديد من النقاشات السياسية حول ازمات تلك المرحلة التي انتهت بانقلاب 30 يونيو.
تسلل مبارك الي ليبيا بعد مكوثه مع المحامي حسن عبد الهادي لشهر وتم اعتقالي في اكتوبر عام 89 حتي نوفمبر 91 وفي السجن التقيت مرة اخري بالمرحوم عمر نور الدائم الذي اخبرني بان مبارك تكفل بدفع مرتبات كوادر حزب الامه المعتقلين ومد المعتقلين بالاغذية والكسوة فتدفق التمر والعسل والمربي واندلقت لبسات (العلا الله ) في كوبر وشالا وسجن حلفا محبس الامير نقدالله ،، وهكذا مرت الايام وتجددت صلتي به مرة اخري في القاهرة التي جرحت تجربتها في ذهني الانتباه العميق للعقل السياسي السوداني القائم علي النفي المتبادل والسطحية واوهام النرجسيات والمكر والخسة وعصارة الكذب المخيف ، وفي غضون تلك توترت علاقتي بمبارك فظل هدفاً لمقالاتي في صحيفة الخرطوم والحياة اللندنية مدفوعا بتاييد قوي من الحزب الاتحادي والحركة الشعبية والحزب الشيوعي اللذين كانوا علي خلاف عميق مع حزب الامة الي ان عن مبارك من لندن واقام في القاهرة لشهر كامل عالج خلاله معظم تلك الخلافات وتوجه بحفل إفطار دعا اليه كل المعارضة السودانية الا سواي!!!!
كان احبابي من الشيوعيين والحركة الشعبية يزدردون اطايب اطعمة مبارك ويجرون علي سمعه لقبه الاثير (البلدوزر) وكنت اجمع شلو ماتبقي مني واتهيأ للسفر لكندا وامتد ذلك الفطور ليتحول من وجبة لأساس سياسي قام علي لحمه وسمكه وبهاراتة المجودة المقادير مؤتمر اسمرا الذي رشح فيه مساعد مسوول الحزب الشيوعي الدكتور الشفيع خضر مبارك المهدي امينا عاما للتجمع الوطني الديمقراطي بعبارات منحوتة المفردات من قاموس الاشتراكية في شقها المتصل بمرحلة الثورة الوطنية الديقراطية!!!!!
عادت علاقتي بمبارك طرية وطازجه بعد مرضي ولم تنقطع صلتنا الاجتماعية ولم أعد علي خلاف سياسي معه لانه في الاصل (ليس هنالك سياسه) حتي نختلف او نتفق فكلما هنالك ان( البرهان جنرال ماهر وحميدتي نجم الحفل) وامريكا هي الطاعون والطاعون امريكا.
اسال الله في فترة تواجدي في السودان حتي مارس القادم ان اكون من المدعويين للإفطار الجماعي القادم والمؤكد بانه سيكون برعاية اممية .

اترك رد

error: Content is protected !!