الرأي

غوغائية القراي تفسد جهود إصلاح مناهج التعليم

✍د. عادل عبدالعزيز الفكي

أتيح مساحة العمود اليوم للباحث محمد عادل المتخصص في مجال التواصل وتحليل الخطاب من جامعة ابن طفيل بالمملكة المغربية الشقيقة لمناقشة موضوع شاغل للساحة السودانية هذه الأيام، وهو موضوع مناهج التعليم، ذات الارتباط بالأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في أي مجتمع. 

يقول الباحث (القراي أول شخص أصابني بالإحباط بعد الثورة، فهو من أول لقاء كان احتدامي يتحدث في مجال (تأسيس المعرفة) كأنه دستور لحزبه الذي أتى منه.

والغريب في الأمر أن حزبه الجمهوري في أساسه حزب بحثي ينطلق من فكرة ادخال المعرفة في كل مجالات الحياة.

لذا لا أعلم ما هي الأشياء التي اقنعت الحزب ثم الحكومة والدولة لوضع رجل (غوغائي) لا ينطق بحديث إلا وأتبعه بتبرير سياسي -أي يعترف ضمنياً بأن أسلوبه بغرض تبديل المنهج السياسي داخل المناهج- وليس إعادة ضبط المناهج بما يتلائم والعصر.

إن تقنيات إعادة ضبط المناهج أصبحت تتبع وسائل وطرق حديثة مثل: (المناهج التفاعلية، مناهج الجشطلت، المنهجيات التقنية).

يلاحظ ان الرجل لم يطرح اي مشروع تعليمي ولم يطور اي أساس لاستقبال المحتوى التعليمي كما فعل المرحوم البروفسيور محمد مزمل البشير المدير الأسبق للمناهج. كما إنه لم يطرح حتى الآن منطقه في التغيير، بل اتبع أسلوباً سلطوياً ليس فيه أي نقاش علمي حقيقي.

وفشل كذلك في طرح التجارب الأخرى التي اعتمد عليها وفقاً للتجربة الانسانية في التعليم.

ولم يطرح داخل المحتوى التعليمي اي إضافة تقنية تواصلية لإيصال المعلومة.

لقد بدا واضحاً ان القراي يبدّل في التوجه الإيدلوجي الذي اتبعه النظام السابق نحو توجه أيدلوجي هو مؤمن به دون قياس للثقافة والوجدان الحضاري والأسس القيمية التي يقوم عليها السودان.

هناك طبعاً انماط للأيدلوجيا كثيرة داخل المناهج السودانية، ولكن مواجهة الأيدلوجيا بالأيدلوجيا هو كأنك تضرب الزجاج بالزجاج.

إن تغيير المناهج مسألة أمن قومي حقيقي ولها أثر كبير جداً في مسار الدولة. يضاف الى ذلك أن السودان أحد الدول التي تملك وجدان (فردي) منذ عصر الفراعنةتقريباً. و يشهد التاريخ بأن السودان كان مكاناً للتنوع الجغرافي داخل نطاقه الجيوسياسي منذ وقت طويل، وسواء كان الدخول لأرض السودان لهدف سلمي(نشر الإسلام مثلاً)او دخول خبيث، فيظل وجدانه الداخلي فارضاً الوجه الأعلى لصورة السودان. فالإسلام السوداني بخلاويه وصوفيته وحتى انصار سنته يختلف عن باقي الدول، وقس على ذلك.

بالطبع ليس هناك دولة تشبه دولة أخرى وهذه مسألة أساسية. غير انه من ناحية معرفية فإن الإنسان في تلقي المعلومة ومعالجتها يتشابه من امدرمان حتى شنغهاي الصينية.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدي أهل السودان سبيل الرشاد والعلم والمعرفة).

                          محمد عادل

اترك رد

error: Content is protected !!